لفتت مصادر عسكرية رفيعة المستوى لصحيفة "المستقبل"، في معرض تفنيدها نتائج المرحلة الثالثة من عملية "​فجر الجرود​"، إلى أنّ "العملية سجّلت إنجازاً نوعيّاً"، مؤكّدةً "تقهقر إرهابيي تنظيم "داعش" تحت ضربات الوحدات المتقدّمة بين قتيل في أرض المعركة وفار نحو ​سوريا​، ومن تبقّى منهم بات محاصراً كليّاً في المنطقة الحدودية عند وادي مرطبيا حيث يواصل الجيش دكّ آخر معاقلهم داخل الأراضي اللبنانية وتضييق الخناق عليهم، بالتزامن مع تفكيك حقول ​الألغام​ تمهيداً للتقدّم وتوجيه الضربة القاضية لهم وإعلان تحرير ​السلسلة الشرقية​ من الجرود حتّى الحدود".

وأوضحت المصادر العسكرية أنّ "الوحدات البرية تمكّنت خلال الساعات الأخيرة من تحرير المنطقة الجردية في الشمال والوسط، ويبقى الجنوب من تلك المنطقة حيث يتحصّن الإرهابيون في البقعة المتاخمة للحدود مع سوريا"، مشيرةً إلى أنّ "هذه البقعة الواقعة في وادي مرطبيا هي الأخيرة المتبقية للإرهابيين، وتُعتبر من أهمّ مواقعهم لكونها تشكّل طريق إمدادهم من وإلى سوريا"، ناقلةً عن قيادة ​المؤسسة العسكرية​ أنّها "مرتاحة جدّاً لسير العمليات في الميدان وفق الخطّة الموضوعة"، منوّهةً إلى أنّ "التقدّم النوعي الّذي تحقّق في المرحلة الثالثة، تمّ إنجازه بسرعة أكبر ممّا كان متوقّعاً نتيجة دقّة التخطيط والتنفيذ في المرحلتين السابقتين من العملية، خصوصاً مع القصف الجوي والمدفعي المركّز الّذي ضعضع صفوف الإرهابيين وقطع طرق الإمداد في ما بينهم، بالإضافة إلى النجاح في السيطرة على التلال الإستراتيجية المطلّة على مواقعهم".

وأشارت إلى أنّ "أمام الإطباق المُحكم الّذي فرضه ​الجيش اللبناني​ على إرهابيي "داعش" والإلتفاف المباغت والصاعق الّذي اعتمدته الوحدات البرية في دحرهم، لم يعد أمام الإرهابيين سوى المراهنة على حقول الألغام الّتي زرعوها لتأخير تقدّم الجيش الّذي يواصل بتأني فتح الثغرات في هذه الحقول حفاظاً على أرواح العسكريين الّذين سقط منهم شهيد جديد أمس وأصيب أربعة آخرون بانفجار نسفية مفخّخة".