رغم كل عويل وصخب واستعراضات فريق لبناني عادى المقاومة منذ نشأتها وعادى سورية على الدوام،وناصب عداؤه كل فعل وعمل وطني او قومي يحفظ للامة مصالحها ويحافظ لها على شرفها وكرامتها، رغم كل عويل هؤلاءومحاولاتهم شن معركة استباقية خدمة لمصالح إقليمية ودولية تبتغيمنع تطهير عرسال وجرودها من الإرهاب الذي اتخذه الأميركي ومن معه من شركاء وتابعين، أداة لإخضاعالمنطقة وشعوبها وتحريف الدينوتشويهه رغم كل ذلك انطلقت معركة تطهير عرسال وفشلت الحرب الاستباقية في منعها.انطلقت المعركةبشكل فاجأ الإرهابيين وحماتهم في توقيتهاوطبيعتها. ونجح أعلام المقاومة منظروها في إنتاج حالوضبابية منعتعلىالإرهابين توقع ساعته الصفر، كما عجزوا عن توقع المناورة أسلوبا وطبيعة ومحاور تقدموطريقة عمل.

لقد حققت المفاجأة في إطلاق المعركة وطبيعتها الأهدافالمطلوبة وقادت وبسرعة كبيرة الإرهابيين إلى الانهيار الإدراكي حيث لمسوا ان هناك منظومة ثلاثية متكاملة متراصة تحصي عليهم الأنفاسوتلاحقهم في كل اتجاه منظومة توزعت الأدوار بين أركانها وتقاسمت المهماتوفقا لطبيعة الأمور والظروف والمواقع.

فاضطلع الجيش اللبناني بمهمة الحصار والتثبيت ومنع تسلل الإرهابيين او فرارهم من الجرود باتجاه الداخل اللبناني مها كان نوع التسرب او التسلل والفراروحجمه وكان لمدفعية الجيش اللبناني دورا هاما في إقامة السد الناري الذي يقطع طرق تواصل واتصال المسلحينبعرسالوبمخيمات النازحينفيها،

أما الجيش العربي السوري فقد قدم بنيران مدفعيته البرية وطيرانه الدعم الجوي الكثيف والمؤثر الذي أحدثالمفاعيل التدميرية المناسبة التي تفاقم الانهيار المعنوي لدى الإرهابين فضلا عن حرمانهم من الكثير من القدرات القتالية.

وتجلى دور المقاومة في عمليات الاقتحام والتطهير مقرونة بما لديها من قدرات نارية مميزة، حيث اعتمدت مناورة كما قلنا فاجأت الإرهابيين في نوعها وطبيعتها بعد ان خططت للامساك السريع بالنقاط الحساسة الحاكمة في عملية انقضاض مفاجئمدروس تلت مباشرة القصف الناري الذي شاركت فيها قوتها الصاروخية والمدفعية في عمليات قصف مركز.

لقد شهدت معركة عرسال تكاملا بين الأطراف الثلاثة الجيش اللبناني و الجيش العربي السوري و المقاومة التي يقودها حزب الله ، وتم تنسيق العمليات القتالية من غير حاجة إلى غرفة "موك" او غرفة "موم "، (غرفتي عمليات العدوان على سورية بقيادة أميركية و مشاركة عربية و إقليمية من تركيا و السعودية و دول الخليج ) بل كانت غرفة عمليات معركة عرسال غرفة واقعية فرضتها طبيعة الميدان و لم يتوقف أصحاب المعركة و قادتها عند أصوات النشاز و الاعتراض التي صدرت عن بعض اللبنانيين خاصة في تيار المستقبل و غيره ، و مضى أبطال المقاومة غير عابئين بتلك الأصوات ، و قام الجيش اللبناني بما رآه مصلحة امنيه دفاعية يحققها من اجل امن لبنان و استقراره مؤكدا ان لا احد من سياسيي الداخل من أولئك الذين أعمتهمأحقادهم و عمالتهم و ارتهانهم للخارج قادر على ان يقيد الجيش في الميدان او يمنعه من أداء واجبه الوطني فتجربة العام 2014 مضت مع مرتكبيها من سياسيين و غير سياسيين و وطويت و لن تتكرر في ظل وجود رئيس جمهورية مثل العماد ميشال عون و قائد جيشميداني لا يقيم وزنا ألا لمقتضيات الميدان و سلامة جنوده و امن لبنان .

