أكد المدير العام لمديرية ​أمن الدولة​ ​اللواء طوني صليبا​ أنه "لا تزالُ المجموعاتُ ​الإرهاب​يةُ في ​لبنان​ حاضرةً بيننا وناشطةً. لذلكَ، إنَّ الحذرَ واجِبٌ على كلِّ المواطنين، مع العلمِ أنَّ معركةَ فَجْرَ الجُرودِ حَقّقَ فيها جَيشُنا إنتصاراً حاسماً وكنّا نتمنىَ لوِ إجترحْنا كأسَ النصرِ من دونِ دمعةِ حزنٍ وأسى على أرواحِ أبنائنا الشهداء العسكريين ، والذين كانوا الأبطالَ– الشركاء في طردِالتكفيريين خارجَ الحدودِ اللبنانية"، مشيرا الى انه "اليوم،وقد تمَّدحرُ الظلاميين خارجَ الحدودِ، يجبُ علينا الحذرُ من خلاياهُم النائمة، وهي ما تُسمّى بالخليّةِ الفرديّةِ المكتفيةِ ذاتياً".

وأوضح صليبا انه "أُطلقَ على هذا النموذجِ تَسميةُ " الذئب الوحيد" loupsolitaire Leوهو شرسٌ، خطيرٌ، ويُفاجئُ بِضَرَباته الوحشيّةِ غيرِ المتوقّعة.الذئبُ المنفردُ، منْ خصائصه أنّهُ معزولٌ، يُداهمُ بدافعِ الفكرِ المتطرّفِ والدموي، يَملكُ القدرةَ على إختيارِ أهدافٍ محدّدةٍ. يُحضِّرُ وينفّذُ عمليّاتِه منْ دونِ اللجوءِ إلى خطٍّ تَراتُبيٍّ، ممّا يَجعلُ إختراقَهُ صَعْباً منْ قبلِ عناصرِ مكافحةِ الإرهاب"، مضيفا:"الذئبُ المنفردُ يتحوّلُ منَ الحالةِ الخامدة إلى الحالةِ الهُجوميّة في أيّ لحظةٍ، ممّا يجَعلُ تحَييدَهُ وتعقُّبَهُ أمراً صعباً".

وفي تصريح له خلال لقائه مندوبي ومندوبات ​المحطات التلفزيونية​ ضمن سلسلة اللقاءات الفصلية التي يخصصها للجسم الإعلامي أكد صليبا اننا "اليومَ أمام مفهومٍ جديدٍ من حربِ الإرهابِ في العالم، والأمثلة الأخيرة في لندن وغيرِها خيرُ دليلٍ على ما أقوله.إنّه إرهابُ"الذئابِ المنفردة"المستوحى من العقيدة الحربية الثورية التي لا حدودَ لها، بحيثُ يقومُ بالتخطيطِ والتنفيذِ بعيداً عن الهيكليةِ القياديةِ والتراتبيّة، أي من دونِ تلقّي الأوامر والتوجيهات، وبأقلِّ دعمٍ ماديٍ مُمكن، وبأسلحةٍ تتراوحُ ما بين إستعمالِ ​السكاكين​ أو الدهسِ ب​الشاحنات​ وغيرها، وإزاء هذه الإستراتيجيةِالتي تعتمدُها الحركاتُ التكفيريةُ الإرهابيّةُ اليوم، سنردّ ُنَحنُ مع ​الجيش​ وباقي المديرياتِ الأمنيةِ، بتعاونٍ وثيقٍ وكاملٍ، عبر إعتماد إستراتيجيةٍ مضادةٍ هي "خنقُ الذئابِ المنفردةِ في جُحورها".

وكشف صليبا انه "لدينا لغاية اليوم، منذ تسلّمي منصبَ المدير العام لأمن الدولة في آذار الفائت، جداولُ مفصّلةٌ عن التوقيفات والمداهمات لشبكات إرهابية منظمة وفرديّة. وقد سجّلنا 65 حالةَ توقيفٍ لأفرادٍ ينتمون إلى ​تنظيم داعش​، وجبهةِ النُصرة وغيرِها من التنظيماتِ الإرهابيةِ الأخُرى. وتمّت كلُ تلكَ التوقيفات وُفقاً للأصول القانونية وبناءً لإشارة ​القضاء​ المختص"، مضيفا:"نؤكّد تمسُكّنا بالكفاحِ والنضالِ ضدّ ما يمسُ ذرةً من أرضِ وطننا العزيز، حفاظاً على دماءِ شُهدائنا وذكراهُم، وإنفاذاً لقسَمنا العسكريّ، وتصميمِ العهد والدولة والحكومة بقيادة فخامة الرئيس، بالتعاون مع رئيس مجلس النواب ورئيس ​مجلس الوزراء​، لقطع اليد التي تمتدّ للنَيْلِ من سيادة وإستقرار وأمن هذا البلد الحبيب".

وكانت المستشارة الاعلامية في أمن الدولة ريما صيرفي قد استهلت اللقاء بتلاوة بيان المديرية عن تأجيل احتفالية أمن الدولة بعيدها الثالث والثلاثين والتي كانت مقررة في ٢٦ ايلول الجاري، وذلك بسبب الاستحقاقات الأمنية وتداعيات ما بعد النصر التي تلقي بثقلها على الساحة الداخلية، وأعلنت عن تاريخ يعلن عنه لاحقاً.