دعا وزير المال ​علي حسن خليل​ الى عدم المناورة بكل ما يتصل بحياة الناس، ولذلك تمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بإقرار ​سلسلة الرتب والرواتب​، واليوم اقول من موقع المسوؤلية ان سلسلة الرتب حق مشروع لكل مستحقيها وعلى كل الوزارات ان تؤمن هذا الحق التزاما بالمشروعية الطبيعية ونص القانون. وهذا التزام فليسمع الجميع اننا لن نحيد عنه ولن نتخلى عنه، واجبنا ان نحافظ على حقوق الناس، كما مسؤوليتنا تدفعنا لتأمين التغطية المالية، لكن القاعدة الاساس ان حق الناس لا يمس.

وفي كلمة له خلال احياء المجلس العاشورائي الذي تقيمه ​حركة امل​ – اقليم بيروت في خيمة معوض، اشار خليل الى انه اليوم تحضر امامنا قضية ربما نسيناها في السنوات الماضية، وهي قضية التوطين، واليوم اصوات عالمية بدأت تعمل على تقريب الفكرة الى عقول الناس، ونحن نقول بفكرة ​الامام موسى الصدر​ والرئيس نبيه بري ان التوطين ليس لمصلحة ​القضية الفلسطينية​ ولا لمصلحة اخوتنا السوريين ونحن نرفض اي شكل من اشكال التوطين مهما كانت الاسباب، ونحن نريد للفلسطينيين ان يحرروا كل فلسطين التي تبقى ملتقى قيمنا ولن نتخلى عنها على الاطلاق، واي حديث عن التوطين يعني تخلي عن فلسطين.

وحول العلاقات مع سوريا، اكد ان لبنان تربطه علاقات واسعة مع سوريا، وقضايانا يجب ان تحل بالحواء بين الدولة اللبنانية والسورية من قضايا النازحين الى كل القضايا المشتركة، وهذا الامر لم يعد النقاش به ترفا، وهذا الامر لا يمكن مواجهته بالحياد بل فيه مصلحة للبنان كما به مصلحة لسوريا.

ولفت الى ان مسؤوليتنا كبيرة نحن الذين نحيي مجالس ​عاشوراء​، هي مسؤولية استثنائية في احياء هذه الذكرى، حين نرى عشرات الالاف يشاركون في احياء المناسبات، ومسؤولية اضافية كيف نعبر عن عاشوراء وهل نقدمها مشروع خاص فئوي ام كما ارادها ​الامام الحسين​ والامام موسى الصدر مناسبة للتفكر والوحدة وكي تكون مناسبة لكرامة الانسان وحريته، وعليكم ايها الشباب ان تجددوا روح ثورة الامام الحسين، لا تتعاطوا مع المسألة من الناحية العاطفية فقط رغم اهميتها ولكن يجب اعطاء دروس في التضحية والفداء الذي مثله الامام الحسين في ​كربلاء​ حتى لحظة استشهاده.

ولفت خليل عندما نستحضر عاشوراء نقف امام مفردة نواجهها اليوم هي مفردة ​الارهاب​، وما تمثل من مواجهة بين احرار العالم وبين مجموعة تريد الانقلاب على القيم، وعندما نقارب اليوم المسألة بهذا الشكل نضع المعركة في سياقها الطبيعي معركة الحق في مواجهة الباطل، يزيد في ايام عاشوراء كان يمثل الارهاب العقائدي والفكري والسياسي. وشدد على ان يزيد بن معاوية ليس قيمة سنية بل اكثر من واجه القيم الاسلامية، وهو يمثل عمق الارهاب في ذلك الزمن، تماما كما هي المواجهة اليوم مع الارهاب، على الصعيد العسكري والفكري، وصحيح ان لبنان انتصر على الارهاب لكن علينا ان نعي ان الامر يتطلب وعيا استثنائيا وادوارا ثقافية وادارية، ومسؤوليتكم ايها الشباب ان تواجها كل انواع الارهاب وتشويه الدين المحمدي الاصيل، والبشر كلهم اخوة ويجب ان نتعاطى معهم على هذا الاساس.

واكد ان المعركة مع الارهاب هي معركة مستمرة في كل اوجهها، وعلينا ان نستعد لكي نواجه هذا الواقع ونقدم للعالم الصورة الراقية والحقيقية عن اسلامنا الاصيل، اسلامنا دين المحبة والانفتاح والوعي. ومسؤوليتنا بالتوازي ان نعمق الوحدة ونرد على كل من يحاول ان يحول كل مناسبة فرصة للانقسام بين المسلمين بين بعضهم البعض وبين شركائهم في الاوطان.

اضاف المسؤولية اليوم ان نحمل صفات الامام الحسين في حياتنا وحركتنا، لان الانتصار ليس انتصارا لمعركة بل انتصار للاهداف، وعلينا ان نتحمل المسؤولية في كل زمن، والاصلاح في المجتمع وفي الدولة، كل هذا الامر اليوم يعيدنا الى خياراتنا على مستوى ساحتنا الداخلية، ونحن مستمرون في تحمل مسؤوليتنا والدفاع عن الخيارات التي شكلت اساس قوتنا وساهمت في عملية التغيير التي عززت مناعة هذا الشعب، وخيار المقاومة للعدو الاسرائيلي والارهاب بكل اشكاله خيار يدعونا كي نبقى مستيقظين على كافة الصعد، هي مسؤولية لانه لا يمكن ان نستمر وان نحمي تجربتنا المقاومة دون ان نحمي كل العناصر التي شكلت ارتكازات قوة.

ولفت خليل الى ان كل الناس سمعت بالمناورات الاسرائيلية التي تستهدف قوة وانتصارات لبنان، وهذا الموضوع يدعونا كي نؤمن بأننا نستطيع ردع العدو وارباك ساحته الداخلية كي يشعر المواطن الاسرائيلي بالضعف لا بالقوة، ونحن سنستمر بالمواجهو مع الارهاب الذي يتطلب مواجهة على كل النواحي.