أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ الموسم الانتخابي قد بدأ عملياً من الآن، مشيراً إلى أنّ التمديد الذي حصل لا يصبّ إيجاباً لمصلحة العهد، لأنّ انطلاقة العهد كانت تفترض أن تتمّ الانتخابات فوراً بعد إقرار القانون، لافتاً إلى أنّ البطاقة الممغنطة لا يمكن أن تكون سبباً لتمديدٍ رابع للمجلس النيابي.

وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "حوار اليوم" أداره الإعلامي رواد ضاهر، اعتبر أبو فاضل أنّ الأمور تبقى مرهونة بالوضع في المنطقة العربية والإقليمية، متحدّثاً عن تطورات متسارعة على هذا الصعيد، وأشار إلى أنّ قانون الانتخاب كان يفترض أن يكون أفضل، ولكنّه لفت إلى أنّه مقبول من كلّ الأطراف، وهذا ما استطاع العهد أن يتوصّل إليه، وهو ممتاز بهذا المعنى.

الفضل بدأ مع باسيل

ورداً على سؤال، شدّد أبو فاضل على أن لا فضل لأحد أكثر من الثاني بالنسبة للتوصل إلى قانون الانتخاب، مشيراً إلى أنّ الفضل بدأ مع الوزير جبران باسيل حين طرح اللاءات الثلاث، ولاقاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي خفّف من طائفية القانون، وأعطاه بعداً وطنياً.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الشيعة ربما يخسرون مقعداً أو مقعدين فقط في مناطقهما في الحسابات الانتخابات، بخلاف الآخرين، علماً أنّهم يحصدون مقاعد إضافية في مناطق أخرى، لافتاً إلى أنّ قوى 8 آذار ستعيد رسم المشهد انطلاقاً من ذلك.

كسر طبقة من الجليد

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية رجل صريح، وهو قال سابقاً أنّه إذا تلقى دعوة رسمية لزيارة قصر بعبدا فهو يلبّيها، وهذا ما حصل. وإذ استبعد أن تكون مصالحة قد حصلت بين الرئيس ميشال عون والوزير فرنجية، تحدّث عن كسر طبقة من الجليد بينهما فقط لا غير، وأكد أنّ حزب الله يعمل كثيراً للتقريب بين الجانبين.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس عون عقد اللقاء التشاوري في بعبدا ليقول ألا أحد يستطيع أن يقول أنّ العهد فشل في الاقتصاد أو السياسة أو في أيّ مجال، فهو رفع المسؤولية عن نفسه وفي نفس الوقت أشرك باقي الأفرقاء بالمسؤولية من الرئيس نبيه بري إلى الرئيس سعد الحريري وغيرهما ممّن حضروا لقاء بعبدا.

وجدّد أبو فاضل رفضه لتوصيف رئيس الجمهورية بأنّه "بيّ الكلّ"، مشيراً إلى أنّ رئيس الجمهورية هو أكثر من حكم، فهو طرف إلى جانب الحق، مشدّداً على أنّ كلّ المحيطين بالرئيس عون يستفيدون منه، ولكنّهم في المقابل لا يفيدونه في شيء.

شهية جعجع فتحت

ورداً على سؤال آخر، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ شهية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فتحت على المراكز والمواقع التي كان يفتقر إليها في السنوات الماضية، لافتاً إلى أنّ جعجع لن يكون سهلاً مع الوزير جبران باسيل بالنسبة للحصص النيابية، وقال: "شهر العسل والغرام بين الجانبين انتهى، ودخلنا بالجدية".

ورأى أبو فاضل أنّ هناك محاولات ستحصل لتطويق باسيل في الشمال، لافتاً إلى أنّ تحالف التيار والقوات في الشمال سيكون ضرورياً، خصوصاً أنّ هناك تحالفاً مضاداً بدأ يتبلور، متحدّثاً عن معركة كبيرة في البترون وفي الكورة، ومعركة مهمّة كذلك الأمر في زغرتا وبشري، وإن لم تكن قوية بالحجم الذي يصوّره البعض.

