من المُتوقع أن تشهد جلسة ​مجلس الوزراء​ التي ستنعقد في القصر الجُمهوري بدلاً من السراي الحُكومي ويوم الخميس بدلاً من الأربعاء، نقاشات حامية وخلافات في وجهات الرأي بشأن أكثر من موضوع يُنتظر أن يتم بحثه على طاولة المجلس، إن من ضُمن جدول الأعمال الذي يتضمّن 57 بندًا، أو حتى من خارجه. ومن بين المواضيع التي من المُرجّح أن تُثار خلال الجلسة الحُكوميّة، وأن تتسبّب بكثير من الغُبار السياسي-إذا جاز التعبير، يُمكن تعداد ما يلي:

أوّلاً: موضوع زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى ​واشنطن​ وما رافقها من مواقف أميركيّة مُتشدّدة إزاء "​حزب الله​"، لا سيّما ما جاء منها على لسان الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ نفسه(1)، من دون أن تلقى إعتراضًا لُبنانيًا، الأمر الذي يُنتظر أن يُثيره الوزراء المُؤيّدون بالمُطلق للحزب، مع توقّع أن يسأل هؤلاء أيضًا عن النتائج التي تحقّقت من هذه الزيارة وعن جدواها، في ظلّ الحديث المُتصاعد عن مزيد من العقوبات والإجراءات الإقتصادية والمالية ضُد فئات لبنانيّة مُختلفة.

ثانيًا: موضوع ​معركة جرود عرسال​، والتسوية التي نتجت في نهايتها، حيث يُتوقّع أن يُثير وزراء حزب "القوات اللبنانيّة" وتيّار "المُستقبل" مسألة حصريّة قرار السلم والحرب، باعتبار أنّ المعركة تمّت بتوقيت "حزب الله" ووفق أجندته الخاصة.

ثالثًا: موضوع مُناقصة ​بواخر الكهرباء​، حيث يُنتظر أن يلوم وزير الطاقة سيزار أبو خليل مُعرقلي إقتراحات الحلول التي كان رفعها على إستمرار الوضع المُزري للتغذية بالطاقة الكهربائيّة في ظلّ هذا الطقس الحار، بينما يُتوقّع أن يردّ المُعترضون عليه بالتأكيد أن موقف إدارة المُناقصات في ​التفتيش المركزي​ أثبت ما تحدّثوا عنه من ثغرات ومن أمور غير مفهومة ضمن صفقة الكهرباء، في ظلّ معلومات أنّ الإتجاه العام داخل المجلس لن يكون لصالح السير بمُناقصة البواخر.

رابعًا: موضوع المُذكرة الكويتيّة التي جرى رفعها بشكل رسمي إلى ​وزارة الخارجية​ اللبنانيّة، حيث يُنتظر أن يُحرّك أكثر من وزير الموضوع ويُطالب برد رسمي لبناني على المُذكرة، أو على الأقلّ بعدم إهمال هذه المطالب حفاظًا على العلاقات اللبنانيّة-الكويتيّة التاريخيّة.

خامسًا: موضوع التعيينات وضرورة إستكمالها وفق آليّة أكثر وُضوحًا، وهي ستشمل مثلاً منصب رئيس ​مجلس شورى الدولة​، والتفتيش المركزي، ومحافظ البقاع، وكذلك في ظلّ إستمرار عمليّة شدّ الحبال على بعض المراكز الحسّاسة الأخرى، ومنها ملف ​تلفزيون لبنان​ حيث لا يزال وزير الإعلام ​ملحم الرياشي​ مُتمسّكًا بالآليّة التي إعتمدها لتعيين رئيس لمجلس إدارة التلفزيون، في مُقابل إستمرار رفض "التيّار الوطني الحُرّ" حصر النقاش بالأسماء الثلاثة التي جرى رفعها للمجلس للإختيار من بينها، ويُطالب بإضافة أسماء إليها، خاصة وأنّه يعتبر أنّ هذا المنصب هو بالعرف من حقّ رئيس الجُمهوريّة.

في الختام، وعلى الرغم من توقّع أن تكون النقاشات داخل الجلسة المُقبلة لمجلس الوزراء حامية، فإنّ سقفها سيبقى مضبوطًا، حفاظًا على الإستقرار الحُكومي. والتضامن الوزاري سيبقى مفروضًا بحكم التوافق السياسي العام الذي كان أثمر سلسلة من القرارات الحاسمة على صُعد ​رئاسة الجمهورية​ والحكومة والإنتخابات بعد أكثر من سنتين من الفراغ وشبه الشلل السياسي.

1- قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمة علنيّة إثر لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري إنّ "حزب الله يُشكّل تهديدًا للدولة اللبنانيّة، وللشعب اللبناني، وللمنطقة برمّتها".