لفتت "الاخبار" الى انه بحسب تقارير أمنية عدّة، يُقال إنها وصلت إلى دوائر القصر الجمهوري، وعددٌ من الدراسات الانتخابية، تُشير إلى أنّ "أقوى مرشحي ​التيار الوطني الحر​" في ​كسروان​ العميد ​شامل روكز​ وضعه الانتخابي غير جيّد. وقد تلقّى العونيون نصائح بأن "لا يُصرّوا على إجراء ​الانتخابات الفرعية​، لأنّ الأمور ليست على أحسن ما يُرام"، مع العلم بأنّ الرئيس ​ميشال عون​ لا يزال الأكثر تمسّكاً بإجراء "الفرعية".

مصادر مسؤولة في التيار الوطني الحرّ اكدت أنّ "التيار كحالة وكتنظيم لم يتراجع في الفترة الأخيرة". إلا أنّ ذلك لا يعني أنّه سجّل تقدماً، فهي تُقّر بأنّ "الوحيد الذي تقدّم خلال الخمسة أشهر الأخيرة في كسروان هو (النائب السابق) ​فريد هيكل الخازن​، مُتعهّد الزفت في المنطقة، بسبب الخدمات التي تُقدّمها له وزارة الأشغال". هذه الأمور "خلقت له بروباغندا، ولكن هل تُربحه أصواتاً انتخابيّة؟ نشّك في ذلك، خاصة إذا ما عُدنا إلى ​الانتخابات البلدية​ التي لم يفز فيها الخازن سوى في غوسطا. وفي ​كفرذبيان​، التي يعتبر أنّ له حصّة فيها، رُفعت اللافتات لشكر الوزير ​علي حسن خليل​ ومستشارته رانيا خليل على الزفت".

هناك أسباب عديدة للركود الذي يُعاني منه "التيار" في كسروان، تُعدّدها المصادر بالقول إنها تتعلّق "بعدم إعداد مُرشحين حزبيين للانتخابات النيابية من قبل، وعدم توزير أي شخص من كسروان. وفي الوقت نفسه، الملتزمون حزبياً يريدون أن يتم انتخابهم من دون بذل أي مجهود، مُتّكلين على اسم ميشال عون"، فضلاً عن وجود "تُخمة في المرشحين من الفتوح، وقلّة مرشحين في كسروان، وغياب أيّ مُرشح من الجرد الذي يُعدّ الخزان الانتخابي". وتدعو المصادر إلى عدم الاستهتار بالتأثير السلبي لكثرة الاستحقاقات التي خاضها "التيار" في السنة الماضية، "بدءاً من الانتخابات الداخلية، والمجلسين السياسي والوطني، والانتخابات التمهيدية، ثمّ الإعداد للبلدية، وتنظيم التظاهرات، والانتخابات الرئاسية، وتنظيم الماكينة الانتخابية أخيراً".

يتحمّل روكز قسماً من مسؤولية الهجوم عليه، وعدم حماسة بعض الملتزمين في "التيار" للدفاع عنه، بسبب الترددات التي لم تنتهِ لفكرة أنّه "مُستقل غير مُلتزم حزبياً"، رغم تأكيده في أكثر من مناسبة أنه سيكون ضمن ​تكتل التغيير والاصلاح​، إضافة إلى تلبيته دعوة أحد رجال الأعمال في جرد كسروان، موصوف بكرهه لميشال عون وعمله كرأس حربة ضدّه خلال الـ2005 والـ2009، الأمر الذي استفزّ "التيار"، فضلاً عن عدم التنسيق مع هيئة القضاء المحلية في جولاته المناطقية. ولكن، "اتُّخذ القرار بترتيب الوضع الداخلي لروكز، والتركيز عليه في المرحلة المقبلة"، بحسب المصادر.