إذا كان الشيخ ​مصطفى الحجيري​ الملقب بـ"أبو طاقية" متورطاً بإنتمائه الى "​جبهة النصرة​" وبأحداث ​عرسال​ وبخطف العسكريين وبقتل الرائد ​بيار بشعلاني​ والمعاون ​ابراهيم زهرمان​ وبتجارة الأسلحة وبحقه 6 مذكرات توقيف لذلك دهم الجيش منزله وبدأ البحث عنه في عرسال، فهناك من سأل داخل البلدة لماذا كانت مداهمة منزل رئيس البلدية السابق ​علي الحجيري​ الملقب بـ"أبو عجينة" وهو غير ملاحق أمام القضاء اللبناني على إعتبار أن قاضي التحقيق العسكري فادي صوان سبق له أن أخلى سبيله بكفالة مالية قيمتها 300 ألف ليرة عام 2014؟.

أما الجواب فتلخصه مصادر قضائية مطلعة على الشكل التالي: "ما يهمنا هو التحقيق وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين بدماء العسكريين لا مسرحية تخلية سبيل علي الحجيري التي حصلت بمواكبة أمنية من حرس رئاسة الحكومة". وفي السياق عينه تضيف المصادر القضائية "حتى لو أن صوان أخلى سبيل الحجيري بعدما استمع اليه شكلياً لدقائق قليلة، فصوان نفسه سبق له أن أصدر بحقه قراراً ظنياً بالتدخل بجريمة قتل الرائد بشعلاني والمعاون زهرمان في شباط من العام 2013، والظن هنا جاء بمواد جنائية تصل عقوبتها الى الإعدام كالمواد 549/216 و549/201 و 549/219".

وفي عودة سريعة الى ملف الحجيري القضائي، يروي مصطفى علي الحجيري في إفادته، وهو راعي ماشية من عرسال، أن "أبو عجينة" كان في سرج وادي سورا اي في المكان الذي تم الإعتداء فيه على دورية ​الجيش اللبناني​، وشوهد وهو يسمح للمسلحين فقط بالعبور الى حيث يحاصر بشعلاني وزهرمان".

أحمد حسن الحجيري موقوف آخر في الملف كشف خلال التحقيق أنه أثناء الحادثة شاهد العديد من السيارات وهي في طريقها الى سرج وادي سورا، ومن بين هذه السيارات سيارة من نوع yukon يقودها علي الحجيري. وفي الإفادة عينها روى أحمد الحجيري أن حسين الحجيري وهو نجل "أبو عجينة" هو الذي قاد سيارة الهامفي العسكرية بعد قتل بشعلاني وزهرمان وجال بجثتيمها في شوارع عرسال برفقة عباده الحجيري نجل "أبو طاقية".

شاهد آخر في ملف قتل بشعلاني-زهرمان أكد أنه سمع "أبو عجينة" خلال الحادثة وهو يرسل إثنين من رجاله للتحريض ضد الجيش عبر مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد".

كلّها إعترافات موثقة بصور وفيديوهات تثبت تورط علي الحجيري، لذلك لا يمكن للقضاء ألا يتوقف عندها ويوقف "أبو عجينة" للتحقيق معه من جديد ومواجهته ببعض الشهود والأفلام، كل ذلك إنطلاقاً من المعادلة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ كشعار للتحقيق، معادلة كي لا يظلم أيّ بريء أو يبرّأ متّهم.

إذاً علي الحجيري سيمثل أمام القضاء قريباً بعد إلقاء القبض عليه، وسيحاكم بكل التهم التي ستوجه اليه ومن دون أن تفعل التغطية السياسية التي لطالما إتكل عليها فعلها هذه المرة لإخراج أبو عجينة من ملف عرسال كالشعرة من العجينة.