نقلت صحيفة "المستقبل" عن مصادر دبلوماسية واسعة الإتطلاع على العلاقات ال​لبنان​ية - الأميركية ، إشارتها إلى أنّ "أهمية زيارة رئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​ إلى واشنطن، تقع تحديداً في توقيتها، حيث تقوم الإدارة الأميركية الحالية برئاسة الرئيس ​دونالد ترامب​، بوضع استراتيجيتها الخارجيّة، الأمر الّذي يتيح له وضع لبنان على خارطة الإهتمام الأميركي، وإستكشاف السياسات الأميركية الجديدة واتجاهاتها لا سيما حول المنطقة.

ولفت المصادر، إلى أنّ "من المعروف أنّ المشاكل في المنطقة، واللّهيب الّذي يلفّ الوضعين السوري والعراقي يضغط على المنطقة بكاملها. لكن ​الولايات المتحدة الأميركية​ ستعبّر على لسان مسؤوليها، ولا سيما الرئيس ترامب، عن الإرتياح والإستقرار الّذي يشهده لبنان في كلّ المجالات السياسي والأمني والنقدي"، منوّهةً إلى أنّ "على الرغم من الإنقسام الداخلي وتأثّره بالإنقسام في المنطقة، فإنّ لبنان حافظ على الإستقرار. ولبنان بالنسبة إلى واشنطن بات ساحة الأمان الوحيدة في المنطقة. فضلاً عن أنّ لبنان يقوم بإنجازات في مجال ​مكافحة الإرهاب​"، مبينةً أنّ "من الطبيعي أن يكون الأميركيون مهتمّون بدعم الإستقرار ويهمّ واشنطن الإستقرار ليس فقط الأمني، بل الإقتصادي والمالي، الّذي يشكّل جزءاً من الأمني؛ ما يستدعي حماية لبنان واقتصاده من أية تداعيات".

وركّزت على أنّ "أهمية الزيارة، هي في السعي إلى تمتين العلاقات الثنائية، وهي ضرورية ومفيدة في مثل الظروف الّتي تمرّ بها المنطقة والعالم. وسيعرض الحريري القضايا الّتي تهمّ لبنان، لا سيما دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. وسيطالب برفع مستوى التسليح نسبة إلى المخاطر الّتي يواجهها الجيش والقوى الأمنية في محاربة الإرهاب"، موضحةً أنّ "الحريري سيبحث مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي المساعدة للبنى التحتية، في ظلّ تحمّل لبنان وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري على أراضيه، وسيحظى بأهميّة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤوليّاته في هذا المجال. وسيكون موضوع اللاجئين محور بحث أيضاً مع ترامب".

وأشارت المصادر، إلى أنّ "الموقف الأميركي من الوضع اللبناني يتركّز حول الإستمرار في التشجيع على الإستقرار ورفض كلّ ما يؤثّر على ذلك من ظروف إقليميّة محيطة، الإرتياح لصدور قانون جديد للإنتخابات النيابية، بحيث يكون التمديد الّذي حصل للمجلس النيابي له ما يبرّره، وأهمية الإنتخابات من أجل صون الديمقراطية والحفاظ عليها، الإرتياح لإستضافة لبنان ​النازحين السوريين​ ما يخفّف العبء عن الغرب، مع الإهتمام بمساعدة لبنان في ايوائهم، تعزيز قدرات ​الجيش اللبناني​ والقوى الأمنية، وإبعاد ​الإقتصاد اللبناني​ عن أية انعكاسات لإجراءات أو عقوبات قد تتّخذ بحقّ جهات لبنانية".