في وقت يفترض ان يكون ​عيد الفطر​ المبارك مناسبة لتحريك العجلة الاقتصادية لدى التجار وإنعاش الاسواق واضفاء البهجة والفرحة على قلوب الصائمين، الا ان الواقع هذه السنة أثبت العكس، إذ عبّر عدد كبير من التجار في حديث مع "النشرة" خلال جولتها على الاسواق للاطلاع على أجواء التحضيرات للعيد، عن استيائهم من مشهد الشارع الذي يفتقر للمتسوّقين، مشيرين الى ان "الشوارع خالية نسبياً، تفتقد لحركة الناس، الاسواق مشلولة، ولا كأن العيد مقبل علينا".

أزمة إقتصادية صعبة يمر فيها اللبنانيون نتيجة الظروف السياسية والامنية غير المستقرة في لبنان والمنطقة، فالمشهد الذي رأيناه خلال الجولة على الاسواق بأيام ما قبل العيد مخيب للآمال، باختصار، الشعب مختنق يصرخ وجعاً، حيث يلفت احد المتسوقين ممن صادفناهم، الى أن "وجودنا في السوق يحتمه طلبات أطفالنا التي نجبر انفسنا على تلبيتها كي يشعروا بالعيد، الذي بتنا نخاف حلوله علينا بسبب ضيق الاحوال المادية وعدم قدرتنا على تأمين أبسط حاجياته".

ويشير متسوّق آخر الى ان "عيد الفطر أصبح مناسبة روتينية شكلية تحل علينا كل سنة دون ان نشعر، ففي الماضي كنا ننتظرها بفارغ الصبر كي نفرح ونزور الاقرباء ونجلب ثيابا جديدة لأطفالنا، الحياة كانت أبسط وأسهل، المهن أوفر، أوضاع البلد اكثر استقراراً، فيما بتنا اليوم نخاف من هذه المناسبات التي تكبدنا اعباء مادية هائلة، نعيش على حافة هاوية نتهدد بالسقوط عنها عند كل أزمة تحدق بالبلد، فكيف نهنأ بالعيد دون استقرار مهني ومادي وحتى نفسي؟، رحمة الله على نكهة العيد في الماضي".

رغم كل ما تقدّم من أوضاع اقتصادية مزرية يعيشها اللبنانيّون عموما وبالتالي انعدام لاجواء العيد، إلا أن الثقة كبيرة بخبرة اللبناني في تخطي الظروف الحياتية والتعايش معها، على أمل أن يحمل عيد الفطر هذا العام كل الخير والفرج، ويطوي صفحة من الازمات، ويكون فاتحة أفراح لدى كل اللبنانيين.