لفتت ​صحيفة الديار​، الى ان المرحلة الاولى من معركة ​جرود عرسال​ انتهت بانتصار المقاومة على ارهابيي "​جبهة النصرة​" وتبقى "داعش" في الجرود المتاخمة لبلدات ​القاع​ و​رأس بعلبك​ و​الفاكهة​، وهذه بمعظمها ذات ديمغرافية مسيحية وسوف يتعامل ​الجيش اللبناني​ خلال الايام القادمة مع هذا الوجود الارهابي بما يكفل الحياة الامنة وعودة الاستقرار الدائم لهذه البلدات وغيرها، ولكن كيف نظرت الاوساط المسيحية والاحزاب الى هذا الانتصار الذي حققه ​حزب الله​؟

وقد اعطت اوساط مسيحية نيابية لصحيفة الديار نظرة شاملة وعامة على الموقف المسيحي من المقاومة وما قامت به لتقول ان معظم المسيحيين كانوا الى جانب هذا الهجوم سياسياً ومعنوياً ودعموا حزب الله بالموقف والكلمة وهذا كاف برأي حزب الله لتكوين موقف وطني جامع حول مسألة التخلص من الارهاب، وتدخل هذه الاوساط الى تفاصيل هذا الموقف لتشير الى،ان موقف ​البطريركية المارونية​ وباقي المرجعيات المسيحية الدينية كانت مع انهاء هذا الوجود الارهابي وان تحدثت عن دعم ​المؤسسة العسكرية​ والجيش اللبناني، الا انها في قرارة نفسها تعي ان الخلاص من الارهابيين لم يكن ليتم بصورة تامة سوى بمساعدة حزب الله، وتكشف هذه الاوساط عن جملة من المشاهد التي تم تسجيلها في البلدات المسيحية من رفع علم حزب الله مع العلم اللبناني امام الكنيسة و​التبرع بالدم​ لجرحى المقاومة، وهذا ما يفسر بشكل عملي حرص المرجعيات المسيحية على عدم تضييع جهود ودماء شهداء المقاومة وان كانت العناوين من فوق تذكر الجيش اللبناني، الا ان واقع الامر تعرف هذه القيادات الدينية تفاصيل ما جرى ولا يمكنها وفق المشاهدة التعامي عن ما رأته بالعين المجردة.

أما ​التيار الوطني الحر​ ليس جديداً عليه التعامل مع هكذا حالات تضامنية مع حليفه حزب الله، فهو سبق الجميع منذ العام 2006 وعدوان اسرائيل على لبنان حيث كان الموقف جازماً بالوقوف الى جانب الحزب، وبما ان التكفيريين هم الوجه الآخر للعدو الاسرائيلي، فمن الطبيعي ان يكون التيار الوطني مناصراً وداعماً ل​محاربة الارهاب​ والوقوف سنداً قوياً الى جانب المقاومة، ويعتبر مصدر في التيار ان موقفه طبيعي ويندرج في اطار التضامن الوطني تجاه الاخطار الاسرائيلية والتكفيرية، وبالتالي لا لزوم حتى لمجرد السؤال عن موقف التيار الوطني الحر حول دعم حزب الله.

في حين ان موقف ​القوات اللبنانية​ طرأ عليه تعديل يمكن وضعه في خانة متقدم تجاه حزب الله اذ تدرج من عملية انتقاد لمجرد حمل سلاحه وصولا الى تصريحات لنواب القوات كانت مواقفهم خلالها بالرغم من كونها رمادية الا انها تخطت اللون الاسود الذي كان قائما قبل وقت طويل، بحيث كان الكلام رمادياً، الاان تصريح الدكتور ​سمير جعجع​ يوم اول من امس كشف عن جانب ايجابي تجاه ما جرى في جرود عرسال، الا انه ربط في اليوم التالي ربط الخلاص من جيب للمسلحين في اقاصي الجرود بخسارة مفهوم الدولة، الا انه في العموم يبدو موقف القوات متقدماً تجاه الحزب على ما مضى من الايام.

ولجهة المجتمع الاهلي المسيحي ووفق وسائل التواصل الاجماعي، فقد لاحظت هذه الاوساط المسيحية، ان هناك تضامنا كبيرا مع جهود المقاومة للخلاص من الارهاب، وهذا الموقف هو الاكثر مصداقية وتعبيرا عما يجول في انفسهم، ذلك ان معظم هذه الطبقة الاجتماعية لا تراجع احزابها ومرجعياتها قبل التعبير عن ارائها وهي صادقة وتعطي صورة و اضحة عن موقف الشارع المسيحي بالرغم من بعض التناقض الذي حصل على صفحات التواصل مع القوات اللبنانية.

اما ​تيار المردة​ وفق هذه الأوساط فكان المبادر والاكثر كثافة في التعبير عن دعم حزب الله لدحر الارهاب من القاعدة وصولا الى النائب سليمان فرنجية حيث كان وضوح الموقف يتلاقى مع مسار المردة التاريخي في دعم المقاومة، في حين ان حزبا ​الكتائب​ والوطني ​الاحرار​ وعلى حجم كل منهما في الشارع المسيحي رفضا عملية المقاومة معتبرين ان هذا الامر يجب ان يدخل في اطار عمليات الجيش اللبناني وحده.