رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في زيارة دولة لفرنسا بدءا من اليوم، لذا لم يبدأ الزيارة في طريق العودة من نيويورك، لأن زيارة الدولة تستلزم ان يتوجه الرئيس الزائر من بلده الى البلد المضيف.

فرنسا تعني الكثير بالنسبة الى العماد عون، فهو أمضى فيها شهورا حين كان في دورات عسكرية وحين كان ضابطا في الجيش، ومنها تخرج ضابطا مدفعيا. وفيها أمضى عشرة اعوام في المنفى، لكنه دائما كان موضع احترام، فحين كان في السفارة الفرنسية في بيروت، وكانت هناك احتمالات مخاطر على حياته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران: ان شرف العماد عون من شرف فرنسا.

يعرف الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ هذه الوقائع ولا ينساها على الاطلاق.

يبدأ الرئيس العماد ميشال عون زيارته بوضع اكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول عند قوس النصر.

القمة اللبنانية - الفرنسية تعقد بين الرئيسين بعد ظهر اليوم، وهي أول زيارة على مستوى دولة تتم في عهد ماكرون. القمة تبدأ بمحادثات ثنائية بين عون وماكرون، ثم ينضم اليها وزيرا الخارجية والداخلية الفرنسيان ووزيرا الخارجية والداخلية اللبنانيان، ​جبران باسيل​ و​نهاد المشنوق​، الذي كان مقررًا أن يكون في عداد الوفد اللبناني، والذي اعتذر عن عدم المشاركة بسبب لقاء زميله وزير الخارجية مع وزير الخارجية السوري ​وليد المعلم​، والجميع سيشاركون في عشاء الدولة الذي يقيمه ماكرون على شرف ضيفه اللبناني، وسيكون العشاء حاشدا لجهة كبار المدعوين من اللبنانيين ومن بينهم نائب رئيس الحكومة السابق ​عصام فارس​، مع كبار ضيوف آخرين من لبنانيين يعيشون في فرنسا وحققوا نجاحات فيها. والمعروف ان نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس تربطه بالدولة الفرنسية علاقة احترام متبادل كما تربطه بالرئيس ميشال عون علاقة احترام وصداقة، ومن باب التذكير فإن دولة نائب الرئيس عصام فارس كان عاد الى لبنان لتهنئة العماد عون بانتخابه رئيسا، لأن العلاقة بين الرجلين تعود لأكثر من ثلاثين عاما الى الوراء حين كان العماد عون قائدا للجيش ويعرف ان عكار التي ينتمي اليها فارس، هي خزان الجيش اللبناني من عسكريين وكبار ضباط.

يُذكر ان اليوم الاول، وقبل العشاء، ينتهي نشاطه بزيارة مشتركة للرئيسين عون وماكرون الى المعرض الذي ينظمه معهد العالم العربي عن مسيحيي الشرق والذي يشارك فيه ممثلو الطوائف المسيحية في الشرق.

وفيما الجهود في القمة ستتركز على الإعداد الجيد لمؤتمر باريس 4 الخاص بدعم الاستثمار في لبنان، في مطلع السنة المقبلة، فإن الرئيس عون سيوجه دعوة الى ماكرون لزيارة لبنان السنة المقبلة، على ان تتم على أبعد تقدير بعد مؤتمر باريس 4.

انطلاقا من هذا الجدول المكثف، فإن الزيارة يُتوقع ان تكون ناجحة بكل المقاييس، بعد الاعداد الجيد لها، ليس فقط من قبل دوائر قصر بعبدا، بل من قبل دوائر السرايا الحكومية حيث ان الرئيس سعد الحريري حريص كل الحرص على نجاح الزيارة لأنها في المحصلة ستكون نجاحا للبنان كله وليس للرئاسة فقط.