اعتبر الوزير السابق ​رشيد درباس​ انّه قد يكون من المناسب قراءة مجريات ​معركة جرود عرسال​ والمعركة المرتقبة في ​جرود رأس بعلبك​ و​القاع​ انطلاقا من المناخ والجو السائد في المنطقة كما في الداخل اللبناني، وهو جو هادىء على الصعيد الطائفي والمذهبي كما الاقليمي والدولي، بحيث ليس هناك من يؤجج المشاعر المذهبية او يعزف على وتر معين لتفجير الوضع، لافتا الى ان هذا يؤكد انتهاء دور هذه المجموعات المسلحة التي باتت على ما يبدو عبئا على الحلول التي يجري طبخها بين ​واشنطن​ و​موسكو​ بالاشتراك مع ​تركيا​ وبمستوى اقل مع ​ايران​.

ورأى درباس في حديث لـ"النشرة" ان "ما يحصل على الحدود الشرقية يندرج في اطار اعادة ترسيم الخريطة السورية وتوزيعها ضمن كونفدرالية باتت تتداول صراحة على الألسنة"، وأضاف: "من هنا كان القرار بالتخلص من الطفيليات التي تشكل ازعاجا لكل الفرقاء".

حزب الله​ يحتوي الدولة؟

وأشار درباس ان الحديث عن وجوب اعادة فتح ملف ​الاستراتيجية الدفاعية​ لن يكون الا من بوابة التسلية، لأن لا امكانية على استيعاب الوجود العسكري لحزب الله الفائض عن قدرة لبنان على الاحتمال، لافتا الى ان كل ما يمكن التوصل اليه من خلال النقاش بها مجددا هو التوصل لتسوية لفظية معينة. وأضاف: "حزب الله قوة فائضة لا قدرة للدولة على احتوائها في المرحلة الراهنة نتيجة توازن القوى الموجود، ولعل الحزب يحتوي هو الدولة نتيجة ضعفها".

واعتبر اننا "فقدنا للاسف القدرة على السيطرة والتحكم بما يجري وخاصة على صعيد ترسيم الحدود بين القوى الداخلية والطوائف والاحزاب"، مشيرا الى اننا "بتنا جزءا مما يُرسم لسوريا باعتبار ان بعضه يُرسم لنا، ولا قدرة لنا الا على التغيير المحدود فيه، وبالتالي علينا عمليا ان نهيّء أنفسنا للتأقلم مع التسويات التي ينسجها الرئيسان الاميركي والروسي".

لاعادة اللاجئين لا المجرمين الى ادلب

وتطرق درباس ل​ملف النازحين السوريين​، معربا عن حزنه لكونه "سيتم برضى دولي ومحلي كما رضى ​الجيش اللبناني​ والطرف السوري ورضى حزب الله نقل مجرمين وقطاع طرق من جرود عرسال الى ادلب"، وقال: "كنا نتمنى ان تخصص هذه الحافلات لنقل المدنيين خصوصًا وان 43% من اللاجئين في لبنان هم من تلك المناطق في سوريا".

وأسف درباس لغياب الخطة والاستراتيجية الرسمية اللبنانية للدخول في المحادثات الحاصلة في الخارج لايجاد حلّ لاعادة اللاجئين الى بلدهم وأقله الى المناطق التي انخفض فيها التوتر، بعدما تحولوا الى عبء كبير على الدولة ان كان من الناحية الديموغرافية او الاجتماعية والاقتصادية. وتابع: "آن أوان استنفار الدولة بكل قواها ومؤسساتها لحل هذه الأزمة التي لطالما سعينا لحلها في حكومة تمام سلام، حتى انني اكدت في مؤتمر المانحين ان لبنان مستعد للتخلي عن حقه بالمساعدات الدولية اذا تم تحويلها الى مناطق خفض التوتر بعد نقل النازحين اليها".

واعتبر درباس ان "لا مانع من التفاوض مع الحكومة السورية شرط اقتصار الموضوع على ملف اعادة النازحين، اذا اصلا كان هناك خطة لديها لاعادتهم"، مشددا على ان "خلاف ذلك وبالتحديد انشاء تحالف سياسي بين الدولتين، فهو أمر لا مصلحة للبنان فيه الذي يتوجب ان يستمر بالتمسك بسياسة النأي بالنفس".