قبل ازمة الاشتباك السعودي - القطري وإطلاق حملة الحصار الشاملة على الدوحة، كان القلق يسود لبنانيي ​الخليج​ وخصوصا من ينتمون منهم الى الطائفة الشيعية. وتحديداً كل من يتحدر من ​جنوب لبنان​، فكان يكفي ان تلصق اية تهمة بأي شيعي مقيم في ​الامارات​ او السعودية او قطر ليتم ابعاده خلال 24 ساعة إما بقرار امني ينص على الإبعاد الفوري او بقرار إداري يسحب الاقامة والاذن بالقيادة او بقرار عدم تجديد الاقامة المنتهية الصلاحية. وتؤكد مصادر لبنانية بارزة عاملة على خط متابعة قضايا اللبنانيين المبعدين من ​دول الخليج​ العربي وخصوصاً من الامارات وقطر والسعودية، ان نهج الابعاد والترحيل لم يتوقف ابدا منذ اكثر من 5 او 6 اعوام وهو مستمر بوتيرة متقطعة وباعداد قليلة حتى لا "تطلع الصرخة" وتثار ضجة غير مرغوبة من الحكومة الاماراتية والحكومات الخليجية الاخرى التي تتقن فن الكيدية والانتقام من المواطن اللبناني المقيم على اراضيها لاي سبب كان. وتشير المصادر الى ان خلال الاسبوعين الماضيين تم ترحيل من الامارات، ما يقارب العشرين فرداً ينتمون الى ثلاث عائلات جنوبية وشيعية لبنانية والحجة كانت ممارسات نشاطات داعمة ل​حزب الله​! وتقول المصادر ان لبنانيي الامارات يعانون الامرين وخصوصا الشيعة منهم حيث تتم مراقبة خطوط هواتفهم الارضية والخلوية كما يتم التنصت على مكالماتهم مع اقاربهم في لبنان وهم قيد المراقبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتويتر وواتس اب. وتتوقع المصادر ان يرتفع عدد المبعدين من الامارات تدريجيا وذلك بعد قطع العلاقات مع قطر ويبدو ان الحجة هذه المرة معارك ​جرود عرسال​ وتعذيب النازحين وترحيلهم وتعاطف الشيعة مع قطر!

وتكشف المصادر ان السلطات الاماراتية رفضت اخيراً تعيين سفير لبناني فيها لانه ينتمي الى الطائفة الشيعية وطالبت بتعيين آخر ينتمي الى ​الطائفة السنية​ وتيار المستقبل!

اما في السعودية فتكشف المصادر ان عدد اللبنانيين الشيعة في ​الرياض​ وجدة قليل جداً ويتم ترحيل بين الفينة والاخرى عدد منهم وتحت حجج وذرائع امنية وادارية والاكثر شيوعا هوعدم تجديد الاقامات كما يتم وضع كل شيعي غير سعودي في المملكة تحت رقابة مشددة على كل المستويات الهاتفية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي ملف العلاقات مع ​الكويت​ لا تخفي المصادر وجود "حذر" لدى شيعة الكويت من اللبنانيين بعد اعلان السلطات القضائية الكويتية "تورط" حزب الله و​ايران​ في ملف "التجسس" على الكويت فيما بات يعرف بخلية "العبدلي". وتشير المصادر الى ان زيارة السفير الكويتي عبد

العال القناعي الى وزارة الخارجية اخيراً واجتماعه بالوزير ​جبران باسيل​ تصب في إطار "استراتيجية" كويتية جديدة ستعتمد ضد حزب الله وايران وشيعة لبنان في الكويت. وتربط المصادر توقيت الاعلان عن الحكم في "خلية العبدلي" بما يجري في ملف محاصرة قطر اذ يبدو ان الكويت رضخت للضغوط السعودية بعدما فشلت وساطة الكويت في اجبار قطر على الاذعان للائحة الشروط السعودية. لذلك ستعتمد الكويت على خطة جديدة لتنفيس الغضب السعودي وعدم نشوء مواجهة بين الكويت والسعودية لان الكويت في غنى عنها. في المقابل يؤكد حزب الله ان علاقته بالكويت جيدة وان لا صلة له بالادعاءات عن تجسس وغيره ولا يمارس اي نشاط في الكويت، في حين يؤكد ممثلو الجالية اللبنانية في الكويت ومن قدامى المقيمين فيها ان لا تغيرات حتى الساعة في العلاقة بين شيعة لبنان ودولة الكويت اذ تسود بين الجانبين علاقة جيدة ومتينة وقديمة ويحترم اللبنانيون والشيعة خصوصية المجتمع الكويتي ولا يعبأون بتحريضات النواب السلفيين من الكويتيين وبعض المتشددين من الاحزاب. اما عن المرحلة الجديدة فيقول هؤلاء ان اي اجراء او تغيير يجب ان يناقش بين حكومتي البلدين وبين وزارتي خارجية الكويت ولبنان. اذ يحترم اللبنانيون والشيعة شروط الاقامة في الكويت ولا يمارسون اي نشاط سياسي او امني بل يجتهدون لتحصيل عيشهم ويعملون في الوظائف والتجارة اما غير ذلك فتجن وافتراءات للنيل منهم.