عاد السجال، وان بوتيرة متقطّعة، بين خصوم ​حزب الله​ ومؤيديه، بسبب الحرب الذي يقودها في جرود ​عرسال​ ضد التكفيريين والارهابيين.

والملاحظ ان ​تيار المستقبل​ اجتمع برئاسة النائب ​فؤاد السنيورة​ وفي غياب رئيسه ​سعد الحريري​، الذي يرأس وفدا حكوميا في زيارة رسمية الى ​الولايات المتحدة الاميركية​ إلتقى خلالها الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ .

ولاحظ المراقبون أن تعليق تيار المستقبل على حرب حزب الله في ​جرود عرسال​ جاء متأخرا بعض الشيء كي لا يقحم رئيسه، رئيس حكومة لبنان، بهذا السجال، خوفا من ان تنزلق الامور الى مجلس الوزراء وتنشغل الحكومة بجدل عقيم، مع ما يمكن ان يتبع ذلك من تداعيات سلبية على الاستقرار الحكومي، الذي بدأت نتائجه واضحة من خلال عدد من الإنجازات وان كانت متواضعة حتى الآن، نسبة لما هو مطلوب على المستويات السياسية والاقتصادية–المالية–المعيشية والإدارية.

ورأت مصادر سياسية ان حزب الله لم يخفِ يوما ما سيفعله حيال ازمة احتلال التكفيريين لمنطقة لبنانية تحصنوا فيها، للانطلاق منها في عملياتهم التخريبية ضد لبنان، اضافة الى شن هجمات عسكرية ضد ​الجيش السوري​ ورجال حزب الله.

وتعتقد هذه المصادر ان ردة فعل رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ على ما جرى ويجري في عرسال، تؤكد ان الامين العام لحزب الله السيد ​حسن نصرالله​ وضع رئيس البلاد في اجواء ما سيقوم به الحزب، وان الرئيس عون يتفهم جيدا وعلى يقين ان نتائج المعارك تصب في مصلحة لبنان والدولة اللبنانية، وتساهم بعد انتهائها في حماية لبنان من شرّ هؤلاء المجرمين الذين هددوا أمنه واستقراره لسنوات عدة.

واعتبرت المصادر نفسها، ان الظروف السياسيّة القائمة اليوم لم تكن موجودة في عهد الرئيس السابق ​ميشال سليمان​ وحكومة ​تمام سلام​، التي، تتحمل الى حد كبير مسؤولية جزئية عن الكارثة التي نتجت عن خطف العسكريين اللبنانيين بسبب غياب التغطية السياسيّة للجيش، الذي وبحسب مصادر عسكرية عدة كان قادرًا على تحريرهم يوم حصلت عملية الأسر، خصوصًا وان الظروف نفسها حالت دون قيام حزب الله بعمل عسكري داخل عرسال بسبب حساسيات مذهبيّة .

ولاحظت المصادر ان رؤية سيد العهد الاستراتيجية ساعدت كثيرا في عدم السماح للسجال العقيم او الجدل البيزنطي بين القوى السياسية، في ان يدفع الى انهيار الاوضاع السياسية، هذا الإنهيار الذي كان سابقا على وشك الحصول وتم تفاديه بإنجاز الاستحقاق الرئاسي .

وترى المصادر، أن المطلوب اليوم ان ينجح رئيس الحكومة سعد الحريري في اقناع الدول الخليجية والعواصم الغربية التي يدور في فلكها السياسي، وخاصة الولايات المتحدة الاميركية وخلال الزيارة التي يقوم بها الى واشنطن، الى تفهم الوضع اللبناني وتحييد البلد عن الصراع القائم بين هذه الدول والجمهورية الاسلامية الإيرانية في منطقتنا .

وتقول المصادر ان الجهد الأساسي الذي بدأه الحريري يكمن في رغبته بمعالجة الوضع الاقتصادي واقناع الاميركيين بأن العقوبات الماليّة والاقتصادية التي تنوي الادارة الاميركية فرضها على حزب الله لا تقدم او تؤخر الى حدّ ما على قدرة الحزب او خططه السياسية او العسكرية في المنطقة وفي لبنان، بل على العكس ستعرض اقتصاد لبنان ومكانته المالية والمصرفية للخطر، وهذا سيؤدي حتما الى زعزعة الاستقرار الامني والاجتماعي الذي بدأ يتعافى الى حدّ ما.

واضافت المصادر، بانتظار ما ستؤول اليه نتائج زيارة الحريري لواشنطن على هذا الصعيد، يمكن إستشراف معالم توجهات القوى العالمية والإقليمية والاقتصادية حيال لبنان، ومعرفة حيال ما يقولونه حول حماية لبنان من تداعيات الازمة السورية وغيرها من الأزمات سيترجم أفعالا ام انه كلام في الوقت الضائع، بانتظار التسويات التي ما زالت ملامحها غامضة، لا سيّما وان المؤشرات والمعطيات المتوفرة توحي بأن مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضبابية، وان المسؤولين في ​وزارة الخارجية الاميركية​ واصحاب القرار فيها غير مرتاحين الى مواقف ترامب من ملفات منطقة الشرق الاوسط .

وخلصت المصادر الى القول ان نجاح الحريري في مهمته، سيؤدي بالتأكيد الى حماية ​الاقتصاد اللبناني​ مثلما أدت مواقف رئيس الجمهورية الى حماية الامن فيه، بغض النظر عن كل ما سيجري مستقبلا من تطورات على صعيد ​الأزمة السورية​ او غيرها من معضلات منطقة الشرق الاوسط .