أشار مصدر في التيار "الوطني الحر"، عبر صحيفة "الديار"، الى عدم تأثر الحزب بالحملة التي اطلقت ضده منذ عشرات السنوات على خلفية "عنزة ولو طارت"، لافتاً الى ان لبنان ومنذ ما قبل الطائف حكمته الميليشيات المتحاربة ودخلت بعد الحرب وفق قوانين المصالحة والعفو وادخلت معها هذه المفاهيم الى ادارات الدولة التي تغلغلت في معظمها دون وجه حق وتعاملت داخل الادارة مع المواطنين كتعاملها على الحواجز العسكرية التي كانت قائمة والتي افسدت وقتلت وسرقت، وبالتالي كيف يمكن لدولة او ادارة ان تقوم من بين السرقات والخوات خلال فترة اشهر، ومن قال ان هؤلاء الدخلاء على ادارات الدولة يمكن ردعهم او توقيفهم عند حدودهم خصوصاً وان لكل رعية راع، وبالتالي فان محاولات الاصلاح من الطبيعي ان تصطدم بجماعة مستفيدة من خيرات الدولة وجيوب المواطنين خصوصاً ان التوظيفات والمحسوبيات لا يمكن ابداً ردعها دون رفع الغطاء عنها فالسارق الصغير له معلم كبير والاخير لديه ما هو اكبر منه، ومحاولة فك هذه السلسلة من الفساد يستلزم ارادة صلبة لا تتراجع عند اول منعطف كما تتطلب مثابرة يومية وملاحقة مستمرة.

ولا يعطي هذا المصدر اهتماماً للخلافات السياسية التي يمكن تخطيها وفق المصالح السياسية "انما السبب الاساسي للطعن الدائم بالتيار "الوطني الحر" يتمثل بكارتيل الفساد وهذا وحده كفيل بمحاولة رش الاضاليل بصورة دائمة لربما يصدق احد هذه الكذبة"، معتبراً ان "معظم الاحزاب والشخصيات السياسية المناوئة للتيار الوطني لم تجتمع يوماً على أسس ومبادئ سياسية او اصلاحية انما هذا هو المفترض الواقعي لتجمعهم للحفاظ على مكتسباتهم وحقيقة الامر انه العامل الوحيد الذي يجمع بين اخصام التيار كما حصل في العديد من المحطات السياسية في البلاد".

وبعيداً عن الفساد وحسب الصورة القائمة اليوم، رسم هذا المصدر جغرافية علاقة التيار بمجمل الاحزاب وهذا لا يعني وفق ما يقول ان البلد كله فاسد او ان ما سيذكره بالعلاقة مع بقية الاحزاب، انما مبنية على فساد فيها بل المرتجى من هذه الجغرافية تبيان موقع "التيار الوطني" الحر قبل وبعد وصول الرئيس ميشال عون الى بعبدا وفق التالي: "علاقة التيار بحزب الله لا تشوبها شائبة وفق النظرة الاستراتيجية للامور ولموقع لبنان من الصراع مع ​اسرائيل​ والتكفيريين على حد سواء"، ولكن وفق هذا المصدر ان الحزب لا يعطي كامل نشاطه للمساعدة على الصعيد الداخلي المعيشي والاقتصادي لانشغاله بمسائل اكبر واهم لكن تبدو الدعوة الى الحزب لانخراطه في رفع الظلم عن الناس مشروعة خصوصاً لناحية تأمين ابسط قواعد العيش للطبقات الفقيرة ومد يد العون للحفاظ على المالية العامة للدولة بالرغم من كون "التيار الوطني" قفز فوق الاتفاق الرباعي في الانتخابات في العام 2005 والذي كان موجهاً ضده و"حزب الله" كان طرفاً فيه دون وجود اسباب مشروعة سوى اطلاق النائب ​وليد جنبلاط​ مقولته الشهيرة : "تسونامي عون" وبالرغم من ذلك وبعد مرور زمن قصير ابرم التيار والحزب تفاهمهما في مار مخايل على خلفية رؤية العماد عون القديمة والتي ذكرها في رسائله من المنفى ان المنطقة مقبلة على صراعات طائفية فلم يسمع ويهتم احد لهذا الكلام الا بعد حصوله في لبنان والمنطقة بكاملها.

بالنسبة إلى العلاقة مع تيار "​المردة​"، أوضح المصدر أن الخطوط الان مقطوعة كلياً بعد شهر عسل دامت ايامه سنوات كان فيها العماد عون الاب والمرجع الصالح الا ان ​الانتخابات الرئاسية​ وضعت الاسفين بين التيارين على هذه الخلفية بالذات ولم تنجح المبادرات البطريركية ولا غيرها في رأب الصدع بل العكس هو الذي حصل وحدث ما لم يكن في الحسبان على صعيد توطيد العلاقة بين ​القوات اللبنانية​ وتيار "المردة" مع العلم ان المردة كانت اكثر من مغتاظة لترشيح القوات للعماد عون الى الرئاسة، أما هذه المعادلات والخرائط الجديدة استجدت ايضاً لدى تزعم الوزير ​جبران باسيل​ ​التيار الوطني الحر​ وهذا ما لم يستطع بلعه لا من قبل المردة ولا القوات على حد سواء، في حين أن العلاقة ما بين التيار و"القوات اللبنانية"، عدا عن علامات الاستفهام الكثيرة المطروحة على نتائج ورقة النوايا بينهما، فان بند التحالف الانتخابي وان لم يكن مزروعاً في هذه الورقة الا ان الصورة تبدو وفق طريقة غب الطلب من اللون الرمادي الى الابيض وصولاً الى الاسود، وحاولت القوات عبر دخولها الى الحكومة ان تحتذى بعمل وزراء التيار ونجحت القوات بذلك الى حد معين واعطت صورة بيضاء عن العمل الحكومي للشعب اللبناني، ولكن يسأل هذا المصدر: "من قال ان رئيس التيار جبران باسيل لا يحبذ هذا النجاح او لا يشجعه؟ بل العكس هو الصحيح لكن يبدو ان الانتخابات النيابية المقبلة كفيلة وحدها باعطاء صورة خلافية اكبر بين الحزبين ويبدو ان هذا هو الهدف الاساسي".

بالنسبة إلى العلاقة مع "​حركة أمل​" ثمة اشكالية حاصلة منذ البدء وتطورت لتصبح مشكلة كبيرة بين الجانبين لم يستطع احد ايجاد الحلول لها، ولكن هذا المصدر يسأل: "نحن مستعدون للمعالجة انما فقط لتقول الحركة ماذا تريد؟" ولكن هذا الجواب على اصعب الاسئلة المطروحة بين الجانبين لا يمكن الاجابة عليه لا قبل رئاسة العماد عون ولا بعدها، ويقول: "ثمة قطبة مخفية لا تتعلق بالاشخاص انما بطريقة الاداء داخل ادارات الدولة بحيث يبدو ان ما يحمله التيار الوطني من طروحات لا تتوافق مع تطلعات الحركة، بحيث يمكن الجزم ان العلاقة لن تتحسن بل ذاهبة نحو التأزم اكثر مع العلم ان الجانبان متفقان على استراتيجية العمل الوطني العام والعلاقة مع ​سوريا​ والعداء لاسرائيل ولكن ثمة خشية لدى ​حركة امل​ تتعلق ببعض الحيثيات الرئاسية فيما التيار وفق المصدر نفسه لا يبالي بهذا الشأن ولا يفكر به حتى مجرد تفكير.