امر عادي ان يقوم من خان بلده وجيشه وشعبه في سوريا بالتطاول على مؤسسة ​الجيش اللبناني​ ووصفها بأبشع الاوصاف فقط لانها تعتقل أشباههم من الارهابيين، ولكن لم يكن عاديا على الإطلاق قيام "بعض" من يظنون أنفسهم "نخب" المجتمع اللبناني بالاعتداء اللفظي على هذه المؤسسة الوطنية الضامنة للبنان.

بعد عمليات الجيش البطولية في عرسال ومخيماتها، والحملات الاعلامية المشبوهة التي انطلقت لتدعم بعضًا من الارهابيين الّذين يتجلببون بعباءة الـ"لاجئين السوريين"، انتفض الشعب اللبناني على ​وسائل التواصل الاجتماعي​ دعما للمؤسّسة العسكريّة فانتشرت صور الجيش على صفحات اللبنانيين، ولعل ذروة التضامن كانت عندما انتشر خبر التحضير لتظاهرة داعمة للضيوف السوريين ضدّ الجيش في ساحة سمير قصير يوم غد الثلاثاء (مع العلم أن هذه التظاهرة أُلغيت بعد ضغط الشعب اللبناني على مواقع التواصل)، اذ عبر اللبنانيون وقتها عن أسمى حالات التضامن وتداعوا لتحضير تظاهرة مقابلة في نفس التوقيت والمكان للتأكيد على أن الجيش اللبناني خط احمر.

تحت شعارات "بيبقى الجيش" و"الجيش حامي الوطن" و"جيشنا خلاصنا" غرّد اللبنانيون، فكتب عباس زهري: "بس بلبنان الدولة بتعطي رخصة تظاهر لناس مش لبنانية ليتظاهروا ضد الجيش اللبناني"، واضافت سماح قسماني: الجيش اللبناني خط أحمر، المطلوب من كل مواطن سوري شريف موجود بلبنان إنه يناصر الجيش ضد حاملي مشروع خراب لبنان". وقالت منى عازار: "بوجود الجيش ما حدا كبير خلصت هيديك الأيام وكلنا مع الجيش اللبناني". وكان لكريم تعليقا لافتا ردا على تغريدات بعض الأشقاء العرب المهينة بحق جيشنا الوطني فقال: "معجب ببعض صحافيين السعودية عم ينتقدوا استعمال الجيش اللبناني للقوة، وهني عم يضربوا اهالي القطيف العزّل بالمدفعية، وجرائمهم باليمن بالمئات".

شددت التغريدات بأغلبها على أمرين، الاول دعم المؤسسة العسكرية، والثاني رفض ما اُعتبر "وقاحة مطلقة" من قبل المحرّضين على الجيش والداعين للتظاهر ضده. فقالت فدوت عزام: "من سيتظاهر ضد الجيش اللبناني فهو عدو لنا وللبنان مهما كانت جنسيته"، وقال بارون: " لا احد يثنينا عن دعم جيشنا ضد كل من تسوّل له نفسه اللعب بأمن الوطن وكل من يتناول الجيش اللبناني او يرفع سلاحه بوجهه سيكون عدوا للبنان وشعبه"، وطلبت لورين قديح من اللبنانيين الصلاة لأجل الجيش: "لبين ما نسمع الاخبار الحلوة من جيشنا و"اللي معهم" بعرسال، ضوّوا شموع، صلّوا لنصرتهم، غير هيك التغريد لا بقدّم ولا بحرّر".

السياسيون يدعمون

الى جانب التغريدات المؤيدة للجيش اللبناني برزت مواقف سياسية متقدمة في نفس السياق اذ قال رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن " الجيش اللبناني ما بده لا قيد ولا شرط ولا احد يقيده الا رب العالمين "، بينما اعتبر الرئيس السابق ميشال سليمان: "ان معاملة ​النازحين السوريين​ كأشقاء لا تشمل اعطاءهم حق التظاهر للاعتراض على اجراءات الدولة وبالاخص الجيش اللبناني"، وأيضا أكد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجيّة جبران باسيل أن "الجيش اللبناني مقاتل وليس قاتل"، وقال القيادي في تيار المردة شادي سعد: "الجيش اللبناني خط أحمر تحريك جماعات ضده أمر مشبوه في شكله وتوقيته، التظاهر ضد الجيش هو خيانة عظمى والسماح بالمظاهرة خيانة أعظم".

"أينما يكون الجيش اللبناني نكون معه"، "يُطلق نيرانه لا يرحم، ويقتص من ارهاب لم يرحم"، وعندما يدق الخطر أبواب لبنان، يتحول الشعب اللبناني الى "جنود" يتحملون مسؤولية الدفاع عن هذا الوطن، سواء بالسلاح وهذا ما يفعله عناصر الجيش، أو بالموقف والدعم وهذا ما يقوم به الشعب الشريف، باستثناء بعض صغار النفوس الذين يعتاشون على "الشتائم وفتات الشرف".