في الوقت الذي يستمر فيه ​الجيش السوري​ في تقدمه نحو مدينة ​دير الزور​، التي يسيطر على القسم الأكبر منها تنظيم "داعش" الإرهابي، من ثلاث اتجاهات، لا تزال الخلافات تعصف بحلفاء ​الولايات المتحدة الأميركية​.

وفي حين كانت بعض المعلومات قد تحدثت عن إختيار فصائل "الجيش السوري الحرّ" منطقة البادية الجنوبية لإنطلاق معركتها نحو دير الزور، تفيد مصادر "النشرة" أن هذا الأمر لا يزال عالقاً، بالرغم من إنضمام جيش "مغاوير الثورة" إلى اللجنة المؤقتة لفصائل دير الزور، التي تسعى لحشد أوسع تأييد من أبناء المحافظة.

في هذا السياق، يشير مسؤول المكتب الإعلامي لـ"أسود الشرقية" سعد الحاج، في حديث لـ"النشرة"، إلى حسم موضوع إنطلاق المعركة من البادية الجنوبية، على إعتبار أن هذا الأمر يسمح باستدراج عناصر "داعش" إلى البادية ويجنب المدينة الدمار، إلا أن القيادي في "مغاوير الثورة" ماهر علاوي ينفي هذا الأمر، حيث يؤكد أن "المغاوير" لا يزال يُصر على مشروعه الذي ينص على الإنطلاق من الجهة الشمالية، أي من قاعدة يتم العمل عليها بالقرب من الشدادي.

ويلفت الحاج إلى أن العمل قائم حالياً على ترتيب الأوضاع على المستوى الداخلي، لكنه يوضح أن موضوع تأمين الغطاء الجوي لهذه المعركة لم ينته بعد، ويشير إلى أنه في حالة دير الزور لا توجد أي دولة داعمة لفصائل المعارضة على حدودها، الأمر الذي يختلف في حالة الشمال السوري حيث ​تركيا​ وفي حالة الجنوب حيث ​الأردن​، ويؤكد أن هذا الواقع يؤثر على ماهية التحالفات المفترضة.

من جانبه، يوضح علاوي أن عودة "مغاوير الثورة" إلى اللجنة المؤقتة، التي يشدد على طابعها التشاوري، هي من أجل عرض مشروعه، ويلفت إلى أن الجيش السوري كان قد قطع الطريق نحو دير الزور من البادية الجنوبية، ويؤكد أن المفاوضات مع ​التحالف الدولي​ لم تحسم حتى الآن، لا سلباً ولا إيجاباً، حيث لم يحصل "المغاوير" لا على موافقة نهائية أو على رفض نهائي، بالنسبة إلى دعم عملية عسكرية تنطلق من الجهة الشمالية.

في هذا الإطار، توضح مصادر "النشرة"، أن المشكلة الأساس تكمن في أن المنطقة التي يتحدث عنها "مغاوير الثورة" تسيطر عليها "​قوات سوريا الديمقراطية​"، التي ترفض أن تنطلق من المناطق الخاضعة لسيطرتها عملية عسكرية من خارج قيادتها أو لا تكون مشاركة فيها، في حين أن فصائل "الجيش الحر" ترفض هذا الأمر بشكل مطلق.

ويوضح مسؤول المكتب الإعلامي لـ"أسود الشرقية" أن التنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية" غير وارد على الإطلاق، ويشدد على أن أبناء دير الزور يرفضون أن تدخل هذه القوات مدينتهم، ويشير إلى أن المعارك التي تخوضها "قوات سوريا الديمقراطية" أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين، الأمر الذي دفع الفصائل إلى طرح إنطلاق المعركة من البادية الجنوبية.

بدوره، يؤكد القيادي في "مغاوير الثورة" على هذا الرفض، لا بل يذهب إلى حد القول أن "قوات سوريا الديمقراطية" هي الوجه الآخر لتنظيم "داعش" من وجهة نظره، الأمر الذي يحول دون التعاون معها بأي شكل من الأشكال، ويضيف: "مشروعنا وطني في حين أن مشروعهم إنفصالي"، ويتابع: "هذا الخلاف هو الذي يؤخر بناء القاعدة العسكرية التي من المفترض أن تنطلق منها العملية".

وفي حين يلفت علاوي إلى أن المؤشرات بالنسبة إلى مشروع "المغاوير" إيجابية، يؤكد بأن "المغاوير" لن تشارك في هذه المعركة في حال لم تكن القاعدة التي يريدها مستقلة عن "قوات سوريا الديمقراطية"، وينفي أن يكون ذلك على حساب "التنف"، التي قيل أن "مغاوير الثورة" قد تنسحب منها، حيث يؤكد أنها قاعدة الإنطلاق لكل سوريا، ولم يتم نقل إلا أعداد قليلة منها في حال إنشاء القاعدة الثانية الخاصة بمعركة دير الزور.

في المحصلة، لا تزال الأمور عالقة عند التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من أجل حل الخلافات بين حلفائه المحليين، سواء بالنسبة إلى تأمين الغطاء الجوي لعملية تنطلق من البادية الجنوبية، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصطدام بالجيش السوري، أو بالنسبة إلى بناء قاعدة في الشدادي تكون مستقلة عن "قوات سوريا الديمقراطية".