شدد رئيس مؤسسة "​لابورا​" الأب طوني خضره خلال عشاء المؤسسة البقاعي السنوي، احتفالا بالعيد الخامس لانطلاق عملها في منطقة زحلة والبقاع، وذلك في مطعم التلال – زحلة على أنّ "رسالتنا في هذه المناسبة إلى اللبنانيين كافة بأن لابورا ستحافظ على ركائزها الثلاثة: العلمانية في خدمة كل إنسان، مسكونية العمل مع 13 كنيسة ممثلة في لبنان، وطنية لكل لبنان واللبنانيين".

ورأى خضره أنّ "بعد العمل المضن الذي قمنا به لمدة تسعة سنوات، الكل، مسلمين ومسيحيين، تم الإعتراف بالغبن الحاصل للمسيحيين والتأكيد على شرعيّة تحركنا وعملنا"، موضحاً ان "واجبنا جميعاً اليوم المشاركة في معالجة هذا الغبن. والأهم أن المسيحيين أنفسهم إعترفوا بأنّهم مقصرين مع ذواتهم بالدرجة الأولى، ومنهم من شارك أيضا في هذا الغبن وساهم بالإنسحاب من الدولة".

كما اعتبر أنّ "خلاصنا وحدتنا، ووحدتنا دربنا إلى القيامة الحقّة للبنان. وحدتنا المسيحيّة ووحدتنا الإسلاميّة ووحدتنا الوطنيّة، خلاصنا أن لا يذهب أي لبناني إلى وظيفة دولة أو إلى طلب مساعدة من أي مؤسسة عامة قبل أن يصحب معه أخيه اللبناني مسلماً كان أم مسيحياً"، وحيّا "كل إتفاق أو لقاءٍ بين المسيحيين والمسلمين أنفسهم وبين اللبنانيين كافّةً. لأنّ هكذا يكون لبنان أو لا يكون أبداً".

ودعا خضره إلى "الكفّ عن التشرذم والتفرّد بالقرارات المصيريّة والجماعيّة، فالتعدّديّة الفرديّة والأنانيّة مشكلتنا، وعلمنا أصبح عبئاً علينا"، مشيراً الى أن "بعد عودة الأدوار إلى أصحابها الحقيقيين أصبح همّ التوازن عندنا من مسؤوليّة المرجعيات السياسية والروحية الذين عليهم أن يتحملوا مسؤولية إنخراط الجميع في الدولة وكفاءة التعيينات وتحقيق الإصلاح والتغيير".

هذا لفت الى أنّ "دور السلطة السياسية بالدرجة الأولى ودورنا في لابورا أن نوجّه ونحفّز وندرّب ونساعد الشباب والباقي عليكم أيّها المسؤولين وبخاصة المسيحيين منهم تقع المسؤولية الكبرى". متسائلاً "بإلحاح وللمرّة المئة: أين قضيّتنا كمسيحيين؟ قائلاً: "لا وحدة من دون قضية، ولا قضية دون إستراتجية واحدة ننفذها كلٌّ وفق مواهب الله له، ولا وحدة دون تضامن وتعاون".

إليه أكد خضره أنّه "من غير المسموح بعد اليوم للمسيحيين أن يستمرّوا بالتشكّي وأن يشعروا بالغبن. عندهم نصف الحكومة وأكثر ورئيس جمهورية قويّ يرفع شعار الإصلاح والتغيير وعندهم المناصفة في الفئة الأولى كلّها، والكفاءة العلميّة في باقي الفئات. فماذا نريد بعد؟ إلاّ إذا كان ربّ البيت لا يريد البنيان فباطلاً يتعب البنّاؤون: لبنانيّون كانوا غرباء أو مستأجرون"، موضحاً أنّ "هذه المعادلة لا تلغي إطلاقاً دور شركائنا في الوطن والقيام بالمسؤوليّة عينها، لأنّ لا فضل للإنسان على أخيه الإنسان إلاّ بالخدمة والمحبّة".