اعتبر الوزير السابق ​فادي عبود​ أن تمويل سلسلة الرتب والرواتب والتي هي حق لأصحابها من خلال فرض ​الضرائب​، خطأ سيسجله التاريخ، مضيفا: "الله يسترنا من انهيار الليرة بعدما زاد ديننا العام عن 5 مليار في السنة وهو اليوم مرشح لزيادة أكبر خاصة وأن لا أمل بنمو قريب".

وأوضح عبود في حديث لـ"النشرة" انّه تقدم بورقة تضم 33 مورد لتمويل السلسلة من دون اللجوء لفرض ضرائب "الا أنّه لم يتم الاخذ الا بـ3 او 4 من الاقتراحات الواردة لأن المصالح السياسية فعلت فعلها". وأضاف: "ما حصل هو أفضل الممكن لكن من جهة ثانية هناك أمثلة صادمة لا يمكن السكوت عنها".

ضرائب سيادية في المرفأ

واستهجن عبود "فرض ضرائب جديدة في ​مرفأ بيروت​ بدل تحصيل الـ300 مليون دولار، وهو المبلغ الذي تضع لجنة موقتة في المرفأ يدها عليه من 25 سنة بدل ان يذهب الى المالية العامة"، مشددا على ان "ما يحصل في هذا المجال لا يصدق ومخالف للدستور والقوانين وغير مسموع به في اي ديمقراطية في العالم". وقال: "هذه اللجنة تقبض ضرائب سيادية اي حسب نوع البضاعة، وهي لجنة لا تخضع لرقابة مسبقة كما لا يمر ما تحصله على ​ديوان المحاسبة​".

وأشار الى انّه "وبزيادة الضريبة على المستورد عبر المرفأ نكون تلقائيا زدنا كل سعر البضائع التي تدخل الى ​لبنان​ لأن التجار سيعمدون الى زيادة الاسعار بعدما ازدادت التكاليف عليهم".

واعتبر عبود انّه "من الواجب علينا قبل التفكير بفرض ضرائب جديدة ان نحصّل ضرائب لم نقبضها"، مستهجنا "كيف يتم في بلد نموه قريب من الصفر وحيث لا استثمارات ولا فرص عمل اللجوء الى زيادة الضرائب وهو منطق غير موجود في اي من المدارس الاقتصادية". وأضاف: "للأسف معظم المشرعين يفكرون بالاصوات الانتخابية وليس بالاقتصاد الوطني".

أجواء العام 1975

وتطرق عبود لملف ​النازحين السوريين​ والتوتر الحاصل بينهم وبين اللبنانيين، واصفا ما يحصل مؤخرا بـ"الخطير جدا خاصة وان الاجواء الحالية تشبه الى حد بعيد الاجواء التي كانت مسيطرة عشية ​الحرب اللبنانية​ في العام 1975".

واعتبر عبود ان "هناك الكثير من الناس الذين يفكرون حاليا بالغرائز ويصورون ان الجوع والسرقة و​البطالة​ في لبنان وكل شيء آخر سيّء يتحمل مسؤوليته اللاجىء السوري وهذا تضخيم كبير للأمور". وأضاف: "يصرون على الحديث عن مؤامرة كونية لتوطين اللاجئين علما ان ذلك من سابع المستحيلات وليس لأحد مصلحة فيه".

وشدد عبود على ان "الكلام الوحيد المسؤول والمنطقي والعقلاني في هذا المجال صدر عن رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​"، داعيا لـ"أخذ العبر من التجارب المرّة السابقة وعدم الانجرار بهذه الأجواء المسممة".