اشار البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي إلى انه "عندما ننظر إلى مريم في بهاء بشريّتها، فإنّها تدعونا لنستنير بالقيم السّماويّة في أعمالنا وتصرّفاتنا وممارسة مسؤوليّاتنا في البيت والمجتمع، وفي الكنيسة والدّولة لا يستطيع أيّ مجتمع، كبيرًا كان أم أو صغيرًا، أن يعيش سعيدًا من دون هذه القيم الرّوحيّة والأخلاقيّة، الّتي توجّه، على مستوى الشّأن العام، الأعمال التشريعيّة والإجرائيّة والإداريّة والقضائيّة. وإلاّ عمّ الفساد والرّشوة والظّلم والإستبداد"، لافتا الى انه "في هذا الوقت يلجأ فئات من المواطنين إلى فخامة رئيس الجمهوريّة، كأب لجميع اللّبنانيين، بشأن قانون سلسلة الرّتب والرّواتب. فبعضهم يطالبه بتوقيعه كما هو، لأنّه يناسب انتظاراتهم الطّويلة؛ والبعض الآخر يطالبه بردّه لإعادة النّظر في المواد الّتي يعتبرونها مرهقة عليهم، وآخرون لأنّهم حُرموا من الإفادة منه، أو ممّا يعتبرونه من حقّهم. أمام اتّخاذ القرار الصّعب، فإنّنا نصلّي على نيّة فخامة الرّئيس كي يلهمه الرّوح ما ينبغي فعله، وفقًا للصفات الثّلاث لكل قانون وهي أن يكون عادلًا، ومنصفًا، ولخير جميع المواطنين. وبعد ذلك، لا يحقّ لأحد اتّهام الرّئيس بالإنحياز لهذا أو ذاك من الأفرقاء أو بإهمال أيّة فئة. فهو، بحكم قسم اليمين على الدّستور، ضمانة لخير كلّ اللبنانيّين، وانطلاقًا من هذه القاعدة يقرّر. ولكن ما أصعب القرار! ولهذا تجب الصّلاة بعد أن جرى التّشاور بالأمس في ​القصر الجمهوري​".

وفي عظته بمناسبة عيد سيّدة الانتقال في ​الديمان​ توجه إلى "أمنا ​مريم العذراء​ سلطانة الإنتقال، نوكل حياتنا الخاصّة والعامّة، راجين أن تكون أعمالنا ومبادراتنا ومواقفنا، على أنواعها، نشيد تعظيم لله، مع مريم الكلّية القداسة، على ما يحقّق من خير في تاريخ البشر. ونلتمس من الله بشفاعتها، أن نستلهم دائمًا القيم الإنجيليّة كنور يقود خطانا في كل شيء. فنستحقّ أن نرفع المجد والتّسبيح للآب والإبن والرّوح ​القدس​ الآن وإلى الأبد، آمين".