اعتبر وزير الاعلام ​ملحم الرياشي​ ان "عندما قلنا: "اوعى خيك"، كنا اكيدين اننا نقول: "اوعى خيك"، ولكن هذا لا يعني بأن اخاك يشبهك بل اخاك التوأم الذي بصمته الى جانب بصمتك ولكن ليست مثل بصمتك، موضحا ان نحن المجموعتان المسيحيتان الأكبر في المجتمع المسيحي نشبه بعضنا في اشياء انما هناك اشياء كثيرة لا نشبه بعضنا فيها، مشيرا الى انه يكذب حين يقول " بأن لا خلافات بيننا وبين "​التيار الوطني الحر​" ، واصفا اياها بالاختلافات.

وأكد الرياشي خلال كلمة له في لقاء حواري عن "تأثير التحالفات السياسية في الانتخابات النيابية المقبلة"، أقامته منسقية ​بيروت​ في حزب ​القوات اللبنانية​ في قاعة مدرسة القلبين الأقدسين - السيوفي الأشرفية، برعاية رئيس الحزب ​سمير جعجع​، شارك فيه مرشح القوات عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى ​عماد واكيم​، "ان أخذنا عهدا على انفسنا في ​معراب​ والرابية الا نحول الإختلاف الى خلاف، فلا عودة بالمسيحيين الى الوراء على الإطلاق. الإختلافات موجودة وطبيعية جدا ولكن هناك اتفاق على ان القوة المسيحية هي بوحدة المسيحيين، ولولا شجاعة الدكتور سمير جعجع ونكران الذات الذي مارسه والقوة التي زرعها في الجمهورية القوية لما كان هناك اليوم جمهورية ولا رئيس جمهورية".

أضاف: " لدينا اسلوب يختلف عن اسلوب التيار في ادارة السلطة وفي ادارة الحكم، ولكن الأكيد اننا والتيار باقون على هذا التفاهم الذي ادى الى قوة مسيحية مهابة من قبل الشركاء في الوطن واعاد وجه لبنان الحقيقي الى لبنان، فلولا وحدة التيار والقوات لما كانت هناك اليوم جمهورية".

وتابع: "قامت الجمهورية اليوم على الرئيس ميشال عون الذي يتحمل مسؤولية الجمهورية بحسناتها وسيئاتها، بأخطائها ونجاحاتها، والقوات اللبنانية شريكة في هذه السلطة بأربعة وزراء لأول مرة منذ 2005 تاريخ عودة الجمهورية الى الجمهورية، وهذا يعني اننا حلفاء ولكن لسنا اتباع بعضنا البعض. في معظم منازلنا هناك قوات وتيار يشبهون بعضهم كثيرا والفروقات بينهم جد قليلة، فالفروقات تطفو عند رأس الهرم عندما تكون هناك خلافات نتصارع عليها ونختلف عليها، وهي لا تعني بشكل اساسي قواعدنا التي آمنت "بأوعى خيك" واصرت عليه، لأنها ادركت انه اعاد احياء الزمن الجميل، زمن الشيخ بشير عندما كان المسيحيون كلهم تحت راية وعلم واحد".

وقال: "هناك من يشكك بأن هذه العلاقة هي استغلال للقوات اللبنانية من قبل "التيار الوطني الحر"، لا أقبل بهذا الكلام، ليس هناك استغلال من قبلنا لهم وليس هناك ايضا استغلال من قبلهم لنا، هناك مصالح في السياسة صنعت المصالحة والمصالح تزول اما المصالحة فتبقى. المصالحة هي الأساس الموجود في بيوتنا كلنا. كان بادري بيو يقول: "اذا كانت الناس لا ترى الأفق حيث تغيب الشمس فهذا لا يعني بأن الأفق ليس موجودا". حذار ان نشك يوما بالأفق، لأن على هذا الأفق يقف فكر وعقل وقوة سمير جعجع الضامن الأساسي لهذا الإتفاق ولأهمية قوة المسيحيين الإستراتيجية التي انتم خزان استراتيجي لها".

أضاف: "بنى الصينيون أعظم سور في تاريخ البشرية ولكنهم عندما كانوا يبنون هذا السور تم اجتياح الصين مرتين وتسلق المغول السور لأنهم رشوا الحارس، لقد تمكنوا من الدخول لأن بناة السور نسوا انه يجب تربية البشر وحمايتهم قبل بناء الحجر. أهمية القوات اللبنانية انها ربت وحافظت على البشر وصنعت بشرا لا يمكن لأحد اختراقهم وتسلق سورهم المبني بقضيتهم وقلبهم وعقلهم، ولهذا فالسور لا يقع والحارس لا يرتشي والحارس لا ينام ولا ينعس. نحن ضد دولة الفساد ودولة الزبائنية فعلا لا قولا، ونقول اننا ضدها في ​مجلس الوزراء​ قولا وفعلا، ونحن ضد دولة الإقطاع السياسي التي تمنع ايا منكم الوصول الى المركز الذي يستأهله. نواجه معارك كثيرة لكن يجب ان تعلموا أننا امينون على ما تريدونه: "لا للفساد، لا للزبائنية، لا للاقطاع السياسي بأي شكل من أشكاله، فدولة المزرعة كما كان يقول بشير دفعنا ثمنها غاليا وثمنها اليوم مئة مليار دين".

