سقطت السّخنة بأيدي ​الجيش السوري​ وحلفائه.. حدثٌ عسكريّ لم يمرَ مرور الكرام امام أعين أجهزة الإستخبارات المعادية، لما له من اهميّة "استراتيجيّة" تُعتبر مفتاحا لولوج ​دير الزور​ واستعادتها من "داعش" وصولا الى تحرير كامل الشّرق السّوري" والذي تُعتبر معاركه الأهمّ في سورية الآن،

وحيث بناء على نتائجها ستُحدّد معالم المنطقة بأسرها" -وفق تعليق حفاي تسوريئيل، المدير العام لوزارة شؤون الإستخبارات الإسرائيليّة-.. بسقوط السّخنة باتت المسافة الفاصلة للجيش السوري وحلفائه عن حدود دير الزّور حوالي 50 كلم. يكشف مصدر عسكري روسي انّ المعركة لن تكون تقليديّة عسكريّا، حتى لناحية عُدّة وعديد القوّات السورية والحليفة، ويُلمح الى اسلحة روسيّة وايرانيّة جديدة استُقدمت خصّيصا لمعركتي دير الزّور و​البوكمال​، مكتفيا بالقول إنها ستُثير زوبعة من المفاجآت من دون نفي او تأكيد المعلومات التي تحدّثت عن تجهّز قوّات برّية روسية ونخبة الكوماندوز للمشاركة في تلك المعركة إضافة الى الجو-فضائية بالطّبع. ويكشف المصدر ايضا عن ضربة عسكريّة غير مسبوقة تجهّزت لها دمشق بمساعدة الحلفاء، لتسدّدها "في مكان آخر"، سيتمخّض عنها حدث عسكري وسياسي كبير، قد يُستتبع باحتفالات شعبيّة ضخمة في معظم المناطق السورية!

وعلى وقع التقدّم الكبير للجيش السوري وحلفائه في ريف الرّقة الجنوبي الشرقي، تستعدّ تلك القوّات للإطباق على آخر معاقل "داعش" في الرّقة. "معدان" هدف استراتيجي آخر سيُسدّده الجيش السوري في عارضة المحور الأميركي المعادي لما تمثّله السيطرة عليها باتجاه الرّقة، كما دير الزور من الجهة الشماليّة الغربية، في وقت يستمرّ التنسيق بوتيرة عالية بين الجيشين السوري و​العراق​ي. تراقب ​واشنطن​ الحراك العسكري المتسارع لمحور المقاومة في ملعب لطالما اعتبرته من الخطوط الحمر، وباتت تُدرك انّ ورقة "داعش" تسقط من يدها الى غير رجعة. وفي خضمّ تجهّز قوّات ​الحشد الشعبي​ للإنطلاق الى تحرير تلّعفر وتأمين الحدود المشتركة مع سورية، دخلت المدفعيّة الأميركية سريعا على الخطّ، لتدكّ بقصف مركّز موقع مقاتلي كتائب سيّد الشهداء -احدى تشكيلات الحشد- قرب التّنف، ولتحصد ارواح 40 من مقاتليها، ليتّضح انّ الهدف يكمن بإفساح المجال امام مسلّحي "داعش"للمسارعة الى شنّ هجوم –تحت غطاء ناريّ اميركي- ضدّ قوات الحشد، بعدد كبير من السيارات المفخخة نحو الموقع المذكور.. الرسالة الأميركية شبيهة بتلك التي بعثتها واشنطن من جبل الثّردة بدير الزور، في ايلول العام الماضي، حين تدخّلت وقصفت موقع الجيش السوري، حاصدة ارواح حوالي 60 جنديّا سوريّا، لتؤمّن غطاء ناريّا لمسلّحي "داعش" ساعدهم على التمدّد في النقطة المستهدفة.

ردّت كتائب الحشد على الضّربة الأميركية بقرار "ردّ قاس" دون تحديد ماهيّته، وسط ترجيحات تفيد بأنّ القواعد العسكرية الأميركية في العراق كما في الشمال السوري لن تبقى آمنة الى ما لا نهاية. احد قادة الحشد الشعبي –وبعيدا عن الإعلام- ذكّر بالعمليّة النوعية المزدوجة التي ضربت مقرّ "​المارينز​" في محيط مطار ​بيروت​ عقب الإجتياح الإسرائيلي ل​لبنان​ عام 1982، والتي أسفرت حينها عن مقتل 260 جنديّا اميركيا، لحقتها مباشرة ضربة اخرى استهدفت مقرّ القوّات الأطلسية في بيروت، دمّرته على من فيه.. وكانت العمليّة النوعيّة المزدوجة كفيلة حينها بدفع القوات الأميركية والأطلسيّة الى الإنسحاب من لبنان سريعا.. "لا انتصار نهائي على "داعش" اذا ما بقيت قواعد رُعاته في بلداننا.. ونقطة على السّطر" -يختم احد قادة الحشد-

وفي خضمّ هذه المستجدّات المتلاحقة، دخلت تركيا-اردوغان مجددا على خطّ المعارك المفصليّة في الميدان السوري. الأخير هدّد منذ ايّام بشنّ عمليّة عسكريّة في سورية بحجّة ملاحقة الجماعات الإرهابيّة التي تُهدّد امن بلاده. لا ينبغي هنا إغفال الصّراع ​الخليج​ي وتداعياته الإيجابيّة على الساحة السوريّة. وما يجري في ​غوطة دمشق​ من اقتتال بين ميليشيا فيلق الرّحمن- المدعومة قطريّا- ونظيرتها "جيش الإسلام"- التابعة للسعودية- لهو خير دليل على احتدام هذا الصّراع. اراد اردوغان من خلال كلامه الأخير توجيه اكثر من رسالة الى اكثر من طرف اقليميّ، وهو الذي تموضع سريعا الى جانب حليفته قطر ضدّ مناوئيها، وتحديدا السعودية و​الإمارات​. تدرك ​الاستخبارات التركية​ لجوء الأخيرتين الى تقديم دعم ماليّ وتسليحيّ سخيّ مؤخرا للوحدات الكرديّة في سورية للتّصويب على أردوغان. وهو تجهّز للرّد على الميليشيات المدعومة منهما بما يلزم- حسبما كشف جنرال سابق في الجيش الفرنسي- اكّد استنادا الى ما اعتبره معلومات موثوقة-، انّ الرئيس التركي سيتمّ اقصاؤه عن الحكم في غضون فترة ليست بعيدة!

معلومات تقاطعت مع ما سرّبه سفير دولة اقليميّة في بيروت، الذي جزم انّ اردوغان سيكون غائبا كليّا عن المشهد التركي خلال العام 2018، كاشفا انّ مسؤولين كبار في المنطقة اخذوا علما بتحوّلات مفصليّة قادمة في سورية، ستضع نهاية للحرب في غضون اشهر معدودة، لتنتقل كرة النّار منها الى ملعب الدّول الخليجيّة. وهذا ما ذكره ايضا موقع "​ميدل ايست​ مونيتور" الأميركي، الذي كشف انّ ​الولايات المتحدة​ اعدّت الساحة لحرب "بديلة" في الخليج، ستنطوي على احداث دراماتيكيّة خطيرة في السعودية والإمارات تحديدا.