يبدو ان طرد إرهابيي النصرة من ​جرود عرسال​ من قبل ​حزب الله​ بمساعدة ​الجيش اللبناني​، واقع من الصعب على اي فريق سياسي ان يتخطاه او يتجاهله، حتى ولو لم يثنِ على هكذا انجاز .

وقالت مصادر سياسية لبنانية ان تحرير الجنوب اللبناني من ​الاحتلال الاسرائيلي​ تحقق بفضل الحزب، هذا اضافة الى اكتشاف وتعطيل عدد من العمليات الانتحارية التي كانت ستضرب عددا من المناطق اللبنانية .

ورأت المصادر نفسها أنّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان في كل مرة يتم فيها انجاز عسكري على يد مقاتليه يهدي هذا الانتصار الى كل اللبنانيين .

وسألت المصادر عن الأثمان التي يمكن لحزب الله ان يطلبها او يفرضها او يسعى الى تحقيقها مقابل كل ما فعله للبنان وللبنانيين .

ولفتت المصادر الى ان الخريطة السياسية الحالية للبنان قد تبدلت، ولم تعد كما كانت قبل انتخاب العماد ​ميشال عون​ رئيسا للجمهورية، حيث كان الانقسام العمودي بين اللبنانيين حول سلاح الحزب ورؤية البعض الاستقلالية، اضافة الى عدد من القضايا الكبرى، يهدد مستقبل لبنان واستقراره، مشيرة الى ان انجاز الاستحقاق الرئاسي تم اخيرا حسب ما اراده حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله .

واعتبرت المصادر نفسها ان موقف رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ والذي ابلغه الى السعوديين، هو ان خلاص لبنان لن يكون بمواجهة اللبنانيين بعضهم لبعض، او بالحد الأدنى مواصلة نفس السياسة التي كانت متّبعة تجاه حزب الله، وان تحييد الملفات الخلافية معه، مثل تدخله في الحرب السوريّة وتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، امور لا بد منها لانطلاقة العمل الحكومي برئاسته وبمساندة سيد العهد .

وتعتقد المصادر أنّ ملف حزب الله هو إقليمي ودولي، وعلى اللبنانيين الانتظار لما ستؤول اليه اوضاع المنطقة، لمعرفة التوجهات العالميّة والإقليميّة لخريطة عدد لا بأس به من دول الشرق الاوسط، وهذا ربما يأخذ سنوات عدة، نظرا لتشابك مصالح الدول المتورطة في الصراعات العربيّة المسلحة .

وتقول هذه المصادر انه اذا ظلّت آراء بعض السياسيين المعارضة لمسيرة هذا الحزب في الداخل اللبناني في إطارها الفولكلوري، وتسجيل المواقف من قبل البعض، وخصوصًا ان عددا منهم لا حيثيّة سياسيّة وشعبيّة له، فإنّ الامور ستظل في مسارها الآمن، ولا خطر على انهيار الحكومة ومعها التفاهمات القائمة بين مكوّناتها بمن فيهم ​القوات اللبنانية​ .

واكدت المصادر، إن إيّ جنوح لأيّ فريق سياسي أساسي عن الواقع القائم حاليا لاعتبارات خارجية او اي حسابات خاطئة، يهدف الى تبديل او زعزعة الاتفاقات القائمة لن يكون في مصلحة أحد ولا في مصلحة لبنان .

والمطلوب بحسب المصادر أن يكف أنصار حزب الله من سياسيين او جماعات عن توجيه اتهامات العمالة الى اي فريق ينتقدهم، كما أنه على خصوم الحزب ان يكونوا واقعيين في مقاربتهم لنشاطه الإقليمي ولا يرفعوا شعارات ليس بامكانهم تحقيقها، كي تبقى الاوضاع سائرة في اتجاه تحصين الجبهة الداخلية والعمل على انجاز ملفات تخدم المواطن اللبناني، سواء المعيشية والاقتصادية والبيئية، مع وجود عدد كبير من الامور التي هي بحاجة الى معالجة بعد حالة شبه الانهيار التي عصفت بلبنان منذ اكثر من خمس سنوات .

وأملت المصادر بأن تكون زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى ​الولايات المتحدة الاميركية​ نجحت باقناع الاميركيين بنظرته الى الوضع اللبناني، وخطورة التعرض لاي من مكوناته، وبالتحديد لحزب الله لان مثل هذا الامر سيجعل لبنان منطقة مشتعلة على غرار بقية دول المنطقة .