اكدت مصادر عسكرية للـ"المستقبل"، أن المعركة أصبحت قريبة وقد تكون خلال الساعات الثماني والأربعين المُقبلة، فكل التحضيرات قد أنجزت ولم يعد هناك سوى الإعلان عن بدئها. والتنسيق بين الوحدات هو في أعلى مستوياته، وسيكون بين شبكات نيران المدفعية، بشكل مُحكم من شأنه أن يشل تحركات الإرهابيين وهذا ما سوف يُسهّل على الجيش استهدافهم في أوكارهم، وأن يُخفّف أيضاً من الإصابات المُحتملة في صفوف الجيش أثناء المعركة، مع الأخذ في الاعتبار، إمكانية إنهائها قبيل الموعد المُحدد لها، علماً أن قيادة الجيش كانت أعلنت منذ فترة، عدم وجود توقيت محدد لبدء المعركة أو إنهائها.

واوضحت المصادر أن الجيش اتخذ قراراً بعدم التنسيق مع أي جهة، فوحداته المُنتشرة في الجرود قادرة على حسم المعركة وعلى تسجيل انتصار ساحق فيها. وهذا الميدان سيشهد على قوّة الجيش وقدراته العسكرية، وسيكون الاندحار الأوّل لتنظيم "داعش" من بلد عربي بشكل كامل. وإذا كان استنزاف الجيش لـ"جبهة النصرة" قبل أن تندلع المعركة بين الأخيرة و"​حزب الله​" قابله استنزاف مماثل لمجموعات "داعش"، إلا أن ظروف هذه المعركة تختلف كثيراً إن لجهة العديد والعتاد، أو لجهة التوزيع الجغرافي. بشريّاً تضم مجموعات "داعش" المُنتشرة في ​جرود القاع​ و​رأس بعلبك​، 32 موقعاً أساسياً يتواجد فيها نحو 700 مسلح، يتمتعون بخبرة قتالية لا يُستهان بها اكتسبوها خلال قتالهم في ​سوريا​ و​العراق​ وبعضهم من جنسيات أجنبية، يضاف الى ذلك عامل أساسي هو أن غالبية عائلاتهم غير موجودة في الجرود ولا توجد ضمن مناطقهم، مُخيمات للنازحين على عكس ما كان عليه الحال ضمن مناطق سيطرة "النصرة".