اعتبر نائب الأمين العام ل​حزب الله​ الشيخ ​نعيم قاسم​ "اننا اليوم خضنا معركةً مهمة وحساسة هي معركة تحرير ​جرود عرسال​، ومن اليوم الأول قلنا بأنها معركة في الجرود ولا علاقة لا لبلدة عرسال ولا لمخيمات النازحين بهذه المعركة، وهي تستهدف شذاذ الآفاق الذين احتلوا الجرود وانطلقوا منها لضرب الساحة اللبنانية ولإيذاء السلم الأهلي وللإخلال بالتعايش بين المسلمين والمسيحيين ولإيجاد الفتنة في الداخل"، لافتاً إلى أن "هؤلاء مرض سرطاني لا يمكن معالجته إلا بالإستئصال، ولذا قرر حزب الله بأن يخوض هذه المعركة".

وأوضح قاسم أن "العملية في جرود عرسال كان لها هدفان، الأول تنظيف الحدود الشرقية من هؤلاء الوحوش الذين يخربون على الناس ويعيثون فسادا على الحدود اللبنانية، والثاني هو حماية لبنان من مفخخاتهم أكانت سيارات أو أحزمة ناسفة والتي طالت المدنيين في كل الأراضي اللبنانية"، مشيراً إلى أن "وجود النصرة وداعش في جرود عرسال هو احتلال وعدوان، كنا نقاتل احتلالاً وعدواناً ولم نقاتل فئةً لا داخلية ولا لها آراء مختلفة، بل كنا نقاتل احتلالاً وعدواناً لتحرير الأرض من هؤلاء، والمعركة معهم هي معركة مبدئية وسياسية، مبدئية لأنها جزء من المعركة مع ​إسرائيل​، وسياسية لأنها تستهدف إبطال المشروع الإستكباري الذي يريد أن يسيطر على منطقتنا".

وأكد أنه "قد توفر لهذه المواجهة أوسع تأييد وطني تجلى التعبير عنه بأشكال مختلفة،بعضهم من عبر بالكلمة وبعضهم من تبرع بالدم وبعضهم من خرج إلى الشوارع متظاهراً وبعضهم من اكتفى بالدعاء، كل واحد قام بدور من الأدوار إلى درجة أننا وجدنا إجماعا وطنياً واسعاً لم نجد مثله قبل ذلك بهذه الكيفية وبهذه الصيغة، حتى الأصوات المحدودة التي انتقدت هذا العمل كانت مربكة وضعيفة ومنبوذة، لا يعرفون كيف يبدؤون بيانهم وكيف ينتهون لأنهم يعانون من الأخطاء الثقافية والأخلاقية والفكرية والسياسية، وهم غير مقتنعين بما يكتبون فكيف يقنعون الآخرين، وهم ضد ​الإرهاب​ التكفيري وهذه علامة إيجابية، وممنوع أن يواجه الإرهاب التكفيري إلا من جهة خاصة هي ​الجيش اللبناني​ أيضاً هذا جيد ، إذاً ماذا نفعل إذا هجموا علينا؟ وإذا أرسلوا مفخخاتهم؟ إذا استمروا بإيذائنا؟ قالوا : لا نعلم، يجب الإلتزام بالقواعد، ممنوع أن يتحرك أحد. هذه القواعد لكم، قواعدنا بأن نقاتل في المكان الذي نراه مناسبا للقتال، وفي الزمان الذي نراه مناسبا للقتال من أجل التحرير والكرامة والإستقلال والسيادة، ولم يقف في وجهنا أحد لأننا مع الحق والحق معنا، ومن كان مع الحق كان الله معه وعندها لا نرد على تلك الأصوات النشاز التي لا تقدم ولا تؤخر".

وأشار إلى أن "الانتصار هو انتصار إلهي يضاف إلى سلسلة الانتصارات في مواقع مختلفة، وبتعبير آخر هذا انتصار جديد على ​اسرائيل​، فهؤلاء أدواة لإسرائيل، في المقابل كنا أمام نموذج أخلاقي عظيم للمعركة، المقاومة هي استقامة وجهاد وأخلاق، هي مدرسة للأحرار في العالم، أعطت دروساً لا يمكن أن نأخذها من أي موقع آخر".

وأكد أن "من مميزات هذه المعركة أن المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة كانت حاضرة بشكل علني، المقاومة تقاتل والجيش يساند والشعب يندفع ويدفع ويؤيد، هذه المعادلة كانت حاضرة في الميدان تفعل فعلها، وكلٌّ واحد من هذه الأطراف يؤدي واجبه بحسب إمكانته"، مضيفاً "ليكن معلوماً مقاومتنا ليست خاضعة لمنظومة المستكبرين، وهي قائمة على مبدأين: الأول: تحرير الأرض والثاني: كسر التبعية، وهذان المبدأان سيستمران مع استمرار المقاومة".