سلسلة تشريعات ستحصل

وتحدّث أبو فاضل عن سلسلة تشريعات ستحصل في المرحلة المقبلة، بعدما تمّ إقرار قانون الانتخاب، وحصلت التعيينات الأساسية من تعيين قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي وصفه بأنه رجل كفوء ومحترم، ويتعاطى فقط بالمؤسسة العسكرية، وهذا مشهود له، مشيراً إلى أنّ الجهاز الأمني اكتمل بشكل عام، سواء لجهة جهاز أمن الدولة الذي يرأسه اللواء طوني صليبا، وكذلك الأمر بالنسبة لقوى الأمن مع تعيين اللواء عماد عثمان مديراً لها، من دون أن ننسى الثابت في موقعه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، متوجّهاً كذلك بالتحية إلى الدفاع المدني والصليب الأحمر الذي أكد أنه مؤسسة فوق الشبهات.

وفي الجانب الاقتصادي، اعتبر أبو فاضل أيضاً أنّ التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة كان إنجازاً، باعتبار أنّ الرجل موضع ثقة، ولم يكن هناك مجال لأيّ مخاطرة على هذا الصعيد في البلد في الظرف الراهن، وقال: "هكذا، أنت أمّنت الوضع الأمني والوضع الاقتصادي، وبات عليك كدولة أن تباشر بالخطة الاقتصادية".

جعجع استطاع أن يلوي زند التيار؟

وأشاد أبو فاضل كذلك بالتنسيق بين الأجهزة، معتبراً أنّه تطور مهم جداً، أكان من خلال فخامة الرئيس ميشال عون أو دولة الرئيس سعد الحريري، مشيراً إلى أنّ وجه دولة بدأ يتبلور على أمل أن يكتمل بالانتخابات، معرباً عن اعتقاده بأنّ الانتخابات المقبلة ستقسّم المقسّم، وسيحصل حرد من قبل الكثيرين.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استطاع أن يلوي زند التيار الوطني الحر في موضوع الكهرباء، مشيراً إلى انّ التيار لم يستطع السير بالخطة التي كانوا قد أعلنوا عنها، ملاحظاً انّ رئيس الحكومة سعد الحريري بقي صامتاً خلال جلسة مجلس الوزراء.

شهر العسل انتهى

وتحدّث أبو فاضل عن اتصالات تحصل بين النائب إبراهيم كنعان والوزير ملحم رياشي، لكنه رأى أن هذه الاتصالات ترطب الأجواء لكنها لا تستطيع فرض شيء على رؤساء الكتل، في ضوء التباينات الحاصلة انتخابياً وكهربائياً.

وتحدّث أبو فاضل عن معركة مرتقبة في الانتخابات في المتن، وكذلك في كسروان، مشيراً إلى أنّ شهر العسل انتهى وهناك جدية حول تركيب اللوائح، خصوصاً انّ العدد محدود والكل عنده طموحات بتوسيع الكتل النيابية، لافتاً إلى أنّ المعركة هي معركة الصوت التفضيلي في الأساس، مذكّراً بأنّ القانون الذي طرحه الوزير مروان شربل كان فيه صوتان تفضيليان لا صوت تفضيلي واحد، وهذا أفضل.

وثيقة بعبدا مختلفة

ورداً على سؤال، جدّد أبو فاضل القول أنّ إعلان بعبدا لم يكن إنجازاً، مستغرباً استمرار الرئيس السابق ميشال سليمان حتى اليوم بالتغنّي بهذا الإعلان، لافتاً إلى أنّ الرئيس سليمان هو الذي طعن حزب الله في الفترة الأخيرة لأنه رفض التمديد له.

وأكد أبو فاضل أنّ وثيقة بعبدا تختلف عن إعلان بعبدا، كما أنّ الرئيس ميشال عون يختلف عن الرئيس ميشال سليمان، لأنّ الزعامة تختلف عن الوظيفة، فسليمان أتى رئيساً من باب الوظيفة كقائد للجيش، فيما الرئيس عون أتى من باب الزعامة.

وجود الجميل لم يكن ليضرّ

واعتبر أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، أنّ وجود رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الاجتماع التشاوري لم يكن يضرّ، لافتاً إلى أنّ الدكتور سمير جعجع استطاع إخراج النائب الجميل من الحكومة سابقاً واليوم من لقاء بعبدا.

ولاحظ أبو فاضل أنّ جعجع، الذي حضر شخصياً إلى لقاء بعبدا، كان الوحيد الذي سخّف اللقاء من خلال تعليقاته، معلنًا في الوقت عينه أنّه يؤيّده في تحفّظه على البند الأول من الوثيقة، لافتاً إلى أنه لا يمكن الحديث اليوم بالدولة المدنية العصرية، مؤكداً أنّه مع الدولة المدنية، لكن لها شروطها، وأولها تقوية الأجهزة الأمنية.

الحريري وميقاتي جنباً إلى جنب؟

وأكد أبو فاضل أنّ الاتفاق بين عون والحريري واضح في دائرة صيدا وجزين، مشيراً إلى أنّه لن يكون هناك مرشح قواتي في جزين، ولفت إلى أنّ الانتخابات معقدة جداً وليست لعبة، موضحاً انّ من سيخسرهم التيار مثلاً في كسروان يربحهم في المقابل في عكار مثلاً.

وفي ما يتعلق بطرابلس، استبعد أبو فاضل أن يخوض رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي المعركة في وجه بعضهما البعض، متحدّثاً عن وجود مساعٍ للتقريب فيما بينهما، لافتاً إلى أنّ السعودية إذا أمرت بتوحيد الصفوف تستطيع فعل ذلك.

معركة بانتظار جنبلاط

وبالنسبة للشوف وعاليه، توقع أبو فاضل أن يكون رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أمام معركة، لافتاً إلى أنّه سيكون في مشكل حقيقي إذا لم يتفق مع تيار المستقبل والجماعة الإسلامية، وإن كان توحيد الشوف وعاليه في دائرة واحدة يريحه إلى حدّ ما.

وإذ أكد أنّ جنبلاط سيكون على تحالف مع القوات، لفت إلى أنّه لم يظهر بعد ما إذا سيكون متحالفاً أيضاً مع التيار الوطني الحر، مشيراً إلى أنّ النائب جنبلاط والوزير جبران باسيل ينظران إلى بعضهما ببعض الحذر.

قانون الصوت التفضيلي

وفيما جدّد أبو فاضل وصف قانون الانتخاب الجديد بأنّه قانون الصوت التفضيلي، أعرب عن اعتقاده أنّ هناك معركة ستحصل في زحلة، مشيراً إلى أنّ رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف ستكون قادرة على الخرق سواء دخلت في تحالف مع الأحزاب أم لا، معتبراً أنّ لها مصلحة بالتقارب مع الحريري وعون في آن.

ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّنا سنكون أمام لائحتين أو ثلاث لوائح بالحدّ الأدنى في كلّ قضاء، علماً أنّ اللوائح مقفلة، لا يمكن تشطيب أي اسم منها أو إضافة أي اسم عليها.

وفي بعلبك الهرمل، لفت أبو فاضل إلى أنّ هناك أملاً كبيراً لدى الوزير السابق فايز شكر في الخرق إذا استطاع تأليف لائحة، في وجه تحالف حزب الله وحركة أمل.

