تضخيم ما بعده تضخيم، بهذه العبارة يمكن وصف ما كتب ويكتب في بعض وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، عن علاقة ​القوات اللبنانية​ وحزب الله. البعض تحدث عن لقاءات تعقد في الكواليس بين مسؤولين من الفريقين، والبعض الآخر سأل "هل من وثيقة تفاهم تحضّر بين الضاحية ومعراب؟.

هذا التفاؤل المفرط في الحديث عن العلاقة المتسجدة بين القوات وحزب الله، دفع البعض الى طرح السؤال المبكر الذي لا يستطيع أن يجيب عليه اليوم، أي قبل 11 شهراً على موعد الإنتخابات، فريقان حليفان في السياسة. سؤال، هل أصبح التحالف بين الحزب والقوات ممكناً"؟.

مقابل هذا التفاؤل المفرط، لم تشهد الساحة السياسية أي خطوة تعزز فكرة التقارب بين القوات وحزب الله، كل ما في الأمر أن رئيس حزب القوات سمير جعجع، بات يتجنب في الآونة الأخيرة التطرق الى سلاح حزب الله، وأصبحت خطاباته وكلماته المتلفزة خالية بشكل كلي من العبارات التي كانت تستعمل سابقاً كـ"جمهورية حزب الله، وحزب السلاح، ودويلة الحزب، وممثل المشروع الإيراني في لبنان..."

وفي هذا السياق، تكشف مصادر قواتية متابعة أن كل ما يحصل مع حزب الله، هو مقاربة قواتية لكل ملف على حدى على طاولة مجلس الوزراء، وقد أثبتت التجارب تلاقينا مع الحزب وإختلافنا مع حلفائنا على ملفات كثيرة طرحت، ولكن، هذا لا يعني أبداً عقد التحالف بين القوات وحزب الله، ولا حتى البحث عن تفاهم سياسي بين الفريقين، لأننا في ملفات كثيرة أخرى قد نختلف معه لا بل إختلفنا".

لا لجان تواصل تعمل في الكواليس ولا لقاءات ثنائية أو ثلاثية بين مسؤولي وقيادات الحزبين ولا زيارات متبادلة في السر والعلن ترصد على خط معراب-الضاحية، "وإذا كان التلاقي بين القوات وحزب الله على بعض الأمور الحياتية والملفات الإجتماعية، قد كسر الجمود الذي كان قائماً بين الفريقين منذ سنوات، فإن التباعد السياسي في الأمور الإستراتيجية والوطنية لا يزال موجوداً ويحتاج الى الكثير من الحوارات التي قد لا تصل الى أي نتيجة تقرب الفريقين الى بعضهما البعض" تقول المصادر المقربة من حزب الله.

إذاً، ما من شيء فعلي بين القوات وحزب الله، وما يحصل هو عبارة عن مهادنة قواتية واضحة للممثل الأول في الشارع الشيعي. مهادنة بدأت مع الإستحقاق الرئاسي الذي أوصل العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري، ولا تزال مفاعيلها سارية حتى اليوم. وبما أنه وُلد للبنان قانونا جديدا للإنتخابات وحُدّد موعد الإستحقاق، علينا الإنتظار لأشهر قليلة لمعرفة ما إذا كانت ستشهد تطورات بارزة بين القوات وحزب الله، قد تجمع مرشحي القوات والحزب مع مرشحين آخرين على لائحة إنتخابية واحدة، وذلك للمرة الأولى منذ التحالف الرباعي في إنتخابات بعبدا-عاليه عام 2005 التي التقط فيها الراحل إدمون نعيم صورة اللائحة التذكارية مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار.