نوع أميركي جديد من مقاربة مشاكل العالم تقدم به الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ في اول مشاركة له في اعمال ​الجمعية العامة للأمم المتحدة​.

عرض ترامب على الدول الاعضاء في هذه المنظمة الدولية وجهة نظر ادارته حول السيادة ، مهددا بالتعامل بعنف مع ​كوريا الشمالية​ و​إيران​ وفينزويلا، متجاهلا روسيا التي احتلت جزءًا من ​أوكرانيا​، اضافة الى اتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركيّة لصالحه.

رئيس وزراء ​اسرائيل​ بنيامين نتانياهو، كان الوحيد الذي صفق للرئيس الاميركي عندما هاجم الاتفاق النووي مع ايران .

في هذا السياق، رأت مصادر دبلوماسية غربيّة ان بلورة ترامب لفلسفته السياسية رافقتها لغة يلجأ اليها عادة رؤساء الدول الصغيرة، من ذوات التأثير المحدود على مجريات الاوضاع في دول العالم، كما انها تضمنت اسلوبا تجاريا في التعامل مع العالم الخارجي، مشيرة الى ان خلفيّته في التجارة ما زالت تلازمه في ادارة اكبر دولة في العالم .

الى ذلك، ذكّرت المصادر بنتائج زيارة ترامب الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، حيث أدت الى حصوله على مليارات الدولارات، واحداث شرخ بين السعودية ودولة قطر، وفشلت إدارته، وعكس كل التوقعات بمعالجة هذا الملف الذي لا يزال يهدد استقرار هذه الدول، سياسيا واجتماعيا وماليا .

ولكن أخطر ما جاء في كلام الرئيس الاميركي هو نظرته التجاريّة الى ملفّ ​التوطين​، مع ما تحمل من تهديدات على أمن واستقرار ​لبنان​ من الناحية السياسية والديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية .

وقالت مصادر سياسيّة ان كلام ترامب عن توطين ​النازحين السوريين​ هو اول اعلان صريح ومباشر بهذا الحجم من منبر دولي، وكان سبقه تلميح من الامين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون في تقريره بعنوان "في سلامة وكرامة: تدفقات اللاجئين والمهاجرين"، وضعه في ربيع 2016.

ولفتت هذه المصادر الى ان المقاربة اللبنانية لم تصل الى مستوى الخطورة الناجمة عمّا يتم التخطيط له من توطين صريح للنازحين السوريين في دول الجوار السوري وخصوصا في لبنان و​الأردن​ و​تركيا​ .

واضافت المصادر انه سبق للتيار الوطني الحر ان طرح الصوت عاليا منذ بدء الازمة السورية، وتحديدا منذ نزوح اول 3000 سوري واتُهم يومها بالعنصرية، كما ان فريقا لبنانيا ظنّ انّ باستطاعته توظيف النزوح في معركة ضد النظام السوري والرئيس ​بشار الاسد​ .

وتعتقد المصادر ان التطورات الاخيرة بيّنت صحة طرح رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجيّة جبران باسيل في نيسان 2017، بورقة الى رئيس الحكومة سعد الحريري ضمّنها رؤيته لمسألة النزوح وكيفية معالجته .

وينتظر الأوّل ان يطرح الثاني ورقته هذه للنقاش في اجتماع قريب للحكومة نظرا الى الصفة الملحّة والعاجلة للخطر الداهم والظاهر .

واكدت المصادر نفسها ان توحيد الموقف اللبناني من هذا الملفّ الخطير يكون ليس بالكلام والمواقف، بل بإقرار خطّة وطنية وعمليّة لرفض التوطين وإعادة النازحين الى ديارهم، وإبلاغ جميع الدول المعنية مباشرة بهذا الملف بموقف لبناني حازم بما يحفظ استقرار البلاد السياسي والديموغرافي والاقتصادي والاجتماعي.

واشارت المصادر ان كلمة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ امام الجمعية العامة سيتضمن ردّ لبنان غير المباشر على طروحات ترامب بخصوص توطين النازحين السوريين، رافضا رفضا قاطعا قبول لبنان بأيّ صيغة من صيغ التوطين، نظرا لما تحمله هكذا خطوة من خطورة على مستقبل لبنان.