استغرب المعارض السوري البارز ورئيس اللجنة القانونية في الائتلاف المعارض ​هيثم المالح​ الحديث المتداول عن انتصار النظام وانهزام المعارضة في ​الحرب السورية​، مشددا على ان "السوريين لم يخوضوا معركة مع بلد آخر أو جيش آخر، بل كانوا ولا يزالون في ثورة لن تنتهي قبل تغيير النظام واقامة نظام ديمقراطي تعددي وحكم مدني أبعد ما يكون عن الحكم العسكري".

واعتبر المالح في حديث لـ"النشرة" أنّه "حتى ولو هدأت الأمور في بعض المناطق واشتعلت في أخرى، فان هذا طبيعي ومنطقي عندما نتحدث عن ثورة، ولنتذكر ان الثورة الفرنسية استمرت 8 سنوات فيما استمرت ثورات أخرى أطول من ذلك"، مشددا على أن "لا سلام من دون عدالة، وبالتالي من ارتكبوا في هذا النظام جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم تغيير ديموغرافي سيحاسبون والا لن يكون هناك سلام حقيقي".

شروط الحوار السوري-السوري

وتساءل المالح: "كيف يطلبون منا ان نتشارك بالحكم مع نظام أثبتت التقارير الدولية انّه استخدم ​السلاح الكيميائي​ ضد شعبه؟ هذه مهزلة لا يمكن ان نقبل فيها وهي جزء من البروباغندا الاعلامية التي يلجأ اليها النظام من خلال القول انّه انتصر، علما انّه بالحقيقة لا دور له بعدما بات الصراع في ​سوريا​ صراع دول كبرى لتأمين مصالحها".

وشدد المالح على انّه "لا يجوز ان يجلس السوريون مع قاتلهم، نحن لم نقبل بذلك في اول الثورة ولن نقبل بذلك اليوم، خاصة بعدمت أعطى جنسيات لمليون شخص من غير السوريين وعمد الى افراغ مناطق من سكانها بهدف التغيير الديموغرافي". وأضاف: "لا يمكن الحديث عن حوار سوري–سوري قبل خروج كل المقاتلين الاجانب من بلدنا كما الجيوش الروسية والايرانية والميليشيات كافة".

الأجندة الروسية؟

واعتبر المالح ان "كل الاجتماعات التي انعقدت في آستانة هدفها ضرب الثورة، لكننا لن نفقد الأمل والمطلوب ان نستغل فرصة اقامة مناطق تخفيف التصعيد لتوحيد الفصائل، باطار قيادة عسكرية مشتركة يتولاها ضباط محترفون وليس ثوار من دون خبرة"، لافتا الى ان هناك "بوادر تشكيل قيادة مماثلة لاعادة احياء الثورة في المرحلة المقبلة".

واذ اتهم مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ​ستيفان دي ميستورا​ بتنفيذ أجندة روسية، أشار المالح الى ان "خيار موسكو هو تصفية الثورة لصالح النظام علما انّه لا يعنيها بشيء شخص ​بشار الاسد​". واضاف: "جهاز الاستخبارات المركزي في سوريا يحوي معلومات استخبارية مهمة جدا على الصعيد العالمي وخصوصا بما يتعلق بالمجموعات الارهابية، وقد تم الاستعانة بهذه المعلومات بعيد ​أحداث 11 ايلول​ من قبل الاميركيين، كما ان النظام لطالما كان متعاونا في هذا المجال مع أجهزة الاستخبارات العالمية كافة ومن ضمنها الاسرائيلية"، لافتا الى ان "ما تخشاه هذه الدول اليوم وقوع هذه الداتا بأيدي الثوار لذلك نراهم يحرصون على استقبال ​علي المملوك​ وسواه".