لفت السفير الفرنسي ​برونو فوشيه​ في كلمة له خلال حفل تكريم أقيم له، بمناسبة عيد انتقال ​السيدة العذراء​ إلى السماء بالنفس والجسد إلى أنه "لشرف كبير لي أن أكون لاول مرة ضيف لك في عين سعادة بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء وكل عام يقام هذا القداس على نية ​فرنسا​ ونحن ملتزمون هذا التقليد الذي يعكس العلاقات الوثيق والتاريخية بين ​لبنان​ والطائفة المارونية وفرنسا".

واعتبر ان "هذا الاحتفال يأخذ بعدا خاصا بالنسبة لي وانا اتسلم مهامي الجديدة في لبنان. لبنان نموذجا للتعددية والتنوع ويحمل رسالة سلام وتسامح في منطقة تتسم بعدم الاستقرار والعنف، تساهمون من خلال التزامكم في الحوار بين الأديان، والمواطنة والعيش المشترك في هذا العمل اليومي، قد حصلتم وكفلتم تأييد بلادي لأننا نعتقد أنه فقط من خلال الحفاظ على هذا التنوع يمكن للشرق الأوسط العودة إلى طريق السلام والديموقراطية"، مؤكداً أن "فرنسا تسعى أكثر من أي وقت مضى إلى تطوير شراكاته مع لبنان، وتأكدوا من أنني سأسعى جاهدا وأفعل كل ما هو ممكن لتنفيذ هذه المهمة".

وأشار إلى أن "لبنان تمكن في خلال هذا العام من تحقيق العديد من الإنجازات، فقد تم انتخاب رئيس للجمهورية وعين رئيس للحكومة وشكلت الحكومة. وقد بدأت المؤسسات بالعمل وفي الآونة الأخيرة، اعتمدت القوى السياسية قانون انتخابي جديد. ومن المقرر إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في ايار 2018 ونحن نرحب بهذه التطورات وهي ثمرة التسوية بين اللبنانيين دون أي تدخل خارجي وعقد هذه الانتخابات الآن تؤدي إلى الإصلاحات التي يحتاجها ونحن على ثقة بقدرة لبنان على تنفيذها"، مشددا على ان "فرنسا تواصل دعمها للبنان في هذه المرحلة كما فعلنا دائما".

وتابع: "تحسن الوضع أيضا على الصعيد الامني ويمكننا أن نفرح لان لبنان بعد عدة أشهر لم يعان هجمات كبيرة وعلينا أيضا أن نبقى يقظين لأن هذا الاستقرار ليس نتيجة لانخفاض الخطر ولكن كفاءة الجيش و​الأجهزة الأمنية​"، مشيراً إلى أن "لبنان وفرنسا يواجهان الآن عدوا مشتركا وبالتالي نحن ممتنون، فإن فعالية أجهزتهم في حماية لبنان تساهم في أمن بلادنا. وفرنسا ستبقي على مساعداتها للجيش اللبناني. ونقدم له حاليا المعدات التي وعد بها الرئيس هولند في نيسان 2016 والتي ستمكن المؤسسة من مكافحة أفضل للجماعات الجهادية في منطقة ​عرسال​ و​القاع​ و​رأس بعلبك​، ونحن نؤيد أيضا استقرار لبنان من خلال مشاركتنا في ​اليونيفيل​ التي نحن موجودون منذ إنشائها في عام 1978 ويجب على لبنان ايضا أن يتعامل مع تداعيات ​الأزمة السورية​ على أراضيها وقد أثبت بلدكم الكرم المثالي من خلال استضافة عدد كبير جدا من اللاجئين السوريين ولكن قدرات الاستقبال الخاص ليست بلا حدود وفرنسا تشارك في الاستجابة الدولية ولقد رفعنا مستوى تدخلنا، من خلال زيادة التمويل واستضافة المزيد من اللاجئين ومن الواضح أن هذا لا يزال غير كاف نظرا لحجم الأزمة ولكن نود أن نطمئن اللبنانيين جميعا إلى أن شركاءهم يفعلون كل شيء لتخفيف هذا العبء وسوف نستمر في القيام بدورنا الكامل في هذا المجال".

ورأى ان "عودة اللاجئين إلى بلادهم وإعادة بناء ​الاقتصاد السوري​ يعني أن السلام المستدام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل سياسي ولقد رأينا في الآونة الأخيرة تنفيذ عمليات العودة محلية ومحدودة ومع ذلك، يبدو أن الظروف لخطة أشمل ليست كاملة بعد وأخيرا، لا بد لي من القلب في مهمتي لتعميق تعاوننا في الثقافة واللغة في خدمة مجتمع نابض بالحياة والناطق بالفرنسية في بلدكم، تحتفظ فرنسا بالفعل التزاما قويا لتدريس اللغة".