لولا وجود ​سلاح المقاومة​ ونشاطه في لبنان من ​مزارع شبعا​ الى ​جرود عرسال​ الى ما بعد بعد القصير ويبرود ورنكوس ودمشق وحلب و​دير الزور​ والموصل و​بغداد​، لما كان هناك من طبق يومي ل​سعد الحريري​ و​نهاد المشنوق​ و​سمير جعجع​ وآخرين ممن صار الغبار كثيفاً عليهم وعلى صورهم. السلاح الذي يحمله ​حزب الله​ لم يعد فزاعة لتخويف الناخبين منه داخلياً وخصوصاً في فترة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري حيث اصبحت تهمة كل لبنان جاهزة انت تؤيد سلاح المقاومة وتدافع عن "المحور" السوري - الايراني فإذن انت من قتلت رفيق الحريري وانت مشارك في دمه. وفي ظل هذه المعزوفة اخرج جعجع من سجنه، وانجز الاتفاق الرباعي وربح سعد الحريري و​فؤاد السنيورة​ و​وليد جنبلاط​ وغيرهم من جهابذة 14 آذار انتخابات العام 2005 وحصلوا على اكثرية كانت الشرارة في حرب تموز 2006 و7 ايار 2008 وازمة 2011 و2013 والفراغ لسنتين ومليون ونصف نازح و4 او 5 الاف ارهابي وتكفيري في جرودنا. هذا ما جناه تخويف حزب الله وفريق 8 آذار وحلفائهما من السنة والمسيحيين ان سيطرالفريق الآخر بحجة وجود هذا السلاح على البلد وقبضوا على مفاصله الامنية والمخابراتية والمالية والادارية وزرعوا لهم في كل ادارة او زاوية موظفا او عينا.

اليوم هذا السلاح بعدما كبر حجمه ودوره وانتشاره وفعاليته لم يعد فزاعة صار امراً واقعاً وصار اكبر منهم واكبر من تخويفهم وخصوصاً بعدما فشلوا في محاصرة هذا السلاح واضعافه وادخاله في زواريب سياسة لبنان وحتى الاسرائيلي والاميركي فشلا في القضاء على الحزب والمقاومة والسلاح. سعوا الى "توريطه" ب​الحرب السورية​ وادخاله في المستنقع المذهبي فخرج اقوى وانتصر في اكثر من مكان وتفوق في اكثر من اختبار. جاء دور الجرود في عرسال وغيرها نجح السلاح مرة جديدة في امتحان البراعة والنظافة والمناقبية والحرب النظيفة هدف الى تحرير الجرود وحررها ولم ينتظر لا منة ولا شكرًا من احد ولا تكليف او شفاعة احد.

انتصار المقاومة مرة جديدة في امتحان الجرود في العسكر والامن وأمس بالسياسة عندما سلكت المفاوضات طريقها عبر ​اللواء عباس ابراهيم​، لم يرق للحريري ونهاد المشنوق. في لبنان ادلى ​تيار المستقبل​ وكتلته النيابية ونوابه ووزراؤه بما يكفي لمحاولة تجويف ما قام به حزب الله وللتصويب على سلاحه. عل وعسى ينفع هذا التصويب خارجياً وتصل اصداؤه الى واشنطن والرياض ويرضى الكاوبوي والملك عن وجه السعد ويأمنون ولاءه وخدمته للمشروع. ففزاعة السلاح في الداخل لم تعد صالحة اليوم وخصوصاً في حرب الجرود فرأى لبنان بأسره

سنة وشيعة ودروزًا ومسيحيين ما قام به هؤلاء الهمج بالمدنيين والعسكريين وبكل لبنان وزرعوا الخراب والموت اينما حلوا بحقدهم وتخلفهم وعقولهم المغلقة. ولم يسبق ان تعاطف اللبنانيون مع حزب الله وشهدائه ومقاومته كما فعلوا خلال الاسبوع الماضي وعبروا عن شكرهم وامتنانهم لما قام به المقاومون وانهوا مهمتهم بهدوء وببراعة وسقط شهداء وجرحى منهم خلال تأدية الواجب ولم يطلبوا الجزية او الثمن من احد. فما هو اسمى واغلى من تقديم الروح وبذل الدم في سبيل الوطن والقضية.

السلاح الذي ذكر به المشنوق امس الاول من بعبدا ودعا الى ضرورة تحريك ​الاستراتيجية الدفاعية​ للحد من فعاليته طبعا ليس المقصود به ما يردده التيار الازرق انه حرص على الدولة والسلاح الشرعي فالسلاح شرعي وضروري وموقت ويستمد شرعيته من فعاليته الوطنية وتأييد الناس له وللبيانات الوزارية واتفاق الطائف ولا حاجة للتذكير بذلك في كل مرة. اما القول بضرورة ترسيم الحدود بين لبنان وسورية من بوابة الجرود وعرسال وفليطا فموضوع قديم - جديد يتم استحضاره في كل مرة لعلم كل اللبنانيين ان هذا الترسيم ليس في يد لبنان وسورية لا في الجرود ولا في مزارع شبعا ويماثله اليوم الملف البحري وترسيم الحدود البحرية التي يمنع العدو لبنان و​الامم المتحدة​ من ترسيم الحدود البحرية للسيطرة على النفط اللبناني وسرقته