يشكو اللبنانيون في الأيام القليلة الماضية من ارتفاع في درجات الحرارة، مع انتشار شائعات حول ارتفاعها إلى نسب غير مسبوقة. ومع بداية فصل الصيف في 21 حزيران الجاري، بدأت درجات الحرارة في الارتفاع. فهل فعلاً نحن أمام نسبٍ ودرجات قياسية واستثنائية؟.

"ان درجات الحرارة التي نشهدها هي طبيعية لفصل الصيف في لبنان". هكذا يصف رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي ​مارك وهيبي​، الحرارة التي يعيشها لبنان اليوم، في حديث مع "النشرة"، مشيراً إلى أنها "مرتفعة لكنها غير استثنائية خصوصاً واننا في شهر حزيران واقتربنا من شهر تموز".

ويلفت وهيبي إلى ان "الحرارة هذا الاسبوع تتراوح بين 30 و31 درجة وهذا شيء طبيعي. فمنذ ثلاث سنوات لامست درجات الحرارة في بيروت الـ40 درجة واستقرت لعدة أيام عند هذا الرقم"، مضيفاً "علينا ان نميّز بين درجة الحرارة الفعلية والحرارة المحسوسة أي الحرارة التي يشعر بها الانسان عند اجتماع الحرارة الفعلية مع درجة الرطوبة الموجودة. فمثلاً ان كانت الحرارة 31 درجة والرطوبة 20%، الانسان لا يشعر بأي انزعاج، اما اذا كانت الحرارة عينها مع رطوبة 70 – 80 % يشعر الانسان بالانزعاج وكأن الحرارة لامست الـ40 درجة".

وبالتالي فإن الرطوبة المرتفعة في بيروت والتي تصل إلى نسبة الـ70% مع درجة الحرارة التي تصل إلى 31 درجة، تشعر المواطن بهذا الانزعاج والتعرّق.

وبما يخص درجات الحرارة في نهاية الأسبوع، يوضح وهيبي أنها ستتراوح حسب التوقعات بين الـ 34 والـ 35 درجة ولكن ستبقى ضمن الدرجات المعقولة والمشهودة سابقاً، ولا درجات قياسية كما يُشاع، مكرراً توضيحه بأن نسب الرطوبة العالية هي التي تشعر الانسان بأن الحرارة مرتفعة بشكل كبير.

وعن أسباب ارتفاع الحرارة مع نهاية الأسبوع، يشرح وهيبي بأن "كتلة هوائية حارة جاءت من الشرق أي من العراق وايران باتجاه لبنان وامتدّت إلى البقاع والشمال وغطّت البلاد، وهذا هو مصدر الحرارة الحالية. أما الرطوبة المرتفعة فسببها تواجد لبنان بالقرب من البحر وهي طبيعية"، مؤكداً أن "لا شيء استثنائي والأمور طبيعية".

في سياق آخر، ومع بداية فصل الصيف، تكثر الحرائق في المناطق الحرجية، حيث تنشط المخيمات والرحلات الترفيهية، بسبب ارتفاع الحرارة من جهة ورمي النفايات المساعدة في اندلاع الحرائق من جهة ثانية.

وينشط عمل المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني في سياق مكافحة الحرائق، في ظل جهوزيتها التامة لمواجهتها. وتضع المديرية بين أيدي المواطنين عدداً من الارشادات لاتباعها، وخصوصاً للمتنزهين. فأولاً يجب حفر حفرة صغيرة بعيدة عن الاعشاب والاغصان اليابسة لاشعال النار للشَيّْ على أن تُردم عند الانتهاء باستخدام التراب ومن ثم سكب الماء عليها لتبريدها. ثانياً، يجب مراقبة النار باستمرار للتأكد من عدم تطاير شرارات منها. ثالثاً، على المتنزهين ابعاد المواد سريعة الاشتعال عن مكان اشعال النار، وعدم رمي النفايات وخصوصاً الزجاجية (لأنها من أهم الاسباب لاندلاع الحرائق) في الغابات، وتجميعها ورميها في الاماكن المخصصة. رابعاً، تحذّر المديرية من رمي اعقاب السجائر في الغابات، لأنها تؤدي الى اشتعال الاعشاب والاغصان اليابسة.

الحرارة إذا لن تصل الى مستويات مرتفعة كما يُشاع، وهي طبيعية جداً نسبة لدخولنا في فصل الصيف، وستبقى الحرارة على هذه الحال في الأيام المقبلة وحتى انتهاء الصيف.