رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ ​نبيل قاووق​ أن "الانجازات السياسية التي حصلت مؤخراً، تؤسس لمرحلة جديدة من شأنها أن تفتح الأبواب أمام الإصلاح السياسي، ومعالجة القضايا المعيشية والاقتصادية، وأن اللقاء التشاوري الذي عقد في بعبدا، يشكل فرصة حقيقية أمام جميع اللبنانيين لتعزيز الوحدة الوطنية، ولأخذ البلد إلى الاستقرار السياسي بعيداً عن المناكفات وافتعال المشاكل".

وفي كامة له خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة كونين الجنوبية، لفت الشيخ قاووق إلى أن "لبنان له في ذمة النظام السعودي أطنان من بيانات الشكر على الهبة السعودية للجيش اللبناني والتي تراجعت عنها في ما بعد، ولكن أطنان الشكر لم ترجع من المسؤولين السياسيين اللبنانيين، فالسعودية بررت آنذاك تراجعها عن هذه الهبة بأزمة مالية تعيشها السعودية، ولكن صفقة ال450 مليار دولار مع أميركا، فضحت الموقف السعودي تجاه الهبة العسكرية للجيش اللبناني، لأن حجم هذه الهبة، يشكل ما هو أقل من 1 في المئة من حجم الصفقات السعودية الأميركية".

وأشار إلى أن "السلاح السعودي يتدفق إلى العصابات التكفيرية في سوريا لتأجيج الحرب فيها، ويتدفق إلى ميادين اليمن لتأجيج الحرب على شعبها، ولكن هذا السلاح لا ولن يرسل إلى المقاومة الفلسطينية في غزة، فكفى شجاعة وشهامة للجمهورية الإسلامية في إيران أنها تجرأت على إرسال أفضل السلاح للمقاومة في لبنان وفلسطين، وأما السعودية فلا تجرؤ أن ترسل صاروخاً واحداً للمقاومة الفلسطينية، وكفى بذلك إدانة للمملكة السعودية".

واعتبر الشيخ قاووق أن "التقارب السعودي الإسرائيلي يشكل طعنة في قلب القدس، وما هو أكبر من فضيحة بحق العروبة ومن خذلان للشعب الفلسطيني"، متسائلاً "أي عروبة يتحدث عنها النظام السعودي وهو الذي يسيء لكل معاني وقيم العروبة في زماننا؟ وهل من العروبة محاصرة الشعب اليمني ودول الجوار، واستمرار القصف على الأبرياء والفقراء في اليمن في شهر الرحمة، وبث الفتن وتأجيج الحروب في سوريا والعراق واليمن والبحرين ومختلف دول العالم الإسلامي، فهذه فضيحة النظام السعودي الذي يمتلك المال ومئات المليارات ليشتري مواقف وسكوت الدول الكبرى، ولكنه لا يستطيع أن يعيد المكانة المزيفة التي خسرها، ولن يستطيع بالمكرمات المزيفة أن يستعيد صورته التي كان يقدمها باسم العروبة والإسلام، والتي تهشمت وتلطخت بدماء المجازر في اليمن".

وشدد الشيخ قاووق على أن "السياسة السعودية تشكل كارثة حقيقية على الأمتين الإسلامية والعربية، لا سيما وأن المستفيد الأوحد منها في المنطقة هو العدو الإسرائيلي، ولكن بالرغم من إطلاق مئات المليارات السعودية على السلاح، وعشرات المليارات على الفتنة في سوريا أو العراق أو اليمن، فإن السعودية فشلت في حسم المعركة ميدانياً في العراق وسوريا واليمن، واضطرت بعد مسلسل الرهانات الخاسرة على إسقاط النظام في بغداد، أن تعترف بهزيمتها ورهاناتها في العراق، وهذا الذي جعلها تزور بغداد رسميا ، وتستقبل رئيس العراق، وكذلك فإنها خسرت الرهان في سوريا، ويكفينا ما يقوله السفير الأميركي الأسبق والأخير في سوريا "روبرت فورد" بأن المعركة حسمت في سوريا ونحن خسرناها، وذلك بسبب خطأ استراتيجي ارتكبناه فيها، هو أننا ظننا بأن النظام السوري سوف يسقط في العام 2013، وأنه لم يخطر ببالنا أبداً أن حزب الله سوف يتدخل في هذه المعركة، لأن تدخله غيّر مسار الحرب المفروضة على سوريا، وعليه فإن سوريا هي من ربحت الحرب".

وأكد أنه "بتضحيات المجاهدين وبأعز دم وبأغلى شباب من شبابنا حمينا لبنان وأهلنا والكرامة وسوريا من أن تسقط في المشروع الإسرائيلي، ووصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها الحديث عن سقوط النظام في سوريا، بل بات الحديث عن مرحلة ما بعد سقوط داعش والنصرة، وعليه فإن تواصل الجيشين السوري والعراقي مع بعضهما، أدخل المنطقة في معادلات واستراتيجيات جديدة، ولبنان أول المستفيدين، لأن هزيمة تنظيم "داعش" الارهابي في سوريا، تعزز من قوة ومنعة وحماية لبنان أمام المشروع التكفيري، ولكن يبقى على اللبنانيين أن يجدوا حلاً لاحتلال داعش والنصرة لمساحات واسعة من أراضينا في جرود عرسال ورأس بعلبك، حتى لا يبقى للإرهاب التكفيري لا مقرات ولا ممرات تهدد الاستقرار وأرواح أهلنا".