أكد القيادي السابق في "التيار الوطني الحر" المحامي ​انطوان نصرالله​ انّه من المبكر الحديث عن قرار "المعارضة العونية" خوض الانتخابات النيابية المقبلة، لافتا الى ان هدفها هو انقاذ الفكر الحقيقي الذي قام عليه "التيار" وليس المناصب والمراكز التي كنا سنتبوأها لو بقينا جزءا منه بعدما بدأ بتغيير جلده. واضاف: "اول ما نسعى اليه هو انقاذ الوضع داخل "الوطني الحر" المصاب بهريان كبير سيؤثر تلقائيا على البلد في حال لم تتم معالجته".

وأشار نصرالله في حديث لـ"النشرة" الى انّه "اذا كان الترشح الى الانتخابات النيابية يُحدث الفرق المطلوب فيمكن ان نترشح، لكن اذا رأينا ان الفرق يحصل بدعمنا مرشحين آخرين فلن نفعل". وأضاف: "هذا الموضوع لا يزال في المرحلة الحالية باطار البحث والدراسة، اما ما يقلقنا حقيقة هو ما اذا كانت الانتخابات ستحصل أصلا في موعدها ووفق القانون الجديد الذي تم اقراره".

واعتبر نصرالله ان "القوى السياسية وافقت على اقرار القانون الجديد ليس لأنّها تريده حقيقة، بل حجة للتمديد وتأجيل الانتخابات"، لافتا الى ان "موضوع البطاقة الممغنطة اتى مبررا لهم للتحكم بالبلد لسنة اضافية دون وجه حق". وقال: "وصلنا الى مرحلة لم يعد ممكنا ان نسكت بعدما بات التيار لا يشبهنا بشيء فلا مؤسسات ولا ديمقراطية، فكان القرار بأن نخرج منه ونسعى للاصلاح الحقيقي من الخارج، علما ان علاقاتنا لا تزال قوية بكثيرين في الداخل وسنستخدمها للتأثير والتوجيه وسنستفيد منها".

لا عهد او نهج جديد

وتطرق نصرالله للوضع العام في البلد، لافتا الى وجود رئيس جديد ولكن ليس بعهد او نهج جديد. وقال: "ربما لدى الرئيس ميشال عون نية بالتغيير لكن ما يحصل يتحمل مسؤوليته من دخلوا الى التيار بحثا عن مناصب ومراكز ولصناعة الثروات بشكل سريع واعتباطي".

واوضح نصرالله "اننا نفهم تماما في السياسة ان يكون هناك تقارب وتباعد واختلاف وتلاقٍ لكن لماذا يكون التيار دائما هو من يقدم التبريرات والاعتذار". واضاف: "مثلا لم نسمع اي كلمة من وزير الاتصالات بحق التيار ولكن في المقابل التيار اعلن صراحة ان الابراء يصبح ممكنا بعدما كان مستحيلا، وكأن كل ما قاموا به في المرحلة الماضية كان خطأ".

لا للانبطاح

وعن العلاقة بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، قال نصرالله: "نحن لسنا ضد التحالف والتلاقي مع ​تيار المستقبل​ لكننا ضد القطيعة او الانبطاح بشكل عام، واذا كان الاتفاق الحالي معه هدفه انقاذ البلد فلا شك اننا نؤيده، لكن لا نقبل بأن يكون الهدف وقف الدورة الديمقراطية او القضاء على الآخرين عبر حلف رباعي كنا ضحيته في العام 2005".

ووجه نصرالله مجموعة أسئلة بخصوص التفاهم مع المستقبل قائلا: "هل هو تفاهم مصالح يقوم على اساس "مرّر لي بوزراتك حتى أمرر لك بوزارتي"؟ هل هو تقاسم مغانم؟ ام ان هدفه الاصلاح الحقيقي؟ هل اذا اصبحنا حلفاء لتيار معين لا يعود فاسدا وتكون كل الاتهامات التي وجهناها له بوقت سابق هدفها الشعبوية"؟. ورأى "ان الامور تتعقد فالحكومة غير متجانسة وغير منتجة، ولا تشبه بشيء الحكومة التي كنا نحلم بها كحكومة العهد الجديد".

الاعتراضات وارادة الجيش

وتناول نصرالله العملية الأخيرة التي نفذها الجيش اللبناني في ​عرسال​، واصفا اياها بـ"الدقيقة" خصوصًا وان 5 انتحاريين فجروا انفسهم خلالها. وتساءل: "ما مهمة الانتحاريين اصلا في مخيمات اللاجئين"؟ وأضاف: "الجيش وبما قام به حمى هؤلاء اللاجئين قبل ان يحمي اللبنانيين من عمل ارهابي".

ونبّه من ان "الاعتراضات الاعلامية على أداء الجيش تضعف من ارادته وهو الذي يخوض وباقي الاجهزة الامنية المواجهة وحيدين، فيما ​الارهاب​ بات يهدد كل دول العالم دون استثناء"، مشددا على ان "ما تقوم به القيادة العسكرية يستوجب التحية. واذا كان قد حصل اي خطأ، وانا غير مطّلع على اي شيء بهذا الخصوص، فالقيادة هي التي تحقق وتحاسب وليس اي احد آخر".