لفتت صحيفة "الوطن" القطرية، إلى أنّ "قائمة المطالب الّتي أرسلتها دول الحصار لقطر بعد ضغوط وسخرية من وزارة الخارجية الأميركية، كشفت هشاشة وضحالة وسذاجة الدول المحاصرة، فالمطالب لم ينقصها شيء سوى أن يطلبوا توكيلاً من الدولة القطرية لتمثيل قطر في المحافل الدوليّة والإقليميّة وربما إدارة الدولة"، مؤكّدةً أنّ "القائمة ستدخل التاريخ كواحدة من أكثر المطالب السياسيّة ضحالة وسذاجة وسفاهة ونذالة في الخلافات السياسيّة بين الدول"، مشيرةً إلى أنّ "إغلاق شبكة "​الجزيرة​" وكلّ الوسائل الإعلاميّة القطرية الّتي تزعج المحاصرين، يعطي دلالة على الفشل الذريع الّذي حقّقته هذه الدول في مجال الإعلام ومنافسة قناة "الجزيرة" الّذي أنفقوا عليه عشرات المليارات من الدولارات خلال العشرين عاماً الماضية".

وأوضحت الصحيفة في بيان، أنّ "منذ أوّل يوم انطلقت فيه قناة "الجزيرة" الفضائية في عام 1997، أصيبت الدول الخليجية بشكل خاصّ والعربية الإستبداديّة بشكل عام بالصدمة، حيث فاجأتهم "الجزيرة" بشيئين مازالت تحافظ عليهما إلى الآن وهما سرّ نجاحها، الحرية والمهنية"، منوّهةً إلى أنّ "في البداية قاموا بممارسة الضغوط وسحب السفراء وقطع العلاقات وغيرها من الوسائل الأخرى، ولما فشلوا قرّروا أن يدخلوا مجال السباق مع "الجزيرة" وكانت إمارة أبوظبي هي أوّل من سعى لهذا الأمر، وقد استخدموا سلاح المال لشراء بعض الصحافيّين والإعلاميّين من "الجزيرة""، مشيرةً إلى أنّه "ذهب البعض بالفعل لكنّ التجربة بعدما أنفق عليها عشرات الملايين، فشلت فشلاً ذريعاً وأغلقت بدؤوا بعدها قناة إخبارية في دبي وسعوا لنفس الطريق، وهو محاولة تفريغ غرفة أخبار "الجزيرة" من صحافييها المميّزين، فذهب البعض وراء المال، لكن لم يذهب لهم شخص مميّز واحد، وحتّى لو ذهب المميزون".

وشدّدت على أنّ "المال وحده لا يكفي مهما كان قدره ليقيم محطة تليفزيونيّة ناجحة، وفشلت التجربة. ثمّ أطلقوا قنوات أخرى ودخلوا في شراكات مع قنوات أخرى وكان الهدف من وراء كلّ هذا هو تحطيم قناة "الجزيرة" أو سحب البساط من تحت أقدام ريادتها أو سحب الإعلاميّين المميّزين العاملين فيها، وأعتقد أنّهم لم يتركوا أحداً لم يحاولوا معه أو يعرضوا عليه، لكنّهم فشلوا فشلاً ذريعاً، وأعتقد أن حجم الأموال الّتي أنفقوها على هذه المشاريع الإعلاميّة الفاشلة قد تخطّى المليارات"، مبيّنةً أنّ "بعد كلّ هذا، يأتي على رأس المطالب إغلاق شبكة "الجزيرة"، وهذا يعني الفشل التام في مواجهة "الجزيرة" طيلة عشرين عاماً، حيث بقيت وستبقى هي منارة الشعوب العربية الإعلامية، وليست الشعوب العربية فحسب، فـ"الجزيرة" الآن أصبحت أيقونة عالميّة لأنّها تبثّ بلغات كثيرة إلى معظم شعوب العالم، وتمكّنت أن تكون في نسختها العالميّة رسالة مهنية راقية من العالم العربي إلى العالم. لقد أعلنوا الفشل ولن ينالوا في مطالبهم إلّا الفشل والفضيحة على رؤوس الأشهاد".