كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لصحيفة "الحياة"، أنّ "رئيس الحكومة الإسرائيلية ​بنيامين نتانياهو​ خدع الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​، ونكث تعهدّه بعدم تصعيد الأوضاع في ​المسجد الأقصى​ وتوتيرها".

وأشارت المصادر إلى أنّ "عباس دان خلال اتصال هاتفي مع نتانياهو العملية الفدائية في المسجد الأقصى بعد ساعات قليلة على وقوعها، فيما تعهّد نتانياهو عدم اتخاذ أي إجراءات تصعيديّة في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة لتهدئة الأوضاع وعدم توتيرها، مقابل إدانة السلطة الفلسطينية العمليّة الّتي نفّذها ثلاثة فلسطينيين في باحة المسجد يوم الجمعة الرابع عشر من الشهر الماضي"، موضحةً أنّ "نتانياهو لم يعمل على تهدئة الأوضاع على الأرض، بل عمد إلى توتير الأجواء وتصعيدها، بعد صدور بيان إدانة العمليّة، من بينها تركيب بوابات إلكترونية على مداخله".

ولفتت إلى أنّ "عباس شعر بأنّ نتانياهو كذب عليه وخدعه، بعدما تعهّد له تطويق الأمور وعدم تصعيدها، وعدم اتخاذ أي إجراءات جديدة، وأنّه لم يكن عند كلمته، وتدهورت الأمور من سيئ إلى أسوأ"، منوّهةً إلى أنّ "عباس أجرى اتصالات مكثّفة مع الملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، والملك الأردني عبدالله الثاني والملك المغربي ​محمد السادس​، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول ومنظمات عربية ودولية من أجل تطويق الحادث، إلّا أنّ نتانياهو ظلّ مصمّماً على تصعيد الأوضاع وتوتيرها".

وبيّنت المصادر أنّ "القيادة الفلسطينية وعباس أدركوا أنّ القضية تتخطّى البوابات الإلكترونية إلى تقسيم الأقصى زمانيّاً ومكانيّاً على غرار تقسيم الحرم الإبراهيمي في ​مدينة الخليل​ جنوب الضفة الغربية"، مركّزةً على أنّهم "أدركوا أنّ الأمر مرتبط بمشروع كبير يتعلّق ب​مدينة القدس​ ومستقبلها، وفرض التقسيم الزماني والمكاني كأمر واقع"، منوّهةً إلى أنّ "عباس اتصل هاتفياً مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المكلف ملف الشرق الأوسط ​جاريد كوشنر​ وطلب منه أن يضغط ترامب على نتانياهو من أجل تفكيك البوابات. وحذّر عباس كوشنير أيضاً من أنّ لا أحد سيستطيع وقف تداعيات بقاء البوابات، وأنّ الكرة في ملعب نتانياهو في ظلّ هذا الوضع الخطير جدّاً".