ركزت محطات تلفزيونية خليجية رسميّة أخبارها وتعليقاتها في اليومين الفائتين على ​النازحين السوريين​ في ​لبنان​ وعلى المعركة المرتقبة في جرود ​عرسال​، حيث اشارت الى دور ​حزب الله​ و​الجيش اللبناني​ .

واستضافت احدى هذه المحطات في مكتبها في ​بيروت​ لبنانيا غير معروف وصفته بأنه ناشط في ​المجتمع المدني​، وتركزت كل الاسئلة عمّا اذا كان الاعتداء الذي قامت به مجموعة أشخاص ضد أحد النازحين السوريين، يعكس عنصرية لدى الشعب اللبناني!؟.

واستفاض هذا الناشط بإعطاء ما زعم أنها دلائل برأيه تعكس عنصرية البعض، فأشار الى وزير الخارجية اللبناني ​جبران باسيل​ وتصريحاته التي قال فيها ان جزءا من ازمة الكهرباء في لبنان هي بسبب السوريين، وليس حسب رأي الناشط بسبب الفساد والاختلاسات التي حصلت في الكهرباء. ولم يكتف بهذا القدر، بل إعتبر ما قاله ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ في احدى عظاته بأن السوريين يعملون في لبنان ويتسببون ببطالة اللبنانيين، وهذا برأي الضيف التلفزيوني كلام عنصري.

اما بالنسبة الى الوضع في عرسال وجرودها فإعتبر الضيف غير المعروف عبر المحطة الخليجية ان حزب الله هو اساس المشاكل في لبنان، وان النازحين السوريين هربوا من بطش النظام السوري، وان اي معركة في هذه الجرود ستكون لمصلحة الحزب المذكور ونظام الرئيس السوري بشار الاسد .

في المقابل، يقول مراقبون انه ليس سرا انقسام اللبنانيين حول دور حزب الله في ​سوريا​، لكنهم ليسوا منقسمين بالنسبة الى تجنيب لبنان شر ​الإرهاب​يين وسياراتهم المفخخة، التي ثبت بالدليل القاطع تورط سوريين يقطنون مخيمات للنازحين بمثل هذه العمليات الارهابية التي قتلت مدنيين وأبرياء في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية، في حين أجهضت القوى الأمينة والعسكرية اللبنانية اكثر من عملية ارهابية.

ويرى المراقبون أن تسليط ​الضوء​ على ما قيل انه عنصرية اللبنانيين، واستضافة هذا النوع من الإعلام لأشخاص معروفة سلفا توجهاتهم، لم يقابله لا الاعلام الرسمي اللبناني ولا الخاص، بمثل هذا التصرف، عندما طردت دول خليجية لبنانيين يعملون فيها لأنهم فقط من طائفة معينة، دون ان تتهمهم بمخالفة قوانين الإقامة، كما ان ايا من الرسميين اللبنانيين لم يتلفّظ بكلمة واحدة ضد هذه الدول، بل على العكس كان هناك تفهم لما جرى وتم استيعاب الامور بعقل واسع وقلب مفتوح .

ويضيف المراقبون: الى جانب كل هذه المعطيات، عكست الازمة القطرية مع عدد من ​دول الخليج​ مدى دعم هذا الإرهاب الذي تسبب بنزوح السوريين من بلدهم، دون ان تتكرم ​الدول الخليجية​ باستقبال هؤلاء ورعايتهم كما يفعل لبنان .

وسألت مصادر نيابية وسياسية لبنانية: لماذا لم تشر هذه المحطات الى ما صدر عن المسؤولين اللبنانيين الكبار وفي طليعتهم رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ الذي رفض أي تصرف يثير الكراهية بين الشعوب العربية، ويؤدّي الى نزاعات وحروب يدفع أثمانها الأبرياء، وكذلك موقف رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ ووزير الداخلية ​نهاد المشنوق​، وبقية الزعماء والسياسيين اللبنانيين؟. ولماذا اكتفت هذه المحطات الإعلامية بأشخاص لا بد وأنها كانت تعرف مسبقا مواقفهم السياسية المحرّضة على لبنان وجيشه .

وخلصت المصادر الى مطالبة هذه المحطات والحكومات التي تدعمها ألا تجعل من خلافاتها السياسية مع ​ايران​ وحزب الله منبرا لتشويه سمعة لبنان واللبنانيين الذين يعانون اكثر من أي طرف آخر من الازمة السورية وأزمة النازحين .