فيما تُجمع تقارير غربية وعربية على أن المنطقة مقبلة على تحوّلات جذرية خلال الشهور القليلة المقبلة، فرضتها الانتصارات الميدانية المتلاحقة والمتسارعة لمحور المقاومة، تحديداً في سورية و​العراق​، طفت معلومات على لسان شخصية خليجية في سلطنة عمان، كشفت أن الفترة الفاصلة عن حلول ​العام الجديد​ ستشهد تحوّلات خطيرة في العائلة المالكة السعودية، بعدما أماط مجلس العلاقات الخارجية الأميركي منذ شهور خلت، اللثام عن أحداث دموية سيشهدها الداخل السعودي على خلفية إقصاء الأمير محمد بن نايف ووضعه تحت الإقامة الجبرية، موضحاً أنه منذ إزاحته والأمور تغلي داخل المملكة بعيداً عن الأضواء، ومعتبراً أن الأسباب الموجبة لهذه الأحداث قد التأمت بشكل كامل.. وعليه بادر النظام السعودي إلى إرساء تهدئة مع ​إيران​، والتوسُّط لدى العراق للجم التوتّر معها، متعهداً بإكرام حجاجها، وببادرة حُسن نية برز الاستعداد لإقصاء ​عادل الجبير​ من منصبه، كونه رأس الحربة في إشعال التوتر بين الجانبين.

يؤكد المسؤول الخليجي أن انهماك ولي العهد السعودي بالتخطيط لضبط أوضاع المملكة الداخلية، سيكون على حساب جماعاتها في المنطقة، تحديداً في ​لبنان​ وسورية، التي تمضي بعملياتها العسكرية بشكل غير مسبوق في البادية، وحيث بادرت قيادتها العسكرية إلى ترجمة خطة تطهير الحدود مع دول الجوار. بعد الوصول إلى الحدود مع العراق، على وقع التحضُّر للبدء بتحرير ​دير الزور​، مقابل بدء الجيش العراقي وقوات "الحشد الشعبي" العمليات باتجاه تلعفر، وفيما أكدت تقارير صحفية إيرانية أن تطهير الحدود السورية مع ​تركيا​ "لم يعد بعيداً"، والأمر أُنجز في لقاء رئيسَيْ أركان البلدَين، وصل ​الجيش السوري​ إلى تخوم ​الأردن​، بعدما أنجز مع ​حزب الله​ عملية إقصاء مقاتلي "جبهة النُّصرة" من ​جرود عرسال​، ليبقى ما تبقى من "ملحق" للمعركة مع تنظيم "داعش" هذه المرة، ليُستكمل تحرير الحدود اللبنانية - السورية.

من جهتها، كشفت مصادر صحفية لبنانية أن أكثر من دبلوماسي وعسكري أميركي زاروا لبنان مؤخَّراً، وأبلغوا المعنيين ممن التقوهم رفضاً أميركياً لأي تعاون بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله في المعركة المنتظَرة، إلا أن ما بدا لافتاً، الإصرار على "ضرورة تغطية تحالف ​واشنطن​ الجوية" لهذه المعركة.

الزوّار الأميركيون أوضحوا أن ضرورة التغطية الجوية الأميركية للمعركة هي لمساعدة ​الجيش اللبناني​ في حسم معركته ضد "داعش"، إلا أن الهدف الحقيقي يكمن في حزب الله، فليس مستبعَداً أن تشنّ المقاتلات الأميركية ضربات ضد مواقع الحزب على جانبَي الحدود، لتبرّرها لاحقاً بـ"ضربات عن طريق الخطأ"، والوقائع التي تُثبت الغدر الأميركي في هذا السياق كثيرة.

صحيفة "ديلي بيست" الأميركية كانت لفتت إلى امتعاض أميركي شديد من نتائج ​معركة جرود عرسال​، التي ثبّتت "قوة" لا نظير لها لمقاتلي حزب الله، عبر حسمهم معركة "صعبة وشديدة التعقيد" في أيام قليلة، خصوصاً ما رافقها من تعاوُن وتنسيق بين الجيشين السوري واللبناني والحزب في كل مجريات المعركة. وإذ نقلت عن المتحدث باسم ​البنتاغون​ اريك باهون قوله إن قوات من العمليات الخاصة الأميركية موجودة في لبنان منذ العام 2006، ونشطت في هذا البلد عام 2011؛ تاريخ بدء ​الحرب السورية​، شدد باهون على أن واشنطن قدّمت مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بلغت 1.5 مليار دولار، بهدف رئيسي: أن تكون هذه المساعدات "لمواجهة حزب الله".

يدرك حزب الله جيداً النوايا الأميركية الخبيثة وراء الإصرار على تغطية التحالف الجوية لهذه المعركة، التي قد تهدف إلى تجيير النتائج لمصلحة "داعش".. ثمة معلومات صحفية ألمانية كشفت أن مسؤولين أمنيين في برلين أوصلوا تحذيراً للأميركيين من مغبة تعرُّض جنودهم في سورية أو العراق للانتقام إذا مرّرت المقاتلات الأميركية أي ضربة - حتى عن طريق الخطأ - لمواقع حزب الله خلال تغطيتها الجوية للمعركة المنتظَرة.. المؤسسة العسكرية اللبنانية تدرك بدورها أهمية وضرورة المساندة النارية المكثَّفة في هذه المعركة من جهة الجيش السوري ومقاتلي حزب الله من الجانب الآخر، نظراً إلى التحصينات القوية التي ثبّتها عناصر "داعش" منذ استيلائهم على هذه البقعة الجغرافية التي تشكّل مساحة نحو 300 كلم مربع، حوالي 140 كلم منها داخل الأراضي اللبنانية، وحيث سيواجه الجنود اللبنانيون في المعركة حُكماً موجات من الانتحاريين والانغماسيين،، عدا عن مفاجآت غير متوقَّعة قد يكون أعدّها مسلحو "داعش" للتأثير على سياق المعركة وقلب نتائجها لا سمح الله.. مصادر صحفية لبنانية مواكبة كشفت في الساعات الأخيرة، أن المؤسسة العسكرية، ورغم كل الضغوط الخارجية والداخلية، حزمت أمرها، مرجِّحة أن تسيرالمعركة على أساس التنسيق الحثيث مع الجيش السوري وحزب الله، من خلال غرفة عمليات مشتركة.

وبانتظار تحديد ساعة صفر انطلاق المعركة "التي قد تبدأ بين ساعة وأُخرى"، ينقل أحد صقور فريق "14 آذار في لبنان، عن شخصية سعودية أبلغته ضرورة تلقُّف فريقه للمتغيرات الميدانية الكبرى في المنطقة، والتي مالت بشكل لا لبس فيه لمصلحة سورية وحلفائها، كاشفة عن نصيحة رسمية سعودية لرئيس الحكومة سعد الحريري، تقضي بـ"تكويعة" إيجابية تجاه القيادة السورية، تضعه في قاطرة الشركات العالمية التي تتهيأ للمشاركة في إعادة إعمار سورية.. "ولا ضير إن باشر بوساطة تقوده إلى دمشق"، وفق إشارة المسؤول السعودي.