انتشر منذ ايام فيلم فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر احد الرهبان الاجانب وهو يعظ عن المسيح والمحبة، قبل ان يسقط ارضا ويموت.

تبادر الى ذهني فورا، لدى مشاهدتي الشريط، القديس شربل الذي مات وهو يحمل القربان المقدس على مذبح الرب... وكان سؤال ورد حتما على بال الكثيرين: لماذا لم نشهد اعجوبة في هذه الحالة؟

وبين جواب المنطق وجواب الايمان هوة لا يملؤها الا الله. منطقيا يتعلق الانسان بالحياة على الارض لاطول فترة ممكنة، وهو امر ايس بخطيئة بدليل ان المسيح نفسه تعلق بها وهو المنزه عن الخطيئة.

ولكن من الناحية الإيمانية، يقتدي المؤمنون ومنهم كان القديس شربل بطبيعة الحال، بمثالهم الاعلى اي المسيح نفسه، ويكملون مسيرتهم بعد تسليم انفسهم لله (لتكن مشيئتك، لا مشيئتي). وهذا الموقف نابع من ايمان عميق بقدرة الله وبحكمته وبحياة ابدية لا نهاية لها...

لم يتعلق شربل بالحياة الارضية الا من اجل ان يكمل مسيرته ومهمته في تمجيد الله وتسبيحه، فكان الله هدفه الاوحد ومن الطبيعي ان يكون فرحه عظيما، على غرار كل مؤمن بالقول والفعل، حين يقرر الله ان يسترد امانته فتنتهي الحياة الارضية وتبدأ الحياة الابدية...