تحت راية حزب الله والجيش اللبناني، بدأت معركة تحرير جرود عرسال من الارهابيين والتكفيريين، مصادر سياسية بارزة اكدت بان دور الجيش اللبناني ليس فقط في الصفوف الخلفية لحماية مخيمات النازحين السوريين ومنع تسلل الارهابيين الى داخل عرسال وجوارها انما هناك «ضوء اخضر» للمؤسسة العسكرية للتدخل في المعركة تدخلا مباشرا اذا قصفت المجموعات الارهابية عرسال والمخيمات.

باختصار، اكدت المصادر بان مهمة تنظيف الجرود هي بيد حزب الله اما مهمة الحفاظ على الداخل اللبناني من بلدة عرسال نزولا الى القرى المحيطة بيد الجيش اللبناني.

وفي التفاصيل، جزمت المصادر بان قيادة الجيش تملك تفويضا سياسيا كاملا من رئاستي الجمهورية والحكومة للتصرف وفقا لما تقتضيه مجريات المعركة دون الرجوع لاية جهة سياسية، واضافت، بان رئيس الجمهورية ميشال عون على اتصال مباشر دقيقة بدقيقة لمتابعة تفاصيل ما يحصل في عرسال وجرودها.

وفي السياق ذاته، سربت المصادر معلومات امنية عن وجود غرفة عمليات مشتركة بين حزب الله والجيش اللبناني من جهة وبين الحزب والجيش السوري من جهة اخرى للتنسيق حول تحركات المسلحين من الجرود نحو عرسال ومخيمات النازحين وداخلهما ايضا، مؤكدة في السياق بان مجاهدي حزب الله موجودون في الصفوف الخلفية على حدود عرسال وداخل القرى المحيطة بها او بشكل اوضح داخل كل المناطق الحدودية مع سوريا «على امتداد السلسلة الشرقية» لمساندة الجيش اللبناني وتحسبا لأي طارئ على غرار ما جرى في آب 2014.

وكشفت المصادر بان اهالي البقاع «سنة وشيعة ومسيحيين» فتحوا منازلهم لمجاهدي حزب الله مجانا، مشيرة في هذا الصدد الى ان الحزب عزز تواجده وانتشاره في البقاع بطريقة مكثفة غير مرئية في بعض المناطق، ولا نبالغ والكلام للمصادر اذا قلنا بان اعداد المجاهدين المتواجدة داخل القرى البقاعية تكاد توازي اعداد اولئك المنتشرين على الحدود الجنوبية للبنان لمواجهة العدو الاسرائيلي.

وفيما لم تخف المصادر تخوفها من امكانية حصول بعض الخروقات في الداخل اللبناني في المرحلة المقبلة من معركة الجرود لا سيما وان المعلومات الامنية تشير الى وجود مجموعات ارهابية مجهزة بأحزمة ناسفة لم يتم تحديد اماكنهم بعد، في حين ان التخوف الاكبر هو من قيام الارهابيين باستعمال السلاح الابيض لمهاجمة المدنيين او اللجوء الى عمليات الدهس.

وهنا لا بد من الاشارة الى ان الاجهزة العسكرية والامنية على اختلافها رفعت حالة التأهب والاستنفار على مختلف الاراضي اللبنانية، في حين ان حزب الله عزز الاجراءات الامنية لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت.