أشار المفتي الجعفري الممتاز سماحة ​الشيخ أحمد قبلان​ إلى أن "المعركة اليوم هي معركة أرض وقيم ووطن ومصالح من أجل الله سبحانه وتعالى، وأكبر ما فيها أن نحمي إنساننا ووطننا، ولأن حجمها بحجم عشرات الدول المشاركة فيها، ولأن أهل الحق فيها قليل، ولأن الجمع كثير، ولأن المشروع عند البعض هو شديد الخصومة لله، بل ملتصق إلى حد الجنون بمصالح العتاة والطغاة. كل هذا يعني أن الخيار صعب جداً، وأن الثمن مرّ، وأن المخاطر كبيرة، فالواجب يفترض أن نخوض معركة الله بالإنسان، وهذا ما تحقق في أكثر من بلد وطيلة سنوات صعبة، وتوّجها المجاهدون الأبرار بمعركة حماية هذا البلد بناسه وعيشه المشترك وقراره السياسي وعقيدته الوطنية، عبر هزيمة ​الإرهاب​ التكفيري في كل المناطق، وآخرها كانت في ​جرود عرسال​، و​القلمون​ وفليطة وغيرها. هؤلاء المجاهدون الذين فاجأوا الجميع، وحيّروا الشرق والغرب، ودلّوا على جنود الله، وأكّدوا أن هذا البلد فوق الهزيمة، وأن ما تقوم به المقاومة حوّل هذا البلد إلى قوة إقليمية شريكة في تأمين ​الشرق الأوسط​، ومنع سقوطه بيد العتاة والمرتزقة، هؤلاء الذين أكّدوا أن شراكة الجيش والشعب والمقاومة هي شراكة ذهب لا خشب، وأن من لا مقاومة له مهدد بوجوده وناسه وعرضه وأرضه وخياره السياسي ومصيره الكياني".

وتوجه إلى المقاومين بالقول:"أيها المقاومون الشرفاء، في يومكم هذا تضعون لبنان والمنطقة على سكّة المجد وعنفوان الكرامة، وتمنعون فتنة ​النفط والغاز​، إن القضية عندكم أيها المقاومون الأبرار كيف نصون الإنسان والأوطان، بهذا أوصاكم نبيكم وعليه تقاتلون وتنتصرون، وهذا وعد الله فيكم، هذا جهادكم فيه، والمعركة التي تخوضونها اليوم هي أكبر دليل على أنكم درع وطن، وسياج أمّة، ومشروع الرب بحماية قيم الإنسان". وأضاف: "بكل فخر واعتزاز نرفع راية النصر، ونتقدم بتحية الإكبار من قيادة المقاومة ومجاهديها الذين بدمائهم الطاهرة طرّزوا النصر، وحرروا الأرض، وصانوا العرض، ووأدوا الفتنة. ورغم كل الأصوات الجائرة والأبواق النافرة والمواقف المتخاذلة التي تعوّدت الهزيمة، سنبقى نتطلع إلى اليوم الذي تنكشف فيه الغشاوة، فتنقشع الرؤية، ويدرك من ظلم المقاومة، وحاول أن يتآمر عليها ولا يزال، أنه مخطئ وواهم، ليس بحق المقاومة والمقاومين فحسب، بل بحق لبنان وكل اللبنانيين، ونؤكّد على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وندعو اللبنانيين إلى الجلوس معاً بكل تعقّل ومن دون خلفيات طائفية ومذهبية، بعيداً عن الاتهامات والاتهامات المعاكسة، وإلى فتح صفحة جديدة من التعاون والترفع عن الغايات ولعبة المصالح، والانطلاق معاً نحو بناء الدولة وفق منهجيات متطورة، ورؤيا وطنية، على قاعدة المؤسسات لا المحاصصات، فالوقت قد حان كي نوقف لعبة الانقسام والنزاع، ونبدأ معاً مسيرة الوعي الوطني، والإدراك الحقيقي لما يجري من حولنا من تحوّلات وتغيّرات، تفرض علينا جميعاً أن نكون مهيئين وجاهزين لمواجهتها والتصدي لها، خصوصاً أن ما يحدث في المنطقة ليس بالأمر السهل، وما قد يطرأ من تطورات، ويُرسم من خرائط ومخططات يفوق طاقة وقدرات لبنان واللبنانيين".

وطالب المفتي قبلان الجميع "بأن يكونوا في مستوى المسؤولية وعلى قدرها متنبهين ومتيقظين وموحدين ومتعاونين على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبالخصوص قضية ​النازحين السوريين​، التي يجب أن تكون على سلم الأولويات والاهتمامات، لأن المزايدة والاستغلال في هذا الملف قد يشكّل مغامرة خطيرة وكارثية، وعلى هذه الحكومة ألاّ توفّر جهداً وألاّ تقفل باباً يمكن أن يؤدي إلى ما نرجوه من عودة آمنة وسريعة للإخوة السوريين، وننصحها بعدم التسويف والمماطلة والمتاجرة بهذا الملف، الذي بات يشكّل قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي وقت وتفجّر معها لبنان. لذا، يكفي مهاترات وثرثرات وتحريضات، يكفي مواقف متخاذلة وخطابات في الأودية الطائفية والمذهبية، فلبنان للجميع والشراكة مفروضة، والمقاومة والجيش وكل ​القوى الأمنية​ والعسكرية من الجميع وللجميع".