اعتبر النائب السابق اميل اميل لحود أنّه كان يفترض بنا تكريس الانتصار بالحرب على التكفيريين بقانون نسبي على اساس لبنان دائرة واحدة، بحيث يتم من خلاله تثبيت الوحدة الوطنية والتصدي لوضع المنطقة المتشنج، وللشحن المذهبي والطائفي والقومي والعرقي المتواصل، لافتا الى ان الاوطان لا تبنى بقانون يرضي الجميع وان كان القانون الذي تم اقراره أفضل من الستين، الا انّه لا شك لا يلبي طموحنا.

وأشار لحود في حديث لـ"النشرة" الى "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان يسعى لقانون أكثر عدالة خاصة انّه كان اول من طالب بالنسبية الكاملة على اساس لبنان دائرة واحدة، لكن الظروف الضاغطة فرضت القانون الذي تم اقراره، لتفادي التمديد المفتوح من دون قانون او العودة الى الستين، وبالتالي فعلى الحالتين لقد تم انتشالنا من مصيبة".

من الصين الى لبنان

واستغرب لحود "كيف يكون هناك من يستميت للمحافظة على نائب او نائبين في كتلته، في وقت تشهد السياسة الاقليمية والدولية متغيرات غير مسبوقة، ما يجعلنا غير قادرين حتى على الجزم بحصول الانتخابات في ايار المقبل وفق القانون الذي تم اقراره". واضاف: "المضحك ان هناك من لا يزال يعتقد ان دول العالم تدور حول لبنان، فيما بلدنا هو في آخر الاولويات في المنطقة"، لافتا الى انّه "حتى ولو تم تحييدنا أمنيا طوال الفترة الماضية، الا اننا لا نزال في دائرة الخطر".

وأشار لحود الى انّه "قبل 6 سنوات تحدثوا عن ربيع عربي، بهدف تغيير الانظمة والسعي نحو الديمقراطية، علما ان الممولين كانوا من الخليجيين والمشرفين على اللعبة اميركيين، والاسرائيلي يسير الامور من وراء الكواليس"، وأضاف: "اما اليوم فها نحن نرى الخليج يتفكك، ومحور الممانعة ينتصر بعدما بات هناك امتداد من الصين الى روسيا فايران والعراق وسوريا ولبنان، اما الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) فمنشغل بتحصيل الأموال من دول الخليج وبتأمين فرص عمل للمواطنين الاميركيين في بلادهم". وقال: "من كان يتوقع تقاربا قطريا–ايرانيا وامكانية انضمام قطر لمحور المقاومة"!.

واستهجن "كيف بات البعض مقتنعا بأن ايران هي العدو وليس اسرائيل، ويستعد لعمليات تطبيع معها لضمان ان يكون ولي عهد او ملك او امير". وأضاف: "على كل حال الحرب على التكفير بالنسبة لنا انتهت وانتصر المحور الذي ننتمي اليه، وبقي الرئيس السوري بشّار الأسد صمّام الامان، وهو يصلي ويتجول مرتاحا في حماة وغيرها، فيما أؤلئك يختبئون في قصورهم خائفين من ارهابيين موّلوهم ومن عصا ترامب".

حرب عالمية

وشدّد لحود على اننا في لبنان لا نعيش على جزيرة معزولة، انما نحن مرتبطون بشكل مباشر بما يجري حولنا، معتبرا ان نظرية حزب الله بالأمن الاستباقي أثبتت فعاليتها وصوابيتها فقد خلّصت لبنان من كوارث كبيرة.

وأثنى على الاجتماع الذي عقده الرئيس عون في بعبدا، معتبرا انّه دعا من خلاله وبوضوح للالتفات الى الشأن اللبناني الداخلي والامور الحياتية للمواطنين، بعدما بات واضحا ان ما يحصل حولنا هي حرب عالمية. وقال: "موقف الرئيس عون هذا حكيم ومدروس وفي مكانه تماما".

واذ أعلن لحود أنّه سيترشح للانتخابات النيابية المقبلة من منطلق انّه ينتمي الى "مدرسة معينة وفكر غير ممثل حاليا بالشكل الكافي"، أكّد ان "لا قرار حتى الساعة بما خص التحالفات واللوائح، وهو أمر مبكر جدا، خاصة ان النقاشات لا تزال تتركز حول دراسة القانون الذي تم اعتماده بسرعة، لدرجة ان بعض من وافق عليه قد لا يكون مدركا لنتائجه عليه، وهو ما يجعلنا نتخوف من امكانية الانقلاب عليه في اللحظة الاخيرة".

واعتبر ان الفائز الاكبر من اقرار القانون الجديد وببنوده كافة، هو الفائز بمناقصة البطاقة الممغنطة، في ظل التداول بأرقام كبيرة وحتى بأسماء المحظوظين قبل حصول المناقصة حتى.