اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل، ان " المقاومة يعبر عنها الانسان في ايام الحرب بطريقة وفي السلم بطريقة اخرى، ايام التحدي بطريقة وأيام التفاهم بطريقة ثانية، ولكن النتيجة واحدة وهي بقاء الانسان بحريته ومفاهيمه الانسانية التي تحترم الاخر، هي ثباته بمعتقده السياسي الفكري والديني، وهذه قيمة وجودنا اليوم في ​بحمدون​، ان نقوم بمهرجان النبيذ، لنقول اننا مقاومون وصامدون في هذه الارض والبلد. والان جاء قانون الانتخاب ليعبر عن مقاومتنا ويقول اننا احرار بارادتنا وبخيارنا الحر، نختار كيف نبقى ونكون، ليس بارادة غيرنا، هذه التضحية التي قمنا بها بقانون الانتخاب تؤكد اننا نعطي مناطق مثل عاليه تحديدا، ليكون لدينا سعة الخيار وحرية القرار، هذا القرار نحن قاومنا لنعطيكم اياه يا اهل بحمدون وعاليه، والان اصبح بين ايديكم تصرفوا به كما يلزم".

وخلال كلمته في مهرجان "تذوق النبيذ اللبناني" برعايته، أقامته بلدية بحمدون الضيعة في ساحة البلدة، وبحضور وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، وزير ​الاقتصاد​ والتجارة بالانابة وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني، ونواب المنطقة، لفت باسيل الى "ان النبيذ هو الجامع بيننا، جمعنا في بحمدون مع العائلة البحمدونية وعائلة النبيذ"، مشيرا الى ان "اهمية النبيذ انه ليس فقط منتجا زراعيا او غذائيا لبنانيا، فأنا وصفته كمنتج كياني، من هنا تعلقي به، يجمع الثقافة و​الزراعة​ والتجارة والصناعة والسياحة، هذه القطاعات تزدهر مع النبيذ، لكن اهمية النبيذ في لبنان، بلد التعدد، انه يعبر عن تنوعنا، وانا اتيت الى هذا القطاع بسبب التنوع، وقد طلب زميل لي ان آخذ الوكالة عنه لفترة قصيرة، وهذا الامر أغنى لي حياتي ولفتني الى جانب مهم من لبنان".

ورأى انه "اذا كنا نحب لبنان علينا ان نشرب نبيذه، هذا جزء من بقائنا في لبنان ومن مقاومتنا لنبقى احرارا بتفكيرنا ومعتقداتنا وعاداتنا، وهذا جزء من اريخنا وثقافتنا وتراثنا وماضينا وحاضرنا وهو جزء من مستقبلنا"، مؤكدا ان "النبيذ وجد معنا مع الكنيسة وديانتنا، وقداسنا لا يكتمل بدون نبيذ"، مشيرا الى زيارة قام بها الى الخارج وتحدث فيها الى اللبنانيين عن النبيذ، وقال: "كنت اشعر مع كل جرعة نبيذ انني آخذ قطعة من لبنان، فكلر ارض من اراضينا لها نكهتها وكل قطعة من هضبة لدينا تعطي تذوق معين، وكلما ازداد ارتفاع الارض، وهنا الفرق الكبير بالنكهة والتربة ما يجعل نبيذنا مميزا ومتنوعا. اقول للبنانيين في الخارج اذا شرب كل واحد منهم قنينة نبيذ في السنة فهذا سبب لكي نبقى نحن هنا، هذه قوة دفع وبقاء لنا هنا، تسمح لنا ان نبقى في لبنان"، داعيا الى زراعة جبالنا بالعنب، لانه لدينا القدرة على زراعة وانتاج اكبر بكثير مما نقوم به، ولدينا القدرة على التصدير والتسويق اكثر مما نقوم به".

ولفت الى "ان ​الدولة اللبنانية​ لا تقدم شيئا الى قطاع النبيذ"، مشددا على ان "على الاقل يجب ان نحميه وذلك بزيادة ​الضرائب​ المعقولة على النبيذ الاجنبي وتسويق النبيذ اللبناني وزيادة الانتاج الذي تحدد بـ 10 او 11 مليون قنينة بعد ان كنا في العام 2012 ننتج 7 ملايين قنينة، داعيا اللبناني الى استهلاك النبيذ اللبناني ويفتخر به ليشعر بانه قطعة وطنية، لافتا الى اهمية النبيذ في بعض البلدان منها ​فرنسا​ والذي هو جزء اساسي من اقتصادها".

وذكر باسيل انه يوجد في بحمدون والمنطقة ثلاث خمارات، متسائلا لماذا لا يكون فيها عشرة، موضحا ان زحلة والبترون والمتن هي المناطق الاكثر التي تتواجد فيها الخمارات، وقال: "ماذا يمنع عاليه والشوف وجزين من انشاء الخمارات، انتم تعرفون طبيعة الارض التي تزرع فيها الكرمة كما في ​اوروبا​ و​سويسرا​، ونحن لسنا بأقل منهم ولا يجب ان يكون اعتناءنا بالنبيذ اقل من ذلك، وليكن هذا القطاع جزءا اساسيا من اقتصادنا ونهضتنا وثقافتنا، لان الناس تتعرف علينا من خلال غذائنا، خصوصا وان لبنان اشتهر في العالم من خلال طعامه، والكل يعرفنا من خلاله، والنبيذ اساسي".

بعدها، تسلم الوزير باسيل هدية عبارة عن قنينة نبيذ صنعت بتاريخ ميلاده 1970. ثم اقيم حفل كوكتيل وتذوق للنبيذ المتعدد ​المصانع​ والالوان والنكهات على وقع اطلاق المفرقعات التي انارت بحمدون وأبهرت بجمالها الحاضرين.