أكد وزير الدولة لشؤون المرأة ​جان أوغاسابيان​ في كلمة له في الدورة الثانية لمنتدى ​المرأة العربية​ ​الصين​ية المنعقد في بكين كلمة المجموعة العربية في حفل افتتاح المنتدى أن "انعقاد الدورة الثانية لهذا المنتدى في بكين تحت عنوان "جمع قوة المرأة والتشارك في بناء طريق الحرير"، يشكل محطة مهمة ومتقدمة لاعادة وضع طريق الحرير على السكة، هذا الطريق العريق الذي ربط بين الحضارة الصينية والحضارة العربية وأتاح تبادلا واسعًا حقق الإزدهار والتنمية لشعوب الحضارتين، وتقدم بالشكر للإتحاد النسائي لعموم الصين الذي يعمل على استضافة وتنظيم هذه الدورة توجه بالشكر كذلك للجامعة العربية لاختيارها ​لبنان​ لتمثيلها في الجلسة الإفتتاحية".

وأوضح أوغاسابيان أنه "يأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت تشهد منطقتنا العربية تحولات استراتيجية كبرى تتطلب العمل بجد لوقف النزيف الحاصل وتغليب منطق الحوار والحلول السلمية والتفاهمات على استمرار القتال والإقتتال اللذين يدمران مجتمعاتنا، فضلا عن تحديات اللجوء والنزوح وما تمر به المنطقة من ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة. ومما لا شك فيه أن مسؤولية ​الدول العربية​ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مسؤولية مضاعفة في ظل هذه الظروف إلا أنها حتمية وضرورية لعدم غرق مجتمعاتنا في المزيد من التراجع. وإننا نعتبر أن للمرأة دورًا كبيرًا في بناء هذه المجتمعات الممزقة على أسس العدالة والمساواة بين الجنسين وتثبيت استقرارها وتحقيق تطورها واحترام المبادئ والثوابت والقيم الإنسانية، سواء في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة أم في المرحلة التي نتوق إليها وهي مرحلة الحلول السلمية".

وأشار الى أن "دولنا حققت خطوات متعددة في المرحلة الأخيرة تساعد على تمكين المرأة كي تقوم بدورها الراقي والمميز في صون المجتمع، وذلك من خلال تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في المنطقة العربية ومتابعتها أداء الحكومات والبرلمانات، إضافة إلى إطلاق حملات دعم وتوعية على أهمية مشاركة المرأة في الحياة الإقتصادية لما لذلك من إنعكاس فعلي على تحقيق التنمية الشاملة".

ولفت الى أن "العمل العربي المشترك مستمر على صعد عدة لتعزيز القوانين والأطر التنظيمية التي تحظر التمييز ضد المرأة على المستويات كافة وتوفير ​البيئة​ المساندة لعملها ودعم ريادة الأعمال وتسويق مبدأ الأعمال الحرة لدى المرأة من خلال إنشاء حاضنات الأعمال ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع المؤسسات المالية العربية لتمويل مشروعات المرأة"، مشيراً الى أن "هذا المؤتمر يحقق هدفًا اساسيًا من أهدافنا العربية وهو المضي قدمًا في التعاون وتبادل الخبرات على الصعيد الدولي في مجال تمكين المرأة والتعاون مع الجهات الإقليمية والدولية في هذا الشأن. وفي هذا المجال ننوه بما تبذله المنظمة العربية للمرأة برئاسة السيدة ميرفت تلاوي لتحقيق التعاون بين الدول العربية من جهة وبين هذه الدول والجهات الإقليمية والدولية من جهة ثانية بما يعزز من فرص تطوير واقع المرأة العربية".

وأكد أن "تحقيق أهداف هذا المؤتمر من خلال جمع قوة المرأة والتشارك في طريق الحرير لا يدفع فقط بالمرأة إلى مستويات متقدمة بل إنه يدفع مجتمعاتنا المشتركة إلى مستويات أكثر انفتاحًا وتقدمًا، مما يخلق نموذجًا للتعامل الدولي على أساس قيم سامية تعطي للمواطنات والمواطنين قيمة متساوية تحقق العدالة والتطور".

وتوجه الى النساء مؤكداً أنه "عليكن الوثوق بقدراتكن الهائلة وإني لشديد الإقتناع بأن لدى النساء ​مهارات​ تخولهن النجاح بتفوق في كافة المجالات بالرغم من العوائق الناتجة عن عقليتنا الذكورية. فإذا أرادت المرأة يمكنها أن تحدث فرقًا نحو الأفضل. فهي إنسان بالدرجة الأولى وهي جزء أساسي من تكوين المجتمعات ومن المسلمات الطبيعية أن تكون للمرأة قدرة واستقلالية على اتخاذ القرارات وحدها. وأيضا من حق المرأة أن تكون في قلب دوائر القرارات السياسية وكذلك يجب معاملتها على المستويين الإجتماعي والمهني على قدم المساواة مع الرجل".