أعلن الجيش ال​لبنان​ي منذ اللحظة التي بدأت فيها معاركه ضد ​تنظيم داعش​ في ​جرود رأس بعلبك​ والقاع، انه لا يوجد تنسيق بينه وبين ​حزب الله​ والجيش السوري حيث يقاتلان التنظيم نفسه انطلاقا من ​الاراضي السورية​.

ولاحظت مصادر متابعة لسير المعارك ولتغطية المؤتمرات الصحافية التي تعقدها ​قيادة الجيش​ لوضع اللبنانيين في تفاصيل المعركة، ان هناك فريقا يصر دائما على سؤال واحد تمت الإجابة عليه من قبل الجيش، وهو التنسيق بين الجيش وحزب الله والجيش السوري .

وفي السياق نفسه، اشارت المصادر الى ان هذا الفريق او من يدور في فلكه، نسي ان قائد الجبهة الذي يقود معركة الجيش ضد داعش وضع لبنانيون له السمّ في وقت من الأوقات، واليوم يحاولون ان يملوا عليه شروطهم، ويحددون له الجهة التي يجب ان يتعامل معها، والطريقة التي يخوض فيها المعركة.

وتتفهم المصادر نفسها الظروف السياسية التي جعلت قيادة الجيش تنفي وجود اي تنسيق مع حزب الله في هذه الحرب الدائرة وأفراده اللبنانيون الذين يقاتلون، وسبق ان قاموا بعملية عسكرية وطردوا فصيلا ارهابيا من الاراضي اللبنانية، وسلموا المناطق المحررة الى ​الجيش اللبناني​ .

وقالت المصادر، اذا كانت ​الولايات المتحدة الاميركية​ ومعها ​بريطانيا​ وغيرها من الدول الغربية تمد الجيش اللبناني بالسلاح وبالمساعدات لدحر الإرهابيين، فما هو المانع من ان يستعين هذا الجيش بمقاتلين لبنانيين لمواجهة عدو مشترك، خصوصًا وان هذه الفئة اثبتت جدارتها في طرد اسرائيل من أرضٍ لبنانية احتلتها لفترة من الزمن، كما ان هناك شبه اجماع لدى ضباط متقاعدين في الجيش اللبناني أكدوا مرارا ان طبيعة المعركة تفرض تعاونا بين مقاتلي حزب الله والجيش اللبناني في هذه الحرب .

وسألت المصادر عما اذا كان هذا الفريق السياسي الذي يرفض اي نوع من انواع التعاون بين الجيش وحزب الله، سيطلب من هذا ​الجيش الوطني​ الوقوف على الحياد في اي معركة محتملة بين حزب الله والاسرائيليين .

واكدت المصادر ان انتصار الجيش في معركته ضد ​الارهاب​ قائم لا محالة، سواء حصل تعاون مع الحزب والسوريين، او لم يحصل، وهو يخضع للقيادة السياسية في كل تصرفاته وقرارته .

وبانتظار ان تتبلور الاتجاهات السياسية في لبنان، ويتخذ المسؤولون قرارا جماعيا في كل الملفات الخلافية التي اعترف الجميع انها موجودة وقد وضعت جانبا، فمن الأفضل للبنان وللجيش وللاستقرار عدم التركيز في الوقت الحالي، او بعد انتصار الجيش في حربه، على مسائل ربما لا تصب في مصلحته أو في المصلحة العليا للبلاد .

ولفتت المصادر الى ان البعض اعتبر في وقت سابق ان تنظيم داعش هو وجهة نظر وان محور المقاومة اختلقها، علما انه خلال السنوات الستّ الماضية كانت هناك محاولات لخلق قواعد وإمارات للارهابيين في بعض المناطق، وخاصة في الشمال اللبناني، كما كانت هناك مراهنات على سقوط النظام السوري ومعه رئيسه ​بشار الاسد​. وقد أبدت هذه المصادر تفهما لمواقف الذين سقطت كل رهاناتهم، ولم يبقَ لديهم سوى الكلام والتصريحات لتبرير مثل هذا السقوط .

وتؤكد المصادر وبناء على معطيات وتحولات سياسية وعسكرية في المنطقة ان انتصار الجيش والمقاومة على الإرهابيين، أمر لم يعد قابلا للنقاش، وان المطلوب بعد هذه المرحلة ألاّ يتنكر أي فريق لبناني لتضحيات من ساهم في جعل الحدود آمنة، وألاّ يلجأ اي فريق الى استثمار هذه الانتصارات في معاركه السياسية الداخلية الضيقة .

وخلصت المصادر نفسها الى الاعتقاد بأن عملية تحرير جرود السلسة الشرقية التي باتت قريبة، هي نهاية حقبة سوداء كلفت الجميع الكثير من التضحيات، وان مرحلة جديدة قد بدأت ويجب ان تعزز تجربة الشراكة السياسية القائمة بغية تحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية، فتؤسس لدور لبناني بناء جامع في الداخل، وتوفيقي بين العرب على غرار ما كان قائما قبل العام 1975، العام الذي فقدت معظم القوى السياسية توازنها ، وكادت ان تخسر الكيان.