حثّ السفير السابق في واشنطن ​​عبد الله بو حبيب​​ على وجوب أخذ التحذيرات الأمنية للسفارات الغربية بعين الاعتبار، متوقعا ان تكون هذه السفارات وبالتالي المخابرات الدولية وضعت الأجهزة الأمنية اللبنانية في المعلومات التي بحوزتها، ومشددا في الوقت عينه على عدم امكانية تحديد الأمكنة التي قد يستهدفها ​الارهاب​يون بشكل مسبق.

واعتبر بو حبيب في حديث لـ"النشرة" ان لبنان معرض للارهاب عبر الخلايا النائمة المنتشرة على أراضيه، لافتا الى أنّه وبعد الخسارة التي تكبدتها المجموعات الارهابية على الحدود الشرقيّة، قد تكون أمرت الخلايا النائمة بالتحرك للانتقام. وأضاف: "قد لا يحصل أي شيء على الصعيد الأمني، وهذا ما نتمناه، ولكن الاحتياط يبقى واجبا".

الذئاب المنفردة

وأشار بو حبيب الى عدم امكانية ضمان الامن في اي من البلدان بنسبة 100%، لافتا الى انّه وحتى في ​الولايات المتحدة الاميركية​ حيث تصرف كميات كبيرة جدا من الاموال لضبط الامن، لا يمكن الحديث عن نسبة أمان 100%، وقال: "الخلايا النائمة والذئاب المنفردة أخطر أشكال الارهاب الذي لا يمكن توقعه محاربته بسهولة".

ورجّح بو حبيب ان يكون خطر تحرك "الذئاب المنفردة" يزداد بعد الضربات القاضية التي يتلقاها تنظيم "داعش" في العراق وسوريا على حد سواء، لافتا الى ان عناصر التنظيم الارهابي يتحركون في المرحلة الحالية متخفين ولا أحد يمكن ان يتوقع اين وكيف سيضربون.

الحرب السورية​ لم تنته

ورأى بو حبيب أنّه وبعكس ما يشيع البعض فان الحرب في سوريا لم تنته بعد، بل ان البلاد هناك تمر في مرحلة كالتي مر فيها لبنان في العام 1977 حين تم تثبيت مناطق سيطرة كل طرف وتنسيق استمرار الحرب، معتبرا ان هذا ما يحصل تماما في سوريا حيث ان الحل النهائي لا يمكن ان يتبلور قبل الاتفاق على نظام حكم جديد، كما حصل معنا كلبنانيين في الطائف. وأضاف: "الخلاف في سوريا كان سياسيا وتحول عسكريا، وبالتالي لحل جذري للازمة يتوجب التوصل لحل سياسي يلحظ مستقبل النظام هناك".

وشدد بو حبيب ان لا الروس ولا الاميركيين قادر على فرض حل سياسي للأزمة في سوريا، مشيرا الى ان هذا الحل يتبلور بجلوس السوريين مع بعضهم البعض على الطاولة، كما حصل معنا كلبنانيين في الطائف، ليخرجوا بحل لأزمتهم. واضاف: "لكن يبقى هناك فارق بيننا كلبنانيين وبين باقي العرب بحيث اننا عندما نبدأ مشكلة ما نبدأ بنفس الوقت بالتفكير بحل لها، لكن باقي الدول العربية تذهب بلعبة الحرب بعيدا".

التمديد الرابع والعهد...

وتطرق بو حبيب لملف الانتخابات النيابية في لبنان، معتبرا ان وحده رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ يصرخ عاليا برفض التمديد الرابع، فيما معظم القوى السياسية الاخرى تلتزم الصمت. واضاف: "لا اعتقد ان الرئيس ميشال عون سيقبل بأي تمديد ولكن المشكلة انّه في حال كان هناك اكثرية تسير بتجديد ولاية المجلس النيابي مجددا فقد لا يكون في يده حيلة، ما سيشكل ضربة قوية للعهد".

واعتبر بو حبيب ان "الحكم في لبنان ليس سهلا ولا بسيطا، ان كان من موقع رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة او حتى رئيس المجلس النيابي"، لافتا الى ان "القطار حاليا موضوع على السكة الصحيحة لكنه يسير ببطء". واضاف: "لكن ما يُطمئننا ان كل الفرقاء باتوا على يقين ان هذا البلد لا يمكن ان يُحكم من قبل طرف واحد ولا أن تستحوذ على القرار فيه اي دولة كانت، سواء عربية او اجنبية".