تواجه ​الولايات المتحدة الاميركية​ موقفا صعبا في منطقة الشرق الاوسط، وتصعيدا من قبل خصومها في المنطقة، وان ​ايران​ وحلفاءها المدعومين من قبل الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​، يستعدون لملء الفراغ في ​سوريا​ والعراق بعد هزيمة تنظيم "داعش".

ورأت مصادر دبلوماسية ان مثل هذا التطور ربما يؤدي الى إنهيار الاستقرار ونظام الامن الإقليمي التي تتولى ​واشنطن​ حمايته.

وأشارت المصادر الى ان الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ يعلن منذ وصوله عن مواقف كلامية متشددة حيال ايران ويعتبر أنها تشكل تهديدا اقليميا، الا ان هذه السياسة لا تزال قيد المراجعة، ولم تضع الادارة الاميركية بعد استراتيجية شاملة لها، بينما لدى ​طهران​ استراتيجية واضحة تعمل على تنفيذها وتتصرف بموجبها .

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "​نيويورك تايمز​" الاميركية الى ان ترامب يريد اعادة النظر في ​الاتفاق النووي​ مع ايران وليس إلغاءه، خصوصا في ما يتعلق بالصواريخ الباليستية، وهو أمر تعارضه ايران، كما ان ترامب يواجه صعوبة في اقناع الأوروبيين والروس بتوجهه هذا .

وتصنف هذه الادارة الجديدة في واشنطن المزيد من المسؤولين الإيرانيين كمتعاونين مع ​الإرهاب​، متهمة طهران بأنها لا تفي بالتزاماتها بموجب "خطة العمل المشترك" اي الاتفاق النووي .

وتعتقد المصادر الدبلوماسية ان الوقت بالنسبة الى واشنطن لبلورة استراتيجية واضحة اصبح داهما، لان تطورات الأحداث في المنطقة تتسارع، لا سيّما في سوريا، وان الحملة على "داعش" على وشك الانتهاء، وانه قد اصبح واضحا ان الرئيس السوري بشار الاسد سوف يظل وبدعم من ​روسيا​ وإيران و​حزب الله​، مسيطرا على معظم أنحاء سوريا، ان لم يكن كل أجزائها .

ولفتت المصادر الى ان هذا لا يكفي ولا يرتقي الى استراتيجية واضحة تحدد اهم أهداف واشنطن، كما ان غياب المساعدات الاميركية الحقيقية لحلفائها في المنطقة، الذين لا يشعرون بامكان الولايات المتحدة عزل ايران، هي الأخرى تزيد في تعقيد المسألة.

اضافة الى ذلك، تشير المصادر الى ان واشنطن لا تُمارس نفوذها لإنهاء الموقف المعقد الذي اقدمت عليه المملكة العربية السعودية ودولة ​الامارات​ العربية المتحدة، و​جمهورية مصر​ العربية ضد قطر، لافتة الى أنه آن الاوان لإنهاء هذا التشتت، وجمع الشركاء وقدراتهم العسكرية وثرواتهم على أمل الوصول الى مستوى يتضاءل فيه نفوذ ايران بالمنطقة .

واعتبرت المصادر نفسها ان امام الولايات المتحدة الاميركية صعوبات عدة لمواجهة المد الروسي في المنطقة وكذلك الحد من النفوذ الإيراني، لان على واشنطن ادراك ان ​موسكو​ رغم التواصل القائم معها، ستستمر في تعاملها مع الإيرانيين والقوات المتعاملة معها، كعامل أساسي في الميدان. كما ان فشل الاميركيين في توضيح سياستها للأصدقاء والاعداء على حد سواء ، جعل هؤلاء يشككون في النوايا الاميركية لمواجهة الإيرانيين .

وتضيف المصادر ان مصداقية الولايات المتحدة ضعيفة على الرغم من الردود العسكرية الاخيرة التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب .

وخلصت المصادر الى القول بأن على واشنطن عدم الاستهانة بالمعايير الدولية، ويجب ان تتعامل معها بطريقة تظهر ان الولايات المتحدة تأخذ في الاعتبار مخاوف حلفائها، لكن سلوك الاميركيين حتى الان لا يوحي بأن ترامب مصر على اعتبار مصلحة بلاده كما يراها، هي التي ستطغى على كل الحسابات الاخرى.