لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، إلى أنّ "عندما وعد الله شعبه على لسان إرميا، بـ"إرسال رعاة وفقَ قلبه"(إرميا 3: 15)، تحقّق الوعد بكماله في شخص ​يسوع المسيح​ الّذي جاء يحمل الحياة وافرةً لجميع الناس، ويهديهم إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم، ويحميهم من شرّ الأعداء والمعتدين، ويتفانى في سبيلهم، ويغمر كلّ إنسان بمحبّته ورحمته. فشبّه هذه الحقيقة بصورة يفهمها أهل زمانه الزراعي، وقال: "أنا الراعي الصالح. أعرفُ خرافي وخرافي تعرفني" (يو10: 14)".

وأشار الراعي، في عظة ألقاها في القداس الّذي أُقيم لراحة نفس المطران روبرت شاهين في ​بكركي​، إلى أنّ "هذا الوعد الإلهي جدّده الرب يسوع لكنيسته وهو فيها راعي الرعاة العظيم، فأرسل لها عبر تاريخها، رعاة حقيقيِّين وفق قلبه، ومن بينهم المثلّث الرحمة المطران روبرت شاهين"، مشدّداً على أنّ "بكثير من الأسى نودّعه اليوم، رافعين هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسه، فيما أبرشيّةُ سيّدة ​لبنان​ – لوس أنجلوس، الّتي كان راعيها لمدّة اثنتَي عشرة سنة، تقيم اليوم صلاة الجنازة والوداع في كاتدرائيّة سانت لويس، مع مطرانها عبد الله الياس زيدان وكهنتها وشعبها".

ونوّه إلى "أنّنا ننضمّ إليهم بالروح رافعين الصلاة، بشفاعة أمّنا ​مريم العذراء​ سلطانة الإنتقال، كي ينعم حبرُنا المخلص لله وللكنيسة وللناس، بالمشاهدة السعيدة الّتي كان يتأمّل فيها بالإيمان، ويتشوّق إليها بالرجاء ويجسّدها بمحبّته"، مركّزةً على أنّ "المطران شاهين يستحقّ حقّاً مجد السماء بفضل هذا الإخلاص الّذي تميّز به. فمنذ رسامته الكهنوتيّة بوضع يد المثلّث الرحمة المطران فرنسيس الزايك في ايار 1964، راح يخدم رعيّة سانت لويس بولاية Missouri الّتي كانت من دون كاهن مقيم لمدّة عشرين سنة، وكانت كنيستُها مؤلّفةً من أربع شقّات سكن".

وبيّن الراعي، أنّ "شاهين تفانى وضحّى وجمع شمل المؤمنين ​الموارنة​، ومعظمُهم من بلدة ​حدشيت​ الشمالية، فتآزروا على بناء كنيسةِ "St Raymond" الجميلة وهي على إسم شفيع بلدتهم مار رومانوس، وبيتٍ لسكنى الكاهن، وقاعةٍ راعوية ومركز ل​تقاعد​ الكهنة وللنشاطات الثقافية، وللتعليم المسيحي على مساحة من أرض وأبنية كان قد اشتراها لهذه الغاية"، لافتاً إلى أنّ "أحبّه أبناء الرعيّة، إذ وجدوا فيه وجه الكاهن المُحبّ، السخي، المضياف، الغني بالصفات الإنسانيّة والروحيّة، وبكلمةٍ وجهَ الراعي الصالح. شخصيّتُه هذه تربّى عليها. وأحبّه مطران الأبرشيّة آنذاك المطران فرنسيس الزايك، ومحضه كلّ ثقته ورفعه إلى رتبة خوراسقف في سنة 1986، وبعد قسمة الأبرشيّة، أضحى مع الرعية تابعًا لأبرشيّة ​سيدة لبنان​ لوس أنجلوس، ونَعِم بثقة راعيها المطران جون شديد الّذي قدّره وأحبّه، كما كلّ كهنة الأبرشيّة، ورأوا فيه جميعُهم وجهَ الأسقف العتيد".