أشار نائب رئيس المجلس النيابي السابق ​ايلي الفرزلي​ الى انّه استغرب اندلاع المعركة في ​عرسال​، خاصة وأنّه كان يتوقع ان تنتهي المفاوضات التي كانت ناشطة في وقت سابق الى اتفاق سياسي، يفضي لانسحاب المسلحين الى مناطق في سوريا كما حصل أكثر من مرة، لافتا الى ان "تواجدهم في ​جرود عرسال​ بعد سقوط ​القلمون​ بيد ​الدولة السورية​ جعل اي معركة لهم من دون أفق، من هنا كنت أعتقد بحتمية التوصل لاتفاق".

وتحدث الفرزلي لـ"النشرة" عن "خطأ في حسابات هؤلاء المسلحين حتى ولو راهنوا على انشقاق او سقوط الوحدة الوطنية بعد اندلاع المعركة"، وقال: "من الارجح انّهم توقعوا ان تحصل انقسامات حادة على الساحة اللبنانية تنعكس ميدانيا لصالحهم، لكنهم ايضا هنا اعتمدوا على قراءة خاطئة خاصة في ظل المعطيات الدولية والاقليمية كما المحلية الحالية".

برودة بالموقف الحكومي

وردا على سؤال حول الموقف اللبناني الرسمي الخجول المواكب لعملية عرسال، اعتبر الفرزلي ان "مجرد السكوت الرسمي هو من منطلق ان الجيش ليس طرفا رئيسيا ومباشرا في هذه المعركة، وأن مهمته تقتصر على منع المسلحين الذي يفرون من ساحة المعركة من التسلل سواء الى المخيمات او الى البيئة اللبنانية الداخلية".

ورأى الفرزلي أن "الصراعات السياسية الاقليمية ترمي بثقلها على الساحة اللبنانية وان باتت تتحكم بها بحدود دنيا"، لافتا الى ان "هذا ما يفسر البرودة في الموقف الحكومي".

ملف اللاجئين والعودة؟

ورجّح الفرزلي أن "يعجّل سقوط الجيب في جرود عرسال بعودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، وان كان ذلك لن يتم في ليلة وضحاها، الا انّه سيضع الملف على سكة العودة". وأضاف: "لا شك ان التوظيف السياسي لموضوع النازحين واستخدامه لممارسة ضغوطات معينة بالداخل اللبناني على اعتبار هذا الجيب رأس الحربة العسكرية، كلها طموحات سقطت وأصيبت بنكسة ويمكن الحديث اليوم عن اجماع لبناني على عودة آمنة لهم".

وردا على سؤال عن الخلاف الداخلي حول الآلية الأمثل اعتمادها لاعادة اللاجئين، أشار الى ان "عملية الجرود كما غيرها من المحطات تؤكد ان هناك اتصالات قائمة بين المؤسسات الأمنية اللبنانية والسورية وبالتالي لا أعتقد ان الملف سيتعثر نتيجة الخلاف حول الآلية، وان كان برأينا دور الامم المتحدة رئيسي ومركزي".

لا آثار سلبية للسلسلة

وتطرق الفرزلي للوضع الاقتصادي، مؤكدا ان "اقرار ​سلسلة الرتب والرواتب​ لن يكون له اي آثار سلبية على الوضع الاقتصادي العام"، مشددا على انّه "بالعكس تماما سيشكل قوة دفع لعجلة الاقتصاد لأن عمليات البيع والشراء ستتكثف ما سيؤدي لتحريك السوق".

واعتبر الفرزلي ان "موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من موضوع السلسلة كان واضحا تماما، لجهة أنّه كان يفضل اقرارها بعد الاتفاق على ​الموازنة​ لتكون هادفة ومبنية على اساس خطة استراتيجية ضريبية".