اعتبر الوزير السابق ​شربل نحاس​ ان الفرصة التي لاحت في الأفق بعد انتخاب العماد ​ميشال عون​ رئيسا للجمهورية وتسمية ​سعد الحريري​ رئيسا للحكومة تبددت على الصعد كافة، ان كان جراء الارتكابات على مستوى ادارة المالية العامة والمحاسبة، او على مستوى شرعية التمثيل السياسي، لافتا الى ان هناك نافذة فُتحت في فترة من الفترات ان كان بترتيب محلي او ترتيب اقليمي، نرجحه، تم اغلاقها.

وتساءل نحاس عبر "النشرة"، "ما اذا كان من تجاوز الدستور برفضه تنظيم ​انتخابات فرعية​ بحجة ان النتيجة المتوقعة لا تعجبه سيقبل باجراء انتخابات نيابية بعد بضعة أشهر"، وأضاف: "لا مؤشرات لحصول انتخابات نيابية لوجود تكتل سياسي– طائفي أصدر قانونا جديدا هدفه الوحيد تمديد ولاية المجلس غير الشرعي عاما اضافيا، مخالفا لأساس الدستور من خلال حرمانه من لا ينتمي الى طائفة معينة من الترشح الى الاستحقاق النيابي"، لافتا الى ان "هذا التكتل السلطوي الطائفي يسعى لحصرية الاستئثار بادارة السلطة".

مواجهة السلطة

وأشار نحاس الى "وجود مجموعتين في لبنان، جماعة السلطة التي تتخبط بعدما سقطت الشرعية عنها، وجماعة حاملي مشروع الدولة الذين يسعون لتقديم طرح بديل بهدف ازاحة هذا الكابوس السلطوي عن يوميات اللبنانيين"، لافتًا الى أن "عملا حقيقيا يتم في هذا الاطار، على ان تُعلن نتائجه في المدى المنظور، ونكون بمواجهة سياسية مع جماعة السلطة".

واتهم نحاس الطبقة الحاكمة بـ"الامعان بعمليات تقاسم المال العام من خلال القفز فوق المحاسبة و​الموازنة​ والمناقصات، والانكباب على غرف المال العام دون حسيب أو رقيب"، مشيرا الى ان "آخر انجازات جماعة السلطة كان ​البطاقة الممغنطة​ التي لا تُستخدم في اي دولة من دول العالم للانتخاب اما هدفها الأساسي جعل تزوير بطاقة الهوية أصعب". وأضاف: "اما الفضيحة الكبرى هي في اصرار هذه الطبقة من خلال السجال العقيم بين مجموعاتها على الابقاء على اتمام عملية الانتخاب في مكان الولادة لا مكان الاقامة، لأن من شأن ذلك ان يضبط الى حد بعيد سلوك المواطن الانتخابي الذي يسيره عندها الى حد كبير الانتماء العائلي".

شعار "تلافي الفتنة"

وتطرق نحاس للوضع الأمني، مرجحا ان "تُبقي الترتيبات الاقليمية لبنان في كنف نوع من الاستقرار الداخلي لأن دوره بحسب هذه الترتيبات يقتضي ذلك"، لافتا الى ان التحذيرات التي أطلقها عدد من السفارات الأجنبية مؤخرا "تخط واضح وصريح للقوانين والأعراف، لكننا نتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في هذا الاطار لأننا نسمح لهم بذلك".

واستهجن نحاس رفع شعار "تلافي الفتنة" "كلما دق الكوز بالجرة" للتغطية على انتهاكات معينة او لعرقلة مسار محاسبة شخص او فريق ما، مشددا على ان مسؤولية اي مسؤول في هذه الدولة تحاشي الفتنة ولكن ليس من خلال تعطيل آداء السلطة. وأضاف: "ولعل هذه أبرز علامات فشل هذه الطبقة الحاكمة".