وقال: "سنبني مع بعضنا، هناك أمل كبير بأن نصل الى دولة الدولة رغم كل المخاطر والأخطار والمعطيات السيئة التي بين ايدينا. نحن في منطقة تغلي وشرق ملتهب ولكن تمكنا من حماية الدولة ومنعنا نفسنا من ان نكون من جماعة غسيل الصحون. كان هناك شاعر سوري اسمه محمد الماغوط يقول: "الأميركيون يعدون الطبخة، الروس يطبخونها، الأوروبيون يبردونها، الإسرائيليون يأكلونها والعرب ينظفون الصحون". نجونا من ان نكون ممن ينظفون الصحون في الطبخة الأميركية التي تنجز في الشرق الأوسط، كل الشرق الأوسط يتغير والجيوش الكذبة التي اسست لتحارب اسرائيل تحارب على بعد 300 ميل منها في ازقة حلب وحماة وادلب وحمص، كل الكذبة سقطت، شعوب كبيرة تدمر وتهجر وتتغير ديموغرافيتها، لبنان وحده صمد لأنه الأصيل وكل الباقي وكيل ووكيل ووكيل. صمد لبنان ويتحمل اعباء ولجوء فوق المليوني سوري على ارضه لأنه اصيل. لبنان النموذج للشرق هو القائم اليوم، لبنان هو نموذج وكل الدول القائمة في المنطقة تسعى للتشبه به. اليوم اصبحت اللبننة علامة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، علامة الإحتماء بقرار الدولة، والدولة بالرغم من الشوائب التي نعيشها اصبحت علامة فارقة لتصير علامة نصر في المستقبل".

أضاف: "الوجه المسيحي والمسلم للبنان سيكون نموذجا يحتذى به في كل المنطقة. ما حدث في نينوى في زمن "داعش" يؤكد اننا الأقوى والأبقى على هذه الأرض. في زمن داعش اعتقلوا اربعة اطفال من المنطقة وطلبوا منهم نكران يسوع فيتم اعفاؤهم من الموت، فأجابهم الأطفال: نحن نحب يسوع فلماذا سننكره؟ اقطعوا رأسنا". هؤلاء هم شهداء العهد الجديد الذين بدأوا في لبنان عام 1975 ومنذ 1500 سنة ليزرعوا سلاما مسيحيا مع اسلام مختلف سيولد من رحم المعاناة التي تتأتى على المنطقة. لا تخافوا على المستقبل، المستقبل آت بقوة، نحن موجودون لنمثل مصالحكم وارادتكم في السلطة".

ورأى ان "قانون الإنتخاب الجديد افضل من قانون الستين ويسمح لكل الفئات المجتمعية بأن تعبر عن وجودها، فمن لديه اليوم عشرة بالمئة من الأصوات يمكن ان يتمثل ولكن المعركة لم تعد ضد الخصم، المعركة الآن هي لنقول نحن من وليصوت لنا الناس على هذا الأساس. التهينا 30 سنة نحن والتيار بشتم بعضنا البعض، التهينا عن قضيتنا الأساسية، أما اليوم وبعد ان طوينا صفحة الخلاف بات بإمكاننا ان نقول للبنانيين وللأجيال الجديدة من نحن. عندما ب​القانون الانتخابي​ تبنى التحالفات او الخلافات فهي لا تؤدي بأي شكل من الأشكال الى صدامات بين الأطراف فكل واحد يأخذ الحصة التي يمثلها دون ان يصطدم مع الآخر، يمكن ان نتحالف في مناطق مع التيار الوطني الحر او مع ​حزب الكتائب​ او حزب الأحرار ويمكن الا نتحالف مع احد ولكن هذا لا يعني بأن عدم التحالف سيؤدي الى خلاف او بأن التحالف سيؤدي الى صراع داخل اللائحة الواحدة. أهمية النسبية انها ستفتح الباب على مصراعيه ليكون التحالف او عدمه خطة وطريقا واضحة لإيصال افكارنا وآرائنا ولإيصال العقل الحقيقي للقوات والقلب الحقيقي النابض الذي شوه وشيطن في فترة من الفترات للناس، لإيصال القلب الطيب والمحب والشجاع، فالكثير من الناس يمتلك القلب الطيب والمحب ويفتقد الى قلب القوات اللبنانية الذي يحميه".

وختم الرياشي: "نحن لسنا ضد الكتائب او العونيين فنحن نقوم بما نقوم به لأجلنا ولأجل الكتائب والعونيين ولكل الناس، الدولة التي نسعى الى بنائها وسنبنيها هي لنا جميعا وليست لأجل فريق ضد فريق آخر".