لترتيب الخطاب الديني

وفي سياق آخر، شدّد أبو فاضل على وجوب ترتيب الخطاب الديني، مؤكداً أنّ المسيحيين ليسوا كفّاراً، كما يتمّ تصويرهم من قبل البعض، ولا الشيعة كفار ولا الدروز ولا السنّة ولا الاسماعيليون، لافتاً إلى أنّ ترتيب الخطاب الديني وتهذيبه مطلوب اليوم، وهو ما ينادي به الأزهر في الأساس، وأشار إلى أنّ الفكر المتطرّف يجب اقتلاعه من أساسه.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ التغييرات القيادية في السعودية تدلّ على وجود أزمة، معرباً عن اعتقاده بأنّ الملك سلمان لن يبقى في موقعه، بل سيقوم بتسليم ابنه الأمير ابنه زمام الأمور، مشيراً إلى أنّه يعتقد أنّ الرئيس ترامب أيضاً لن يكمل ولايته.

ترامب استطاع ضرب الإسلام السنّي

ورداً عل سؤال، رأى أبو فاضل انّ الغرب استطاع وترامب بصورة خاصة أن يضرب الإسلام السنّي، موضحاً أنّ ترامب ضرب السنّة ببعضهم البعض، لافتاً إلى أنّ السعودية حاولت استيعاب الاخوان المسلمين لكنها لم تستطع لأنّ القطريين لم يقبلوا ولا الأميركيين قبلوا.

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الأزمة السعودية القطرية ستنعكس صراعاً على الأرض، وأشار من جهة ثانية إلى أنّ الإسلام السياسي بكافة فروعه يهاجم الرئيس السوري بشار الأسد، لكنّه يحاول مدّ خيوط معه.

ورأى أبو فاضل أنّ الإسلام السياسي في قطر أصبح مدعومًا، ولا يمكن الحديث عن إطاحة الحكم بقطر إلا في حال حصول تسوية أميركية كبيرة، لكنّه شكّك بحصول ذلك، خصوصاً في ظلّ شراكة قطر مع إيران في آبار الغاز، وإيران توفّر لقطر بالتالي ما افتقدته.

الحدود السورية الأردنية ستفتح قريباً

وبالانتقال إلى الملف السوري، لفت أبو فاضل إلى أنّ لقاء سورياً أردنياً حصل في الأردن قبل أسبوعين لكنّه فشل بسبب طلبات الموجودين على الطاولة الذين ليسوا سوريين ولا أردنيين، متحدّثاً في هذا السياق عن ضغوطات على الأردن من الجانب الأميركي بشكل خاص، ورأى أننا اليوم أمام مشهدية جديدة على الحدود، وقال: "قريباً جداً ستفتح الحدود بالكامل مع الأردن، وبالتالي علينا أن نرى ما إذا كان الأردن ينسق مع سوريا".

وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ الرئيس السوري سيبقى يطالب بالحلّ السياسي، لكنّه يرفض إشراك الإخوان المسلمين وغيرهم بالحكم، وقال أنّ الرئيس الأسد إذا فرّط بالنظام تسقط سوريا، مشدّداً على أنّ سوريا اليوم بحاجة إلى الأنقياء فقط، موضحاً أنّ سوريا تريد أن تستعيد كل حدودها، ولديها مشكلة بالشمال الشرقي مع تركيا والأكراد.

خط المقاومة يشرّفنا

وخلص أبو فاضل إلى أنّ الأميركي هو الذي خلق الإرهاب، ولم يكن يوماً ضدّ الإرهاب، وقال: "خط المقاومة الذي نتواجد فيه هو الذي يشرّف، وما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس هو الكلام الصحيح، ولو أزعج السعودية، فالسيد نصرالله ليس وزيراً ولا رئيس حكومة ولا رئيس مجلس النواب ولا رئيس الجمهورية بل زعيم المقاومة في المنطقة".

وإذ تساءل أبو فاضل من الذي يقف اليوم ضدّ إسرائيل في المنطقة، أشار إلى انّ الأمور باتت واضحة، وقال: "الدولة القوية اليوم هي ضمانتنا وكذلك الثلاثية الماسية وليس الذهبية فقط، أي الجيش والشعب والمقاومة".