إذنانطلقت معركة عرسال وجرودها بهذا الزخم والقوة والسرعة التي تعدت توقع من خططها وبات واضحاالأن ان النصر فيها محسوموحتمي وبات في متناول اليد بعد ان حررت نسبة 70% من منطقة الأهداف في اقل من 3 أيام فقط نصر ينتظر القطاف ليضيف إلى انتصارات المقاومة ومحور المقاومة سفرا جديدا يحدث أثره في اتجاهات ثلاثة:

الأول على الاتجارالإسرائيلي،حيث ستدرك إسرائيل جيدا ان كل محاولاتها لفصل لبنان عن سورية وامتلاك السيطرة عل الحدود بين البلدين بواسطة جماعات إرهابية احتضنتها وفي طليعتهاجبهةالنصرة، ان هذه المحاولات الإسرائيلية انهارت كليا وما هيألا أيام قليلة حتى يقتلع فيه أخر وجود إرهابي في السلسة الشرقية بين لبنان وسورية وتقطع اليدو الأصابع الإسرائيلية التي حاولت العبث بها تحت حجج وذرائع واهية تدعي فيها إسرائيل إنهاتعتدي على وسورية لمنع انتقال السلاح الكاسر للتوازنمنها إلى لبنان ومقاومته.وبالتالي فان إسرائيل ستجد نفسها إنها فقدت الكثير الكثير في تطهير جرود عرسال من الإرهابيين.

الثاني على الاتجاه السوري، فتطهير جرود عرسال امتدادا إلى جرود فليطة السورية سيتكامل مع تطهيرالقلمون، ويخرج الريف الغربي لدمشق نهائيا مع القلمون كله من دائرةالأخطار او مصادر التهديد للعاصمة السورية من الغرب،وإذا عطفنا النتائج على ما تم توقيعه قبل أيام في القاهرة وأنشاء منطقة خفض توتر في الغوطة الشرقية لامكن الوصول إلى مشهد سوري يقول ان العاصمة دمشق ومحيطها وريفها دخلت مرحلة جديدة ليس فيها تهديد او خطر يحسب له حساب.

الثالث على الاتجاه اللبناني ، و هنا من الأهمية بمكان ان نتوقف عند أربعة مسائل ستكون حصادا للنصر في عرسال و تطهيرها من الإرهاب ، بدءا بإراحة لبنان من خطر امني داهم ، ثم تحرير ما يقارب 17 القوة القتالية للجيش اللبناني لاستعمالها في خطة منع تكون الإرهاب في لبنان و اجتثاث خلاياه ،ثم فرض الواقعية الأمنية و العسكرية نفسها في الميدان لجهة التعاون و التنسيق بين الجيشين العربي السوري و اللبناني و أخيرا تشكل البيئة الملائمة لإعادة النازحين السوريين إلى بيوتهم و بالتنسيق مع من يجب ان يكون التنسيق معه في سورية .

وفي الأجمال، ان عملية تطهير عرسال التي اضطرت المقاومة لبدئها بعد فشل كل محاولات الحل السياسي، هي عملية تطورت وتسارعت وشارك فيهاالجيشان اللبناني والعربي السوريفرسمت مشهد أمنى قتالي عسكري تكاملي وجه صفعة قوية لأولئك الذين امتهنوا العداء لسوريةواحترفوا ا إيذاء لبنان ومقاومته وأمعنوافي تحريف الدينوتشويهه وفرضت رغم انف من أنكر واقعا لا يستطيع أحد م ان يوقف مفاعيله.